ایکنا

IQNA

مدرّس إیراني للقرآن في حوار مع "إكنا":

حاجة المجتمع اليوم هي إعادة قراءة الصفات الحميدة وأخلاق النبي محمد (ص)

10:36 - August 27, 2025
رمز الخبر: 3501430
طهران ـ إکنا: قال المدرّس الايراني للقرآن "سيد محسن موسوي بلدة" بمناسبة الذكرى السنوية الـ1500 لميلاد النبي محمد (ص): "عندما كان النبي (ص) يدخل من باب بناء علاقة ثقة حتى مع أعداء الدين، كان يلين قلوبهم تدريجياً بأخلاقه المحمدية ويعدّ عقولهم لقبول تعاليم الدين. وهو نموذج يمكن الاستفادة منه الآن في الحكم لتحقيق أقصى قدر من الجذب".

وأعلن عن ذلك، المدرّس والقارئ  الایراني المخضرم "سيد محسن موسوي بلدة" في حوار خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية (إكنا)، مبيناً "بالتأكيد، بمناسبة الذكرى السنوية الألف وخمسمائة للمولد النبوي الشريف، تم إعداد برامج خاصة من قبل المسؤولين الثقافيين في البلاد لتنفيذها. إن القيام بهذه الأمور سيمهّد للتفكير العميق حول الشخصية التاريخية للنبي محمد (ص)".
 
واعتبر الاهتمام بشخصية النبي(ص) من منظور الأنشطة الثقافية والقرآنية من عوامل الوحدة، مضيفاً: "إن التركيز على التعريف بخاتم الأنبياء (ص) له تأثير بناء في التعريف الصحيح بجوهر الدين الإسلامي الحنيف، وهذا لا ينطبق على الشخصيات المؤثرة الأخرى في تاريخ الإسلام. كل ما يمكن أن نجده من خصائص هذا الدين النقي يتجلى في وجود الرسول الأكرم (ص)."
 
کما أكد سيد محسن موسوي بلدة أن وصف شخصية النبي(ص) من منظور الآيات القرآنية يعدّ من أفضل طرق التوضيح، قائلاً: "إن المحافل القرآنية وحلقات التلاوة التي يتلو فيها القراء ذوو الأصوات الجميلة هي من مظاهر الاهتمام بهذا الأمر، أي التعريف بشخصية النبي (ص) بالاستناد إلى الآيات القرآنية. صحة وجمال الصوت هما صفتان لقارئ القرآن في الإسلام، وكان النبي (ص) نفسه قارئاً ماهراً، وفي الوقت نفسه كان يفسّر الآيات في المجالس التي يحضرها أقاربه".

وأضاف المدرس والمخضرم القرآني أن "بعض الآيات القرآنية قد تناولت شخصية النبي محمد(ص) بشكل مباشر، ولكن في العديد من الآيات توجد مجرد إشارات، لأنه كما ذكرنا، النبي (ص) هو روح القرآن، وتعاليم القرآن تجسّدت في وجوده المقدس."
 
وأشار سید محسن موسوي بلدة الى الآية الـ159 من سورة "آل عمران" المباركة  "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ"، قائلاً: "إن هذه الآية وحدها، التي تذكر الصفات الشخصية البارزة للنبي (ص)، كافية لندرك قيمة وجود نبي الرحمة".
 
وصرّح أنه قد تمّ في هذه الآية الإشارة إلى نقطة رئيسية؛ وهي لين قلب النبي (ص) ورحمته، ممّا يجعل الجميع، مؤمنين ومشركين على حد سواء، مفتونين بسلوكه وأخلاقه، وحتى أعداؤه كانوا يحترمون وجود النبي (ص) ويتحسرون على سبب كون هذه الشخصية الفاضلة والطيبة مروجاً لدين وعقيدة تهدّد مصالحهم؟ 
 
وقال الناشط القرآني الايراني: "لقد استطاع النبي (ص) بهذه الصفات الحميدة والوجه البشوش والطبع اللين أن يجعل عدداً كبيراً من الناس يؤيدون دين الإسلام في فترة زمنية قصيرة. بقراءة مثل هذه الآيات وتفسيرها في المحافل القرآنية، يمكن مواجهة بعض الظواهر الاجتماعية الشاذة التي أدّت إلى ابتعاد الناس عن الدين المحمدي؛ وهو تيار للأسف استبدل اللين والتواضع في تعاليم الإسلام بالتشدد والنظرة غير المرنة، والنتيجة هي أن الابتعاد عن الدين أصبح أكثر وضوحاً في السنوات الأخيرة."
 
captcha