ایکنا

IQNA

محلل سیاسی عراقی يوضح لـ إكنا":

الحرب في غزة ونتائجها واتفاق وقف اطلاق النار في القطاع

12:00 - January 28, 2025
رمز الخبر: 3498753
قال الدكتور "سنان السعدي" بأنه يتفق مع من يقول بان النصر حليف اهلنا في فلسطين وهنا اختلف مع الكثيرون ممن يرون عكس ذلك ويعتبرون ان اهلنا في غزة وحماس قد هزموا بناءاً على الخسائر البشرية والمادية التي تكبدوها على يد الكيان الصهيوني.

شرح المحلل السياسي العراقي الدكتور "سنان السعدي" في معرض ردّه على أسئلة موجهة له من وكالة "إكنا" الدولية كيف حقق الشعب الفلسطيني النصر على الكيان الصهيوني ولماذا يجب اعتبار اتفاق وقف إطلاق النار انتصارا لشعب غزة.

وردّ السعدي على أسئلة "إكنا" على النحو التالي:

بالنظر الى بنود الاتفاق بين الكيان الصهيوني وحماس لوقف اطلاق النار، إنكم ترون ان النصر كان حليف الفلسطينيين، وكيف يمكن أن نرى نحن ذلك ؟

انا اتفق معكم بان النصر حليف اهلنا في فلسطين وهنا انا اختلف مع الكثيرون ممن يرون عكس ذلك ويعتبرون ان اهلنا في غزة وحماس قد هزموا بناءاً على الخسائر البشرية والمادية التي تكبدوها على يد الكيان الصهيوني . واجابتي على هؤلاء قصيري النظر. ان الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 حتى يومنا هذا يقدم قوافل من الشهداء وما زال صابرا مقاوما لا وبل اشد مقاومة واصرارالهذا الكيان الغاصب المدعوم من الدول الكبرى وخير دليل على ذلك بنود الاتفاق المذلة للجانب الصهيوني الذي تجرع السم عندما وافق عليها ومنها ( افراج الكيان الصهيوني عن 30 اسير فلسطيني مقابل كل اسير صهيوني ) .

لماذا خضع نتنياهو لاتفاق وقف اطلاق النار في غزة  ؟  

الاجابة على هذا السؤال تعود الى اسباب مركبة ومتداخلة يمكن ادراجها بمجموعة من النقاط:

1- الخسائر الفادحة التي تكبدها الكيان الصهيوني : فلقد حشد الكيان سبعة ألوية على رأسها أقوى لوائين واللذين لم يهزما أبدا في أية حرب مع العرب وهما رأس حربة الجيش الإسرائيلي لواء جفعاتي ولواء جولاني ،فضلا عن سلاح الطيران بأكمله وهو أقوى سلاح طيران في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، اما القوة البحرية فقد استنفر الكيان الصهيوني ثلاث أسراب خفيفة ومتوسطة من البحرية قبالة غزة ،كما حشد أفضل كتائب سلاح المدرعات على رأسها كتيبة 401 المكونه بأكملها من دبابات ميركافا 4 فخر الصناعة الحربية الصهيونية وتعد من أقوى دبابات العالم وأكثرها قوة نارية وتدريعاً. ورغم هذا كله فقد تكبدت هذه القوات على يد حماس التي كانت تقاتل باسلحة بدائية خسائر فادحة لم تتكبد مثلها منذ حرب عام 1973 .فضلا عن الخسائر البشرية التي لم يألفها الكيان الصهيوني سابقا .

2- الضغوط الدولية : واجه الكيان الصهيوني ضغوطا كبيرة من المجتمع الدولي بسبب المجازر الوحشية التي ارتكبها بحق المدنيين العزل في غزة .

3- تخلل الاوضاع الداخلية السياسية والاقتصادية :  اذ كانت لحرب غزة انعكاسات اقتصادية كبيرة على الكيان الصهيوني ادت بدورها الى ضغوط سياسية كبيرة على حكومة نتياهو 

4- الوساطة الدولية : كان للوساطة الدولية اثرا مهما في قبول الكيان الصهيوني وقف اطلاق النار اذ راى الكيان الصهيوني ان هذا الوساطة فرصة مناسبة لحفظ ما وجهه ، لذلك رضخ للوساطة الامريكية القطرية المصرية بعد اكثر من عام من القتال المستعر ضد حماس .

