ایکنا

IQNA

مدرس الحوزة العلمية في حوار مع "إكنا" یشرح:

قدرة شخصية النبي (ص) على تعزيز خطاب الوحدة في العالم الإسلامي

21:58 - September 01, 2025
رمز الخبر: 3501493
قم المقدسة ـ إکنا: قال "السيد محمد علي مسعودي" حول قدرة شخصية النبي الأكرم (ص) على تعزيز وتعميق خطاب الوحدة في العالم الإسلامي في العصر الحاضر: "إنّ القرآن الكريم يقدّم النبي (ص) كشخصية وقفت في وجه الجاهلية. كانت للجاهلية سمة بارزة وهي إثارة الفرقة والعداوة بين الأفراد، لكن النبي (ص) حوّل هؤلاء البشر إلى إخوة كانوا مستعدين للتضحية بأرواحهم من أجل بعضهم البعض".

إنّ أسبوع الوحدة الإسلامیة هو فرصة لتعزيز الاتحاد والتآلف بين المسلمين من مختلف المذاهب. يرمز هذا الأسبوع إلى السعي لتقليل الفرقة والتأكيد على التعاليم المشتركة للإسلام في مجال الأخوة والتضامن.
 
لقد ذكر الإمام الخميني (ره) أهمية وحدة المسلمين في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية، واعتبرها حلّاً لمواجهة مؤامرات الأعداء. كما يذكر أسبوع الوحدة برسالة السلام والتقارب وضرورة اتحاد المسلمين.
 
في هذا السياق، أجرت وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية حواراً مع الباحث في معارف الثورة الإسلامية ومدرس الحوزة العلمية في إیران "حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد علي مسعودي".

فيما يلي نصّ الحوار:
 
لماذا تعتبر الوحدة الإسلامية في المنظور الديني وسياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية استراتيجيةً وأمراً مقدساً، وليست مجرد نهج تكتيكي؟
 
الحقيقة هي أننا إذا درسنا الإسلام من جذوره التاريخية، فسنجد أن أحداثاً وقعت في صدر الإسلام وتكونت تيارات سياسية منحرفة ابتعدت تدريجياً عن الأهداف الأصلية. الثورة الإسلامية الایرانیة تشكلت بهدف إعادة المسار إلى نفس الطرق والمسار الصحيح.

ما يساعد هذا التيار هنا هو خلق الوحدة العميقة على مستوى العالم الإسلامي. على الرغم من أننا نعلم ونفهم أن هناك أفراداً أو جماعات في الأمة الإسلامية إما يعانون من النفاق أو لايؤمنون بهذه الوحدة ومصالح الأمة الإسلامية، إلا أن غالبية المسلمين ليسوا كذلك. لذلك، إذا انخدعنا بتلك الأقلية التي تسعى فقط لمصالحها، فإننا نكون قد أذكينا نار الفرقة.
قدرة شخصية النبي (ص) على تعزيز خطاب الوحدة في العالم الإسلامي
كيف يمكننا الاستفادة من شخصية النبي الأكرم (ص) لتعزيز خطاب الوحدة في العالم الإسلامي؟
 
عندما يريد القرآن أن يقدّم النبي (ص)، فإنه يقدّمه كشخصية وقفت في وجه الجاهلية. كانت للجاهلية سمة بارزة وهي الفرقة، وانفصال الناس عن بعضهم البعض، والعداوات، والتشتت الشديد. جاء النبي الأكرم (ص) ووحّد هؤلاء الناس المتفرقين.
 
ويشير القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة ويقول: "وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا"؛ أي تذكروا نعمة الله عليكم، حين كنتم أعداء لبعضكم البعض، وقرّب الله قلوبكم، وببركة هذه النعمة، أصبحتم إخوة. هذه النعمة هي وجود النبي الأكرم (ص).
 
هل لدينا نموذج أعلى من هذا للوحدة؟ جاء النبي الأكرم (ص) وحوّل الناس المتفرقين، الأعداء، والحاقدين إلى إخوة كانوا مستعدين حتى للتضحية بأرواحهم من أجل بعضهم البعض. إذا طبقنا قطرة واحدة فقط من أخلاق النبي(ص) في حياة وعلاقات الأمة الإسلامية، فإن الكثير من المشاكل الحالية ستزول.
 
في رأيكم، ما هي أكبر عوائق وحدة الأمة الإسلامية في العصر الحاضر؟
 
في رأيي، أكبر عائق هو الحرب النفسية والإعلامية التي أوجدها الأعداء. هذه الحرب تجعلني، كإيراني مثلاً، لا أعرف شيئاً عن أخي وجاري الأفغاني أو المصري، وأظل جاهلاً بروحيات وأخلاقيات ذلك المسلم السعودي أو الجيران الآخرين، وبالتالي ينشأ التباعد والغربة، وهذا البُعد وعدم المعرفة ببعضنا البعض هو مخطط استعماري يولد شيئاً فشيئاً النفاق، وسوء الظن بيننا. الأعداء، من خلال تصميم حرب الروايات والعمل على الرأي العام، يذكون هذه الخلافات لمنع تکوین الوحدة في العالم الإسلامي.
 
المثال الواضح على ذلك هو الجرائم التي يرتكبها الصهاينة. لقد كشفت الجرائم في قطاع غزة إلى حد ما الستار، ويتحدث المسلمون من مختلف دول العالم مع بعضهم البعض ويرون كم لديهم من المشتركات ويمكنهم التقارب. أظهرت الأحداث الأخيرة أن العديد من المسلمين فهموا أنهم كانوا يكذبون عليهم بشأن إيران، ومع هذه الأحداث أدركوا أن الإيرانيين ومذهبهم ونواياهم لا تتوافق مع ما كان يلقى إليهم.
 
captcha