ایکنا

IQNA

النص الکامل البیان الختامی للمؤتمر الدولی للوحدة الإسلامیة بطهران

13:24 - January 20, 2014
رمز الخبر: 1361081
طهران ـ ایکنا: أکد المؤتمرون انطلاقاً من مسلمات القرآن الکریم والسنة النبویة الشریفة أن الإسلام جامع لأهل القبلة، ودلیلُه الشهادتان اللتان تعصمان دم الناطق بهما وماله وعرضه، کما یرون أن التقریب بین المذاهب الإسلامیة سبیل مهم لتحقیق وحدة الأمة فی شتى المجالات.


وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(ایکنا) نقلاً عن الموقع الاعلامی للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة أنه بمناسبة أسبوع الوحدة الإسلامیة فی ذکرى میلاد الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله وسلم) والإمام جعفرالصادق(علیه السلام)، عقد المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة مؤتمره الدولی السابع والعشرین للوحدة الإسلامیة بطهران من ١٥-١٧ ربیع الأول ١٤٣٥هـ الموافق ١٧-١٩ ینایر/کانون الثانی ٢٠١٤م بحضور اعضاء الجمعیة العمومیة للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة ومئات الشخصیات الدینیة والنخب العلمیة من الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ومن سائر أنحاء العالم.



وقد خُصص هذا المؤتمر لدراسة موضوع "القرآن العظیم ودوره فی توحید الأمة الإسلامیة" کما حرص المشارکون على لقاء قائد الثورة الإسلامیة سماحة آیة الله الخامنئی وتبادلوا الحدیث مع سماحته والاستماع إلى حدیثه التوجیهی القیم، وافتتح المؤتمر حجة الاسلام والمسلمین الدکتور الشیخ حسن روحانی رئیس الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة بکلمة جامعة



وتدارس المؤتمرون موضوع المؤتمر على مدى ثلاثة أیام وفی عشرین جلسة عمل ومن خلال عرض 120  بحثاً وکلمة وصدر المشارکون فی الدورة الـ27 من مؤتمر "الوحدة الاسلامیة" الدولی بالعاصمة الایرانیة طهران وجاء فیه:

وفی ختام جلساته أصدر المؤتمر التوصیات التالیة:

أولاً:  یؤکد المؤتمرون انطلاقاً من مسلمات القرآن الکریم والسنة النبویة الشریفة أن الإسلام جامع لأهل القبلة، ودلیلُه الشهادتان اللتان تعصمان دم الناطق بهما وماله وعرضه، کما یرون أن التقریب بین المذاهب الإسلامیة سبیل مهم لتحقیق وحدة الأمة فی شتى المجالات، وأن المذاهب الإسلامیة التی تؤمن بأرکان الإسلام وأصول الإیمان، ولا تنکر معلوماً من الدین بالضرورة، یؤلف المنتمون الیها بمجموعهم الأمة الإسلامیة الواحدة، وتتکافأ دماؤهم ویسعى بذمتهم أدناهم وهم ید على من سواهم، ویتعاونون لتحقیق الأهداف الإسلامیة السامیة، وأن الاختلاف السیاسی لایجوز أن یستغل الاختلافات العقدیة أو التاریخیة أو الفقهیة، وأن إثارة أیة فتنة طائفیة أوعرقیة لاتخدم إلا أعداء الأمة، وتحقق خططهم الماکرة ضدها، وتکرس احتلالهم البغیض لأرضها مما ینبغی معه مقاومتها بالوسائل کافة



ثانیاً: یدین المؤتمرون کل أشکال الاعتداء الصهیونی على شعبنا الصابر والمثابر والمرابط فی فلسطین وخصوصاً ما یجری من محاولة هدم للمسجد الاقصى ومنازل‌ٍ الفلسطینیین فی مدینة القدس وتهویدها، بالتغییر الدیموغرافی فی أرض فلسطین ومحاصرة هذا الشعب الأبی فی غزة، کما یحیون جهاد الشعب الفلسطینی البطل ومقاومته الباسلة ویدعمون جهود المصالحة بین الفصائل الفلسطینیة وتوحیدها ویؤکدون من جدید على ضرورة تنفیذ الحقوق الفلسطینیة المشروعة وأهمها حقهم فی تقریر المصیر وإقامة دولتهم المستقلة على کافة الأراضی الفلسطینیة وعاصمتها القدس الشریف وحقهم فی العودة إلى دیارهم. کما یطالبون المجتمع الدولی بمحاکمة المجرمین الصهاینة ومعاقبتهم على ما اقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانیة.



