وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(ایکنا) أنه أصدر السید فضل الله بیاناً فی ذکرى ولادة الرسول الأکرم(ص)، أشار فیه إلى أن شخصیة النبی محمد(ص)، هی الشخصیة الأشدّ حضوراً فی العالم، على الرغم من کل حملات التشویه والتشویش العالمیة التی طاولتها، وأثیرت فی وجهها ووجه الإسلام، معتبراً أنها الشخصیَّة الجامعة التی مثَّلت الرحمة والمحبة فی أبهى المظاهر وأبرز التجلیات، وستبقى الشخصیَّة العالمیّة الأولى الملهمة للأجیال ودعاة الإصلاح على مستوى المستقبل کله، مؤکداً أن رسول الله أدّى رسالة الله، وقدّم الشَّریعة الإسلامیَّة وأحکام الله ضمن منظومة أخلاقیَّة کبرى، مثَّلت رسالة السَّلام والصَّلاح للبشریّة کلّها.
ورأى سماحته أن من أبسط الواجبات التی ینبغی للأمة أن تؤدّیها للرّسول الأکرم(ص)، هی العمل بوصایاه فی حمایة الإنسان، بصرف النظر عن هویته الدینیَّة أو العرقیَّة، واحترام حقوق البشر، وصولاً إلى تعزیز الوحدة الإسلامیَّة، والعلاقات بین المسلمین السنَّة والشّیعة، الأمر الّذی یستدعی عملاً متواصلاً لوأد الفتنة التی تضرب الواقع الإسلامی وتصل شرارتها إلى لبنان.
وأضاف: "فی ذکرى ولادة الرسول الأکرم(ص)، ندعو المعنیین فی مختلف المذاهب والحرکات الإسلامیَّة، إلى أن یبذلوا کلّ الطاقات، لتقدیم الخطاب العقلانی المتوازن، والمتَّسم بالدعوة إلى احترام الآخر، وفتح آفاق الحوار معه، بعیداً عن خطاب الانفعال والتشنج، والتعبئة المذهبیّة والعصبیّة، فنحن بأمس الحاجة فی هذه الظّروف الصّعبة والمعقّدة، إلى کلمات اللّیونة ومفردات الانفتاح والتّواصل، الکفیلة بإبعاد الأجواء والمناخات السیاسیَّة والأمنیَّة اللاهبة، نزولاً عند قوله تعالى: {وَقُل لِّعِبَادِی یَقُولُواْ الَّتِی هِیَ أَحْسَنُ}[الإسراء: 53].
وتابع: "إننا نأمل أن تمثّل هذه الذکرى، وفی هذه الأیام بالذات، منطلقاً لعلاقات وتفاهمات کبیرة داخل الساحة الإسلامیة، وخصوصاً أنَّنا نلمح بدایة العمل لتقدیم نماذج من الحلول التی یمکن أن تؤسّس لتسویات على أکثر من خطّ وأکثر من أزمة. کما نأمل أن یکون لبنان المنطلق الأساس لهذه الحلول، التی من شأنها الانعکاس على أکثر من ملف من ملفات المنطقة. ومن هنا، فإنَّ المسؤولیَّة تقع على عاتق المسؤولین اللبنانیّین، لتسهیل ولادة حکومة جدیدة تکون رسالة إیجابیة للداخل اللبنانی والمحیط، وقد تساهم فی إعادة الحرارة إلى العلاقات بین أکثر من طرف إقلیمی، وخصوصاً على المستوى العربی والإسلامی".
المصدر: المنار