ایکنا

IQNA

نداء العبودية الكاملة

18:00 - June 19, 2025
رمز الخبر: 3500611
النجف الأشرف ـ إکنا: الهداية تبدأ من الهمسة، واليقظة قد تولد من نية صادقة، كم من عبدٍ قالها متعثّرًا… فرفعه الله بها إلى مراتب الأولياء.

نداء العبودية الكاملةوقال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الأنعام: 162).

ليست الآية مجرد إعلانٍ للتوحيد، بل منهاج حياة كاملة تُختزل في جملة واحدة: أن يكون كل ما فيك… لله.

"صلاتي" وهي معراج الروح، "نسكي" وهو قُربان الطاعة، "محياي" وهو سعيك في الحياة، "مماتي" وهو رجوعك الأخير.

كلّها لا معنى لها إلا إذا كانت لله، وإلا فهي شتاتٌ مبعثر في التيه الوجودي.

أجمل ما في الوجود حقًّا:

أن تُحقّق هذه الغاية العليا، الغاية التي تبتلع في معناها كل الغايات الأخرى، فتصبح الحياة كلها ـ بكل تفاصيلها ـ عبادة مستمرة،.

ويغدو الموت، لا نهاية، بل إتمامًا للعهد.

ومع هذا السمو، تعود الآية فتُذكّرنا بلطافة التوحيد: إن لم تبلغ مقام الإخلاص، فلا تيأس…

ردّدها على لسانك، انوها في قلبك، عسى أن يُلهمك الله صدق الذكر، فيرزقك مقام العبودية.

"اللهم ألهمني ذِكرك…"

فالهداية تبدأ من الهمسة، واليقظة قد تولد من نية صادقة، كم من عبدٍ قالها متعثّرًا… فرفعه الله بها إلى مراتب الأولياء.

بقلم الأستاذ في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف "آية الله السيد فاضل الجابري"

captcha