ثالثاً: یعلن المؤتمرون أن المقاومة حق مشروع للشعوب، ویستنکرون کل انواع الارهاب المدان إسلامیاً وعالمیاً، سواء کان فردیاً أو جماعیاً أو ما قد تمارسه بعض الدول الکبرى تحت غطاء العولمة ودمقرطة البلاد، ویعلنون دعمهم للمقاومة الاسلامیة فی فلسطین ولبنان.



رابعاً: تحقیقاً لهذه الوحدة بین أهل القبلة، ولهذا التقریب بین أتباع المذاهب الإسلامیة، یدعو المؤتمرون إلى وجوب احترام المسلمین لبعضهم البعض، وإلى ترک البحث فی الأمور الخلافیة للعلماء والخبراء فی بحوثهم العلمیة، وعدم الإساءة والتشهیر بأحد.



کما یؤکد المؤتمرون على عدم جواز توجیه ما یُعدّ انتقاصاً أو إهانة لما یحترمه أی طرف، ویشمل هذا بوجه خاص عدم جواز انتقاص آل البیت(ع) أو أمهات المؤمنین أو الصحابة أو أئمة المسلمین، بالنیل منهم، أو التعرض لهم بأی نوع من أنواع الإساءة القولیة أو الفعلیة، وعدم جواز استباحة المساجد و دور العبادة وکذلک الحسینیات والزوایا والمراقد.



وفی هذا السیاق یثمن المؤتمرون الفتوى التاریخیة التی اصدرها سماحة الامام الخامنئی قائد الثورة الاسلامیة بخصوص تحریم النیل من رموز المذاهب الاسلامیة والإساءة لأمهات المؤمنین، والتی لاقت الترحیب الواسع من لدن کبار علماء الأمة والأوساط الدینیة والأزهر الشریف. 



خامساً: یؤکد المؤتمرون أن الأمة الإسلامیة تواجه تحدیات کبرى تستهدف عقیدتها وشخصیتها وثقافتها ومقومات وجودها ودورها الحضاری المنشود وتتعرض لمؤامرات لتمزیقها جغرافیاً، ولغویاً، وقومیاً، ومذهبیاً، بل وتاریخیاً. کما تسعى لإبقائها متخلفة على الصعد الاجتماعیة والعلمیة والاقتصادیة والعسکریة وغیرها. وتخطط لإبعادها عن إسلامها والتشکیک فی قدرته على مواجهة المشاکل الحیاتیة المستحدثة، وإشاعة السلوکیات المادیة المنحرفة عما رسمته الشریعة، وزرع حالة التقلید والتبعیة للغرب والانبهار به.



وکذلک عبر إضعاف التربیة والتعلیم الإسلامیین والتشکیک فی قدرتهما على النهوض بالأمة، واختراق الإعلام الإسلامی بإشاعة روح الهزیمة والإذعان والانحلال الخلقی لئلا یقوم بدوره المطلوب فی وأد الفتن والتوعیة وبناء الشخصیة الاسلامیة المتوازنة.



سادساً:  یرى المؤتمرون أن هناک حاجة ماسة لوضع خطط تفصیلیة لتحقیق التقریب بین المذاهب الإسلامیة فی المجالات التالیة:

أ- رفع مستوى الوعی لدى المسلمین فی مختلف المجالات وبخاصة فی مجال فهم الإسلام وتعالیمه وأهدافه وفهم الواقع القائم على مختلف الأصعدة.

ب – مطالبة الدول الاسلامیة بتطبیق الشریعة الإسلامیة فی کل مجالات الحیاة.

ج – تفعیل العملیة التعلیمیة والتربویة الشاملة لمختلف قطاعات الأمة وفق تعالیم الإسلام.

دالاستفادة الأنجع من الإمکانات السیاسیة والاقتصادیة والجغرافیة، والطاقات العلمیة للأمة وتعبئتها لتحقیق الأهداف الکبرى ومقاومة التحدیات.

هـ- مساعدة الأقلیات الإسلامیة فی أنحاء العالم على الاحتفاظ بهویتها وأداء شعائر دینها وتفعیل دورها فی المجتمع، مع مراعاة حقوق غیر المسلمین فی المجتمع الاسلامی.

و ـ تربیة الجیل الاسلامی على ثقافة المقاومة والعزة وتشکیل بناء مستقبلی أفضل مع التأکید على الدور الایجابی للنساء والشباب.



سابعاً: یدعو المؤتمرون إلى الابداع فی مجال الفکر المؤدی إلى التقریب من خلال مایلی:

1ـ  تعمیق المنهج الوسطی فی فهم الشریعة .

2ـ مراعاة فقه الأولویات، ومعرفة المآلات، ومراعاة الظروف المتغیرة عند اتخاذ المواقف الشرعیة.

3ـ  مراعاة مقاصد الشریعة، وخصائص الإسلام العامة.