5- احتمالية وجود اعتبارات عسكرية واستراتيجية : من المحتمل وجود سيناريو جديد للكيان الصهيوني الذي لا يميل الى الحروب الاستنزافية، وهذا السيناريو قد يكون مشترك مع الولايات المتحدة الامريكية بقيادة ترامب، فبعد  استنزاف حماس وقطع الامدادات عنها، واسقاط نظام الاسد في سوريا، وعقد الهدنة مع حزب الله في لبنان وقطع طريق الامدادات عنه ومحاصرته، قد حان وقت التفرغ للحوثيين ومن بعدهم الفصائل العراقية، لتضيق الخناق على طهران وجرها للمفاوضات على المزاج الامريكي .

ما هي ابرز الاولويات التي يحتاج اليها سكان قطاع غزة في المرحلة الراهنة ؟ 

 قبل التحدث عن احتياجات قطاع غزة علينا استعراض نسب الاضرار بالارقام لمدن القطاع والبنى التحتية الاساسية للوقوف على حجم الضرر وما هي اهم الاحتياجات وفقا للاضرار فبالنسبة لمدن القطاع فكانت نسبة الاضرار كما يلي :

 74% من غزة قد دمر ، 50% من دير البلح دمر، 55% من خان يونس دمر، 48% من رفح دمر .

اما البنى التحتية في القطاع فقد كان حجم الاضرار كما يلي :

60% من ابنية القطاع اما دمرت او تعرضت لاضرار بالغة ، 92% من المنازل دمرت او تعرضت لاضرار بالغة ، 88% من المدارس دمرت او تعرضت لاضرار بالغة ، 68% من الاراضي الزراعية دمرت او تعرضت للتلف ، 68% من الشوارع دمرت او تعرضت للتخريب ، 50% من المستشفيات خارج الخدمة او تعمل بشكل جزئي .

هذه الاحصائيات تنذر بخطر كبير على اهلنا في غزة الصامدة ، لذلك فان الاولوية حسب الاحصائات تكون كما يلي : 

1- الاحتياجات الانسانية الاساسية :

 الغذاء ، توفير مساعدات غذائية كافية للاسر التي تضررت لاسيما الاسر الفقيرة .

المياة ، تحسين جودة مياه الشرب ومعالجة المياه الملوثة .

الصحة ، توفير الادوية والمعدات الضرورية ، في ظل نقص الامدادات في المستشفيات.

2- الاحتياجات الاقتصادية : 

فرص العمل ، تعزيز فرص العمل والحد من البطالة . 

دعم المشاريع الصغيرة ، تمكين الشباب والنساء من اقامة مشاريع صغيرة لتوليد دخل مستدام .

3- البنية التحتية :

الكهرباء ، كونها عصب الحياة لذلك ضرورة اعمار هذا القطاع وتحسينه واستدامته لتلبية احتياجات السكان . 

اعادة الاعمار ، ترميم المباني والمنازل المدمر نتيجة الحرب . 

الطرق والمواصلات ، اعادة اعمار شبكة الطرق وتحسين وسائل النقل .

4- التعليم : 

المؤسسات التعليمية ، اعادة تاهيل المدارس وتحسين البنية التحتية التعليمية . 

المنح الدراسية ، توفير منح دراسية للطلاب في الجامعات المحلية والدولية . 

المنهاج ، ضرورة توفير المناهج الدراسية التي تركها الطلبة بسبب نزوحهم تحت نيران المحتل .

هل وقف اطلاق النار بين حماس والكيان الصهيوني سيؤدي إلى امكانية تغيير دور السلطة الفلسطينية في الفترة القادمة، وتغيير طبيعة الحكم في قطاع غزة؟ 

