وأشار الی ذلک المحلل السیاسی والخبیر اللبنانی فی قضایا الشرق الأوسط، مدیر مرکز الدراسات الإستراتیجیة فی لبنان، طلال عتریسی، فی معرض حدیثه عن کیفیة التصدی للمبادئ الفکریة الذی تؤسس لهذا التیار.
وأوضح الأستاذ طلال عتریسی ان هنالک جهود کبیرة یجب ان تبذل فی هذا المجال من جانب کل من المرجعیات الدینیة فی العالم الإسلامی والمرجعیات السنیة والشیعیة لها دور مهم فی هذا التصدی.
وأکد علی دور المرجعیات السنیة معتبراً إیاها أهم وأکثر تأثیراً مضیفاً ان مؤسسات مثل الأزهر فی القاهرة یجب ان تکون لدیها مواقف واضحة وحملات توعیة فی المدارس الدینیة ومنع المدارس التی یدرس فیها مثل هذا الفکر التکفیری.
واستطرد الخبیر اللبنانی فی قضایا الشرق الأوسط قائلاً: ان هناک سبلاً مختلفةً للتصدی لهذا التیار ولکن التصدی الفکری مسئولیته تقع علی عاتق المرجعیات والمؤسسات البارزة علی مستوی العالم الإسلامی.
وفیما یخص أسباب إنتشار الفکر الوهابی وظاهرة التکفیر علی مستوی بعض الدول الإسلامیة قال ان هنالک أساسیات لهذا التیار کانت موجودة دائماً علی مر التأریخ وأساسیات هذا التیار کانت مطبوعة ومسجلة من قبل دور نشر وجهات تعتبر نفسها انها هی الإسلام الحقیقی والصحیح وبناء علی هذه العقیدة تکفر الآخرین.
وتابع طلال عتریسی مبیناً ان أصول وجذور تیار التکفیر لیست بجدیدة ولکن ما هو جدید انتقال هذا التیار التکفیری الی الفعل المیدانی والعمل العسکری ضد من یخالفونه.
وأردف المحلل السیاسی اللبنانی قائلاً: اعتقد ان هناک ظروفاً سیاسیةً سمحت لهذا التیار بالإنتقال من الجانب الفکری الی الجانب المیدانی خصوصاً بعد الإحتلال الأمریکی لأفغانستان.
وحول أسباب قیام الجهات التکفیریة بأعمال إرهابیة فی سوریا ولبنان والعراق أکثر من سائر الدول وترکیزها بشکل خاص علی هذه الدول المقاومة قال ان نشاط التکفیریین والإرهابیین یرتکز علی هذه الدول لأن الإرهاب له أسباب سیاسیة والأسباب السیاسیة ترتبط بمشاریع دول ومحاور المنطقة.
وأوضح ان هذه الدول ضمن مشروع المقاومة وانها تضم حرکات مقاومة وانها حلیفة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة کما ان هناک مشروعاً أمریکیاً فی هذه المنطقة وبالتالی فإن القتال فی هذه الدول مواجهة مع حرکات المقاومة.
وأشار الی إستخدام المقولات والشعارات المذهبیة والطائفیة فی هذه المعارک متسائلاً لماذا لایرفع هؤلاء التکفیریون الشعارات الطائفیة فی البلدان الأخری؟
وبین ان هؤلاء التکفیریین یرفعون الشعارات المذهبیة والطائفیة فی البلدان التی توجد فیها أقلیات وطوائف وینشطون فیها بعناوین مذهبیة فی حین انهم یقاتلون فی بلدان أخری لکن لا یرفعون الشعارات المذهبیة.
وطالب طلال عتریسی المؤسسات الدولیة خاصة الإسلامیة منها والمؤسسات المرتبطة بالأمم المتحدة بمحاسبة هؤلاء التکفیریین لأنهم یرتکبون جرائم ضد الإنسانیة وجرائم تمییز عنصری ومذهبی.
کما طالب بإنشاء حملة إعلامیة فی العالم من منظمات حقوق الإنسان ومنظمات ضد التمییز العنصری قائلاً ان هذه الجماعات ترتکب جرائم ضد الإنسانیة ومن واجب المؤسسات الدولیة التعامل مع هذه الظواهر من خلال العمل الأمنی والعسکری لأن العمل الأمنی والسیاسی والحقوقی مهم جداً فی هذه المواجهة.
وتحدث حول مهمة وسائل الإعلام الإسلامیة فی التصدی الی التیارات التکفیریة خاصة وأنها تعمل بإسم الإسلام وتقوم بقتل الأبریاء بإسم الإسلام وقال ان هناک حاجة الی مزید من التعاون بین وسائل الإعلام السنیة والشیعیة.
وأکد ضرورة العمل عبر وسائل إعلام التواصل الإجتماعی لأن التیارات التکفیریة تعمل من خلالها بحسب قوله مضیفاً ان وسائل الإعلام لا یکفی انها تعمل فقط علی نقل ما یحصل انما یجب عزل الإتجاهات المتشددة التکفیریة علی المستوی الإعلامی.
وطالب بعزل الإتجاهات التی تعمل علی نشر التکفیر من خلال وسائل الإعلام وأکد ان الإشراف علی العمل الإعلامی أمر مهم فی السیطرة علی هذه التیارات والتوجهات.
وناشد الجمیع برفض ما تقوم به هذه التیارات من جرائم قتل مؤکداً ضرورة عزل العمل الإعلامی لهذه التیارات بالإضافة الی توجیه المنابع الإعلامیة نحو التصدی لها.
وکذلک أکد ضرورة التعاون بین کل الإتجاهات التی ترفض التکفیر مطالباً بوضع أسس وعناوین للمواجهة التی یجب ان تکون فیها مشارکة لکل من یرفض الإتجاه والتیار التکفیری.