"أعتقد أن العلم إذا أراد أن يخدم السلام والتنمية، فإنه يحتاج إلى مقدمتين؛ أولاً: خلق الوعي، وثانياً زيادة الوعي، وطبعاً هذان الأمران المهمان يجب خلقهما في بلدنا، وعلى المستوى الدولي وبين الدول، فالأمر يكون أكثر تعقيداً.
كما يجب ألا تنفصل الفئة العلمية عن المجتمع العام وأن تشعر دائماً بالرقابة الاجتماعية على عملها، وهذه الرقابة قد تكون من خلال البرلمان أو الصحافة أو من خلال المواطنين العاديين.
لقد شهدنا جميعاً تنفيذ مشاريع واسعة النطاق على مستوى الدولة، على سبيل المثال، قد قال البعض إنه إذا تمّ بناء سدّ في مكان معين، فهذه مناسبة، ولكن عندما تمّ بناء السد، أصبح من الواضح مدى الضرر البيئي الذي أحدثه هذا السدّ ومدى تأثيره على رفاهية السكان وإمكانيات التنمية في تلك المنطقة ولم تكن هذه المشاريع مرتبطة إلى حدّ ما بالقضايا الرئيسية والأساسية المتعلقة بحياة الناس، وربما لم تكن من ضروريات حياة الشعب الإيراني، وفي هذه الأثناء، تم إهدار الطاقة والموارد.
كما كانت هناك حالات حذر منها البعض في الوقت المناسب ومنعوا استمرار هذا الإهدار. ينبغي للصحافة والفضاء الافتراضي أن يساعدا في خلق الوعي العام، وإن شاء الله أن ينصت المسئولون أيضاً إلى هذا النداء العام.
أيضاً، في النشاط العلمي، إلى جانب المراقبة الاجتماعية، يجب خلق شعور أخلاقي لدى كل شخص يقوم بعمل علمي، أن يقوموا بالتنبؤ حيث يمكن، وفي حال وجود إحتمال كبير جداً أو يقين بأن نتيجة عملهم العلمي سيتم استخدامها بطريقة غير إنسانية، فـ يتخلوا عن هذا العمل وأن يبلغوا الآخرين بأن هذا العمل ستكون له مثل هذه النتائج.
على أية حال، طالما أن ظروف العالم هي كما أشرت لها في البداية، فإن كل هذه القضايا يمكن حلّها في الأطر الوطنية إلى حدّ ما.
اليوم، هناك دول في العالم من حيث الاهتمام بهذه القضايا متقدمة جداً جداً كدول أوروبا الشمالية وتقوم هذه الدول بتنفيذ أي مشاريع علمية وتكنولوجية تريدها، تعرضها للاختبار الاجتماعي وتتحقق من أن هذا العمل مثلاً إلى أي حدّ يتوافق مع "التنمية المستدامة"، لكن هذه الدول هي أكبر منتجي الأسلحة في العالم وأكبر بائعي الأسلحة في العالم! أي أنها تؤدي دوراً في الداخل وتقوم بدور آخر في الخارج، وهو ما يتناقض تماماً مع دورها الإنساني الأول!
على أية حال، لا يمكننا أن نفعل أكثر من هذا، وأعتقد أن الناس لا يحتاجون إلى أن يكونوا علماء وخبراء في جميع المجالات العلمية، ولكن لكي يكونوا حساسين لعواقب العمل العلمي، من الضروري زيادة معرفتهم العلمية.