وأشار إلى ذلك رجل الدين والأكاديمي المدرس في كلية الشريعة بجامعة العلامة الطباطبائي في طهران الشيخ "محمد شريفاني" فی حدیث لـ "إكنا" بمناسبة ذكرى مولد رسول الله (ص).
وقال: "إن القرآن الكريم يعرض النبي (ص) ليس فقط كـ أسوة بل كـ حسنة للبشرية، ويقول الله تعالى "لَقَدْ کانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ".
وأضاف: "من المهم أن نتأمل لماذا وصف القرآن الكريم، النبي (ص) بهذا الوصف؟" مجيباً: "ربما لم يواجه أي شخص في التاريخ مشاكل بقدر ما واجه النبي (ص) في طريقه وأهدافه. وإذا نظرنا إلى مشاكل النبي (ص) في المجال العسكري فقد واجه كل أنواع الحروب، ففي الواقع كان المشركون من جهة، والمنافقون من جهة أخرى يتآمرون عليه (ص) في كل مكان.
وأضاف الشيخ شريفاني: "إن المحور الآخر الذي عانى منه رسول الله (ص) هو المحور الاقتصادي حيث تعرض إلى حصار لـ 3 سنوات في شعب أبي طالب".
وأردف مبيناً: "إن المحور الثالث الذي عانى منه رسول الله (ص) تمثّل في الضغط النفسي الذي كان نتيجة جهل المجتمع بشخصه (ص) حيث كان المجتمع يعاني من أربعة أنواع من الجهل وهي الجهل في الفكر وفي النفس وفي القضاء وفي السلوك".
وفي معرض ردّه على سؤال بخصوص مظاهر الرحمة في السيرة النبوية، قال: "إن الآية 159 من سورة آل عمران المباركة تشير إلى بعض تلك المظاهر "فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم ۖ وَلَو کُنتَ فَظًّا غَلیظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِکَ ۖ فَاعفُ عَنهُم وَاستَغفِر لَهُم وَشاوِرهُم فِی الأَمرِ ۖ فَإِذا عَزَمتَ فَتَوَکَّل عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ المُتَوَکِّلینَ".
وأردف مبيناً: "إن الآية الكريمة تشير إلى أن الرسول (ص) كان عطوفاً في سلوكه ولم يكن قاسياً وكان يتمتع بعلاقات حسنة وشخصية تقبل الشور وتأخذ برأي الآخرين فـ كان (ص) يستشير الآخرين ويحترمهم".
وأشار إلى الفرق بين الرأفة والرحمة لدى النبي (ص) موضحاً: "إن الرحمة تعني العطف بينما الرأفة تعني الرحمة مع حفظ الكرامة والسرعة في حل المشاكل فـ كان رسول الله (ص) يقوم بحل مشاكل الناس دون منّية أو أذى".