ان قصة حرب تموز 2006، لا زالت أشبه بالمنام بالنسبة الی الکثیر وهل یمکن ان یخضع أکثر جیوش العالم جهوزیةً أمام مجموعة شبه عسکریة وفی النهایة یخرج من لبنان بالذل والهوان.
والکیان الصهیونی الغاصب الذی کان بنظر العرب جیش لایقهر والذی قد هزم إتحاد العرب فی حرب لم تطول أکثر من 6 أیام ینهزم الآن لیس أمام جیوش الدول العربیة ولا حتی أمام الجیش اللبنانی فقط إنما أمام مجموعة شبه عسکریة تسمی بـ "حزب الله".
ما الذی حدث؟ هل کان سلاح حزب الله أفضل من السلاح الإسرائیلی؟ هل کان یتفوق حزب الله علی إسرائیل فی عدد الجنود؟ هل تفوق حزب الله علی إسرائیل بقدراته الإستخباراتیة والتجسسیة؟
هل کانت الدول العربیة فی المنطقة تدعم حزب الله بالمال والسلاح؟
هل کان حزب الله یملک سلاح الدمار الشامل أو السلاح الکیمیاوی أو النووی ولم تتمتع إسرائیل بذلک؟
والسؤال هنا، ما الذی لم یجعل إسرائیل قادرة علی ان تهزم مجموعة شیعیة صغیرة لم تسیطر الا علی جزء صغیر من الأراضی اللبنانیة وان تتخلص من حزب الله الی الأبد؟
کل من یرید المعرفة بسر نجاح وتوفیق حزب الله غربیاً کان أم شرقیاً، علیه ان یعزز معرفته بالإیدیولوجیة والرؤیة الشیعیة، المذهب الذی له جناحان أحدهما حرکة العام 61 للهجرة التی قد أطلقها أبوعبدالله الحسین (ع) ضد ظلم الزمان وجوره والجناح الآخر هو مبدأ المهدویة أی الحکومة التی ستبسط العدل فی آخر الزمان وبالتالی لا یمکن سد الطریق أمام من یملک هذین الجناحین.
وکانت الحرکة الإلهیة التی قادها الإمام الخمینی (ره) فی ایران أسوة لحزب الله التی انتصرت بإستنادها الی قوة الإیمان وعقیدة الشعب أمام الحکومة التی کانت تسمی بشرطی المنطقة وان ترکعها وثم تقاوم لمدة 8 سنوات أمام الجیش البعثی لصدام حسین.
ولکن المکون الذی لا یمکن تجاهله فی قوة حزب الله یتمثل فی القیادة الشجاعة والمدبرة والحکیمة والحازمة لسماحة السید حسن نصر الله، صاحب الشخصیة المعنویة التی ترعرعت فی مدرسة الإمام الخمینی الراحل (ره) وسماحة الإمام الخامنئی.
وعکس ما یفعله القادة العرب کان السیدحسن نصرالله فی وسط المعرکة ولم یمر یوماً الا وتآمر فیه الموساد من خلال أجهزة التجسس العربیة الی إیقاعه فی فخ وقتله ولکنه بإقتداءه بمولاه سید الشهداء وبإرادته الحدیدیة لقد وقف أمام العدو الصهیونی.
وعندما استشهد نجله علی ید القوات الصهیونیة الغاصبة کان الجمیع یترقب رؤیة العجز والحزن فی عینی أمین عام حزب الله ولکن تعامله المقتدر أمام هذه المصیبة العظیمه کان تجسیداً لسلوک الأئمة الأطهار (ع) وتذکیراً بتلقی الإمام الخمینی (ره) لخبر إستشهاد نجله مصطفی.
وقد أصبح سماحة السید حسن نصر الله بطلاً بعین الشباب العربی بعد حرب الـ33 یوماً حیث قام هؤلاء الشباب برفع علم حزب الله لیقولوا ان الحریة لا تعرف دیناً أو مذهباً وخلاف ما تآمر من أجله العدو لزرع النفاق والفتنة بین اتباع المذاهب الإسلامیة فإن الشیعة والسنة متحدون أمام أعداء الله وعلی رأسهم العدو الصهیونی.