إن تسمیة فترة بین روایتین حول ولادة النبی الأکرم(ص) وهی ما بین الثانی عشر والسابع عشر من شهر ربیع الأول بـ«أسبوع الوحدة» تعبر عن خطوة کبری وضروریة، إضافة إلی أنها تؤکد علی ضرورة الشکر علی نعمة الوحدة والتآزر التی قدأشارت إلیها الآیة الـ103 من سورة آل عمران المبارکة «واذْکُرُواْ نِعْمَة اللّهِ عَلَیْکُمْ إِذْ کُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِکُمْ».
إن الدعوة القرآنیة إلی ذکر هذه النعمة الإلهیة تشیر إلی أن الألفة بین القلوب لاتتم بصورة عشوائیة بل تتطلب کالعدید من النعم التحلی بالذکاء والدقة، حتی یزید الله من هذه الألفة والأنس وفق عبارة «لَئِن شَکَرْتُمْ لأَزِیدَنَّکُمْ» القرآنیة.
ومن أهم طرق الحفاظ علی الوحدة هی التنبه للآفات التی قدأصابت هیکلیة الوحدة والإنسجام الإسلامی، والتی قدألقاها من یخافون من ظل هذه الهیکلیة، ومن أهم وأبرز هذه الآفات هی الوهابیة التی سماها قائد الثورة بالید اللئیمة التی تتمتع بالدعم الأمیرکی، والتی لاعلاقة لها بالمذاهب الإسلامیة علی الرغم نموها فی الجغرافیا الإسلامیة.
ورغم العدید من المواقف الصریحة والمعارضة التی أبداها العلماء والفقهاء المسلمون تجاه عقائد الوهابیین المنحرفة والمثیرة للفرقة نری الیوم أن الوهابیة وبواسطة الدولارات النفطیة السعودیة قدأصبحت خطراً کبیراً علی العالم الإسلامی، وتأکل کالنمل شجرة الوحدة الإسلامیة.
فلا فائدة کثیرة فی الحدیث عن الوحدة مادام لم یتم بین المسلمین فی أنحاء العالم إجماع علی التخلص من شر الوهابیة والتکفیر، هذا وبالإضافة إلی أن تجاهل هذه القضیة سیخلف نتائج سلبیة ومخاطر کبری للغایة.
1359901