وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(ایکنا) أنه نظم آلاف من المواطنین الموریتانیین أمس الجمعة مسیرات حاشدة انطلقت من مساجد العاصمة صوب القصر الرئاسی، احتجاجاً على مقال اعتبر مسیئاً للرسول محمد(ص) نشر قبل أیام على أحد المواقع الموریتانیة، بینما أودع کاتبه السجن بتهمة الإساءة للمقدسات الإسلامیة ونددت الأحزاب وهیئات المجتمع المدنی بالمقال وکاتبه.

واحتشد عصر أمس الجمعة آلاف من المواطنین أمام بوابة القصر الرئاسی، مطالبین بإنزال أقصى العقوبة بکاتب المقال و"تطبیق الشریعة الإسلامیة فیه".

ودعوا الرئیس الموریتانی محمد ولد عبد العزیز إلى السهر على تطبیق القانون وحمایة المجتمع الموریتانی ومقدساته، مما سموه "المتطاولین على الرسل والعلماء ومقدسات الأمة".

وردد المتظاهرون أمام ولد عبد العزیز شعارات تدعو إلى تطبیق شرع الله فی أی شخص یستهزئ بالرسل، أو یتطاول على العلماء، أو یمس بمقدسات الشعب الموریتانی.

وقد أکد الرئیس الموریتانی فی کلمة أمام المتظاهرین أن "الدولة ستقوم بواجبها فی حمایة المقدسات الإسلامیة"، معتبراً أن الدیمقراطیة والحریة لا تعنی النیل من مقدسات الشعب الموریتانی ولا المساس بثوابته وقیمه.

وأضاف ولد عبد العزیز أن على الجمیع أن یدرک أن الحریة لا تعنی الفوضى، وأن الصحافة والقنوات التلفزیونیة والمواقع الإلکترونیة علیها أن تعرف هذه الحقیقة وتحترم النظم والقوانین وقیم المجتمع.

من جانبهم ندد خطباء الجمعة فی مساجد نواکشوط بالمقال وصاحبه، وطالبوا بإنزال العقوبة علیه، والوقوف فی وجه ما سموها موجة الإلحاد التی انتشرت مظاهرها على صفحات التواصل الاجتماعی وبعض المواقع الإلکترونیة الموریتانیة.

وقال نائب خطیب الجامع الکبیر فی نواکشوط -الذی تولى الخطبة- إن صاحب المقال المسیئ یجب أن تطبق فیه أحکام الشریعة الإسلامیة، لکنه أوضح أن ذلک من اختصاص القضاء الذی أوکلت له الدولة هذه المهمة.

واستغرب أن یصدر هذا الأمر فی بلد مسلم عرف بتمسک أهله بإسلامهم وتعظیمهم للرسول محمد صلى الله علیه وآله وسلم ومحبتهم له، وقال "إن الموریتانیین نددوا بالإساءة للرسول فی بلدان غیر مسلمة، وتظاهروا احتجاجاً على ذلک فکیف یتحملون أن یصدر ذلک من أحدهم وفی بلدانهم؟".

وقد شهد الأسبوع المنصرم موجة احتجاجات على هذا المقال فی مختلف مناطق موریتانیا، ونددت الأحزاب السیاسیة وهیئات المجتمع المدنی بنشر هذا النوع من المقالات وطالبت تطبیق القانون، کما دعت أصحاب المواقع إلى تجنب نشر ما یسیئ للأمة ویمس من مقدساتها.

وکان المجلس الأعلى للفتوى والمظالم فی موریتانیا (هیئة رسمیة) قد أصدر بیانا ندد فیه بالمقال ووصف ظاهرة المساس بحرمة الرسول صلى الله علیه وآله وسلم "بالخطیرة المنافیة لدیننا الإسلامی المقدس".

ودعا المجلس إلى التصدی لهذه الظاهرة التی "أصبحت تتنامى بفعل العوامل الدخیلة على الإسلام وأهله، وتعتبر مرضاً خطیراً یجب استئصاله".

وطالب البیان من وصفهم بمنتسبی مواقع التواصل الاجتماعی بالامتناع عن نشر هذه الظاهرة وأمثالها، مؤکداً أن الامتناع عن ذلک مساهمة فی صون الحرمات. أما النشر فهو من قبیل التعاون على الإثم والعدوان.

وکان شاب موریتانی قد نشر قبل حوالی أسبوعین مقالا على أحد المواقع الموریتانیة تضمن فقرات اعتبرت مسیئة للرسول محمد صلى الله علیه وآله وسلم، وتم إیقافه والتحقیق معه على إثر ذلک وأودع السجن بتهمة الإساءة للمقدسات الإسلامیة، وشهدت البلاد على إثر ذلک موجة احتجاجات واسعة.

المصدر:الجزیرة