وأشار إلى ذلك، الباحث والخبير في العلاقات الدولية ورئيس القسم القنصلي بالسفارة الإيرانية لدى تايلاند "رضا مطلبي" في مقال بعنوان "تأملات في السياحة الدينية في تايلاند" بعثه إلى وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية وكتب فيه: "السياحة الدينية في تايلاند فرصة استثنائية للتعريف بالتراث البوذي لهذا البلد".
وأضاف: "تعدّ السياحة الدينية في تايلاند إحدى الركائز الأساسية لصناعة السياحة في البلاد، والتي لها تأثير واسع على اقتصادها وثقافتها وهويتها الوطنية. ومع المعابد الرائعة والمهرجانات الدينية والتقاليد البوذية العميقة، أصبحت هذه الدولة واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم".
إقرأ أيضاً
وأردف: "المعابد التايلاندية والطقوس الدينية ليست فقط مكاناً للعبادة والتأمل الروحي، ولكنها أيضاً تجتذب العديد من السياح بسبب هندستها المعمارية الفريدة وتاريخها الغني وجاذبيتها الثقافية".
وأردف مطلبي مبيناً: "السياحة الدينية في تايلاند لها تأثير اقتصادي واسع ويعد الدخل من زوار المعابد والمشاركة في المهرجانات الدينية جزءا مهماً من اقتصاد السياحة في هذا البلد".
واستطرد مؤكداً: "المعابد العظيمة مثل "وات براكائو"، المعروف باسم معبد "بوذا الزمردي"، هو أحد أقدس المواقع الدينية في تايلاند وأكثرها زيارة، ويقع في بانكوك ويستضيف ملايين السياح المحليين والأجانب كل عام".
وفي معرض إشارته إلى أبرز المعابد البوذية التي يقصدها السياح الأجانب، قال: "يقع معبد "وات أرون" بأبراجه الشاهقة وتصميمه الأنيق على ضفاف نهر "تشاو فرايا" ويعد أحد الرموز الجميلة للثقافة البوذية كما أن "وات فو" المشهور بتمثال بوذا الضخم وتعليم التدليك التقليدي، يعد وجهة سياحية دينية مهمة".
وقال: "يتضمن مهرجان "سانكران" الذي يتم الاحتفال به بمناسبة رأس السنة التايلاندية، طقوساً بوذيةً ومراسم رشّ المياه ومهرجانات شعبية، مما يخلق رابطاً بين التقاليد القديمة والحياة الحديثة بالإضافة إلى جاذبيته الثقافية".
وأضاف: "مهرجان "لوي كراثونغ" هو حدث ديني وثقافي آخر في تايلاند حيث يترك الناس قوارب صغيرة مضاءة بالشموع على الماء كـ علامة على درء الشر وطلب الخير ويعتبر هذا الحفل الذي يصاحبه إضاءة جميلة وأجواء روحانية خاصة من أجمل مظاهر الثقافة البوذية".
وأردف قائلاً: "على الرغم من هذه المعالم السياحية، تواجه السياحة الدينية في تايلاند تحديات ولمواجهة هذه التحديات وضمان التنمية المستدامة للسياحة الدينية، وضعت الحكومة والمؤسسات المحلية في تايلاند تدابير على جدول الأعمال. أحد أهم الإجراءات هو تثقيف السياح حول احترام الثقافة والطقوس المحلية وبالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ سياسات لتحسين إدارة المواقع الدينية، بما في ذلك فرض قيود على عدد الزوار وحماية البنية التحتية، للحدّ من الآثار السلبية للسياحة".
وأكدّ الخبير الإيراني قائلاً: "إن السياحة الدينية في تايلاند فرصة استثنائية لتعريف العالم بالتراث البوذي للبلاد. ولا يساعد هذا النوع من السياحة على تعزيز الاقتصاد وخلق فرص العمل فحسب، بل يعد أيضاً أداة قوية للحفاظ على الهوية الثقافية وتوسيع الاتصالات الدولية ومن خلال الإدارة السليمة والموازنة بين حماية التراث الديني وتنمية السياحة، تستطيع تايلاند الحفاظ على هذا التراث القيم بطريقة مستدامة والسماح للأجيال القادمة بالاستفادة من هذه الثروة الثقافية".