علينا في البداية ان نتفق بان هناك صراع وجود وشرعية في فلسطين وغزة بين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية وبالتحديد حركة فتح المنضوية تحت لواء المنظمة، اذ ترى منظمة التحرير بانها الممثل الشرعي لفلسطين داخليا وخارجيا من خلال الاعتراف الدولي بها كممثل عن الشعب الفلسطيني، بالمقابل حماس لا تعترف بشرعية منظمة التحرير وترفض الخضوع لها لان حماس تؤمن بشرعية من يحمل سلاح المقاومة بوجه الكيان المحتل، لذلك هي تعطي لنفسها الشرعية من خلال امتلاكها سلاح المقاومة . قد تحاول منظمة التحرير استغلال الهدنة من اجل فرض سيطرتها على غزة مستغلة مقبوليتها لدى الجانب الصهيوني، فضلا عن المجتمع الدولي، لكن المعطيات على الارض تقول غير ذلك وان حماس سوف لن تسمح بذلك ودليلنا على ذلك عدم اشتراك منظمة التحرير في المفاوضات بين حماس والكيان الصهيوني التي نتج عنها وقف اطلاق النار، كما نلاحظ ان حماس عادت ومسكت الارض في غزة بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ، مما يعني ان حماس لن تسمح بنشوء فراغ في غزة يمكن سده من قبل منظمة التحرير الفلسطينية، مما سوف يدفع منظمة التحرير الى محاولة السيطرة على المعابر الحدودية بدعم صهيوني دولي لكي تتمكن بالتحكم بالمساعدات التي سوف تقدم الى غزة، مما يجعل القطاع تحت رحمتها ويحرج موقف حماس .

كيف نقيم جهود ترامب العلني وخلف الكواليس من اجل وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى ؟

كلنا يعلم ان هناك مشروع امريكي - صهيوني في المنطقة وهذا المشروع انطلق في غزة من ثم الى جنوب لبنان وسوريا، ولم يتبقى منه سواء الحوثيين والفصائل العراقية، لذلك نرى ترامب قد كان جادا في انهاء الاقتتال في غزة من اجل التفرغ للحوثيين والفصائل العراقية، حتى يتفرغ لايران وجرها الى المفاوضات وفق قواعد اللعبة الامريكية، اي بمعنى اخر ان ترامب سوف يكمل ما بدأه غيره وهو انهاء محور المقاومة في المنطقة وتضييق الخناق على ايران من اجل اجبارها على التفاوض حسب الشروط الامريكية.

نظرا إلى انتهاك اتفاقيات وقف اطلاق النار السابقة بين اسرائيل وحماس بسبب الصراع بين الجانبين، فهل يعني هذا الاتفاق نهاية دائمة للحرب ام انه فقط وقف الاعمال العدائية ؟

تاريخيا الصهاينة لايملكون شرف الكلمة ولا الوفاء بعهد، وهم لا يؤمنوا بالاخر، وفي المقابل حماس عقائديا لا تؤمن بالسلام الدائم مع المحتل كونها حركة جهادية ترى في نفسها مكلفة تكليف شرعي لمقاومة وطرد المحتل من الاراضي المقدسة، لذلك هذه الهدنة وغيرها هي لجر الانفاس من قبل الطرفين والصدام عائد لا محال حتى لو تاخر بعض الشيء.

يعتبر اطلاق سراح الاسرى اهم خطوة في الحرب، وقد حملت اسرائيل تكلفة مقابل اطلاق سراح اعضاء حماس، ما هي العقبات التي ستواجه هذه المرحلة من وقف اطلاق النار؟

من وجهة نظري اهم العقبات هي غياب الحل الجذري للصراع العربي الصهيوني، فالكيان الصهيوني حتى وان اعلن ايقاف اطلاق النار فهو لن يتوقف عن محاصرت الفلسطينين في القطاع وباقي الاراضي المحتلة، فضلا عن ذلك فانه سوف يستمر سياسته التوسيعة والمتمثلة ببناء المستوطنات على حساب الاراضي العربي لاسيما في محيط غزة من اجل قضمها بالتدريج. كذلك يمكن اضافة عقبات اخرى مثل اختلاف الاهداف والمصالح بين الطرفين وانعدام الثقة، كذلك احتمالية حدوث تصعيد ميداني مفاجيء على سبيل المثال حدوث حادث ميداني غير محسوب مثل اشتباك محلي او سقوط ضحايا مدنيين قد يؤدي الى انهيار الهدنة بسرعة.

ما هو رايكم حول مستقبل العلاقة بين حماس والسلطة الفلسطينية، والعوامل التي قد تؤدي الى تعزيز العلاقة او ضعفها ؟

لن يكون هنالك مستقبل واعد فيما يتعلق بعلاقة حماس والسلطة الفلسطينية، لاسيما وان الطرفين لا يؤمنوا ببعضهما وكما قلنا ان هنالك صراع وجود وشرعية بين الطرفين، وسوف يكون قطاع غزة بؤرة الصراع المستقبلي بين حماس والسلطة الفلسطينية، فحماس تعلم بان موجودها وبقائها مرهون بوجودهم في غزة .

 

captcha