فيما يلي نصّ البیان:
"بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله(ص) وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
أيها الإخوة والأخوات، قرر العلماء أن يقوموا بإحياء ذكرى طوفان الأقصى وذكرى هذه الإبادة الجماعية التي حدثت في غزة، والتي لم يشهد التاريخ مثلها في تدميرها وإبادة جماعية، وفي هذا التجسيد للنازية والعنصرية والقسوة الشديدة.
نحيي هذه الذكرى، ونبدأ من ذكراها الأولى، اعتمادًا على التاريخ الهجري، للاحتفال بالفارق بين التاريخ الهجري والتاريخ الميلادي في 7 أكتوبر.
في هذه الأيام العشرة، نقوم في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والهيئات العلمائية الفلسطينية وغيرها، بإحياء هذه الذكرى.
وعلينا جميعًا أن نشارك في إحياء هذه المناسبة، كلٌ بقدره. نحن في الاتحاد، والحمد لله، خلال هذه السنة قمنا بكل ما نستطيع من مؤتمرات، ندوات، بيانات، فتاوى مؤصلة، ومقترحات عملية.
قدمنا تسعة مقترحات لأمتنا الإسلامية والعربية، إضافة إلى الجهود الإغاثية لشعبنا المنكوب في غزة.
ولكن ما قدمناه هو أقل من الواجب أمام التضحيات، وأمام الدمار والإبادة الجماعية. واجبنا، أيها الإخوة الكرام، كما يلي: أولاً: أخاطب القادة المسلمين بضرورة القيام بواجبهم في الجانب العسكري، والاقتصادي، والمقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية.
هل يكفي عام من الدماء والأشلاء التي رأيناها؟ هل لم تكفِ هذه الجرائم لتحرك ضمائرنا جميعًا وضمائركم للفعل والعمل والمقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية، وبذل كل الجهود العسكرية والمادية لمنع العدوان؟ أما بالنسبة للشعوب، فيجب عليها أن تتفاعل بكل إمكانياتها، من خلال مظاهراتها، وكذلك كل الوسائل السلمية الممكنة التي تستطيع القيام بها الشعوب العربية والإسلامية، بل والشعوب الإنسانية، لمنع هذا العدوان وإدانته.كذلك، دعم إخواننا في غزة بكل الإمكانيات المالية والمادية والاقتصادية.
كما أن واجب الإعلاميين والدعاة هو أن يقوموا بدورهم في كشف هذه الجرائم وتحريك الأمة نحو الفعل، نحو الجهاد المالي والاقتصادي والعسكري. أيها الإخوة الكرام، بعد سنة من هذه الجرائم وفي نفس الوقت سنة من المقاومة الشريفة التي استطاعت أن تقف أمام كل هذه القوى، علينا أن يكون لنا موقف أقوى من مواقفنا السابقة، جميعنا، كل في موقعه: العلماء، الإعلاميون، القادة العسكريون، الحكام. واجبهم وواجبنا اليوم أكبر. اليوم لم تكتفِ دولة الاحتلال بغزة والضفة، بل اتجهت نحو لبنان. لذلك، قفوا وكونوا مع إخوانكم في غزة والضفة، وكونوا مع إخوانكم المنكوبين المظلومين والمقاومين أيضاً. هذا واجب، أيها الإخوة الأحبة، وأناشدكم بالله أن تقوموا بواجبكم، كل في مكانه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: