
وفي افتتاح أعمال الندوة العلمية التي أقيمت مساء الثلاثاء 10 يونيو / حزيران 2025 في مقرّ المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بغداد، ألقى سماحة آية الله السيد ياسين الموسوي، إمام جمعة بغداد، كلمة علمية عميقة تناول فيها البُعد القرآني والفقهي لشعار البراءة من المشركين في
مناسك الحج الأكبر.
واستهل سماحته كلمته بتفسير الآيات الثلاثة الأولى من سورة التوبة، معتبرًا إياها الأساس التشريعي لمبدأ البراءة في الحج، ومؤكدًا أن هذا الموقف ليس طارئًا ولا سياسويًا، بل هو تجلٍّ أصيل من تجليات التوحيد ونبذ الشرك، مضيفًا أن الحج في صورته الكاملة لا يكتمل من دون إعلان موقف صريح من قوى الظلم والانحراف.
وأشار آية الله الموسوي إلى أن البراءة من المشركين تمثّل واجبًا دينيًا وسياسيًا في آن واحد، يجمع بين مقتضيات الفقه والاجتهاد، ومستلزمات الوعي الحضاري، مشددًا على أن إحياء هذه الشعيرة يجب أن يبقى حاضرًا في خطاب الأمة الإسلامية، خصوصًا في مواجهة مشاريع التطبيع والاستسلام والهيمنة.
واستعرض سماحة آية الله السيد ياسين الموسوي الأبعاد الفقهية والفكرية لهذا المفهوم القرآني، ومؤكداً أن البراءة تمثل ركناً رسالياً في الحج، يتجاوز الإطار الطقوسي ليعبّر عن موقف حضاري في مواجهة الاستكبار والطغيان.
وختم كلمته بالتأكيد على ضرورة أن تُدرَس شعيرة البراءة ضمن سياقها القرآني العميق، وتُفعَّل في وجدان الأمة كمنظومة وعي وموقف ورسالة، وليس مجرد ممارسة موسمية أو شعار ظرفي.
هذا ويذكر أنه شهدت بغداد ندوة فكرية تناولت موضوع البراءة من المشركين في مناسك الحج بين النظرية والتطبيق، وذلك في مبنى المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بحضور جمع من الأساتذة والمثقفين وطلبة العلم.
واختتمت الندوة بحوار مفتوح ناقش أهمية تفعيل معاني البراءة في الواقع الإسلامي المعاصر، وضرورة استحضار أبعادها الرسالية في ظل التحديات التي تواجه الأمة.