4ـ  إحیاء علم المقارنات و علم الخلاف.

5ـ الاهتمام بالتعمق فی فکر التقریب فی مختلف البحوث والدراسات ولاسیما الفقهیة منها



ثامناً:  وعلى الصعید العملی یقترح المؤتمرون مایلی:

1ـ تعمیم منطق الحوار بین المسلمین على الأسس الشرعیة.

2ـ تقویة نشاطات لجنة المساعی الحمیدة ولجانها الفرعیة لتحقیق حالة التصالح بین المسلمین وحل أزماتهم. والقیام بدور الوساطة بین الحکومات والشعوب والفئات لتقریب وجهات النظر والوصول الى حل اسلامی سلمی للمشکلة فی سوریا والبحرین.

3ـ تشجیع الدراسات التقریبیة فی الجامعات عبر فتح الأقسام الجامعیة فی هذا التخصص وتشجیع الرسائل العلمیة وتقویة التبادل التخصصی .

4ـ ضبط عملیة الفتوى وفق الضوابط التی أقرتها المجامع الفقهیة

تاسعاً:  یعلن المؤتمرون أن الدعوة إلى التقریب لاتعنی التعصب المذهبی ولاتسعى الى نشر مذهب بین أتباع مذهب آخر وأن ما تروجه بعض الجهات من محاولات تشییع اهل السنة او تسنین الشیعة لایقصد منه إلا إثارة الفتن بین المسلمین وتوسیع دائرة الخلاف بین صفوف الأمة.



عاشراً:  یدعو المؤتمرون الأخوات المسلمات ممن یتمتعن بالقدرة العلمیة الى المساهمة بأبحاثهن وآرائهن فی انجاح الدعوة الى التقریب وأن یکون لهن دورٌ اکثر فاعلیة فی مؤتمرات الوحدة الاسلامیة ونشر الوعی التقریبی بین المجتمعات الاسلامیة.



حادی عشر: یرى المؤتمرون أن المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة قامخلال مسیرته التی دامت حوالى ثلاثین عاماً – بأدوار مهمة لتحقیق ما مرّ فی المواد السابقة بشتى الوسائل المتاحة. بید أن هناک بعض المعوقات والنواقص التی یجب رفعها لتتضاعف الجهود وتتسارع الخطى لتحقیق الأهداف المنشودة. ومن ثم یقترح المؤتمرون الأمور التالیة: 

1ـ العمل على تطویر الجمعیة العمومیة وتوسیعها.

2ـ تأسیس مرکز للحوار بین علماء المذاهب الإسلامیة ومفکریها.

3ـ العمل على تطویر نشاطات المجمع فی مجال تعمیق الصحوة الإسلامیة وترشیدها والمنع من تحریفها من قبل العناصر المشبوهة.



٤- تفعیل اتحاد علماء المقاومة وکذلک الاتحاد العالمی للمرأة المسلمة وغیر ذلک من الاتحادات المساهمة فی عملیة التقریب المیدانی.

5ـ  العمل على تفعیل میثاق الوحدة الاسلامیة الصادر عن المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة فی عام ٢٠٠٨م وتنفیذ مواده.

6 ـ توسعة النشاط على الشبکة العنکبوتیة من حیث دائرة المخاطبین واللغات والنشاطات.

7ـ  التوسع فی إصدار المجالات بمختلف اللغات.

8ـ توسعة النشاطات الإعلامیة المسموعة والمرئیة، وزیادة النشاطات الفنیة، وإنتاج برامج تتناسب ومختلف الأصناف الاجتماعیة



٩- الاهتمام بالثقافة الشعبیة التقریبیة وتعمیقها فی مختلف الأعمار.



١٠- الاهتمام الزائد بالمواسم الدینیة، وخصوصاً بالحج، والحضور الفعال فیها.



11ـ السعی للحضور النشط فی مختلف الجامعات والمراکز العلمیة وتوثیق الصلة بشکل أکبر بالأساتذة والطلاّب.



12 ـ السعی لفتح فروع أکثر لجامعة المذاهب الإسلامیة التابعة للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة فی ایران وخارجها.



ثانی عشر: یدعو المؤتمر المجلس الأعلى والأمانة العامة للمجمع لدراسة تقییمات اللجان و توصیاتها التی شکلها فی المجالات الدولیة والثقافیة والشؤون الایرانیة، وکذلک دراسة مقترحات اللجان الدائمة للجمعیة العمومیة، واتخاذ ما یلزم لتنفیذها خلال السنوات الثلاث الآتیة وتقدیم تقریر بذلک الى الاجتماع القادم للجمعیة العمومیة.



ثالث عشر:  یؤکد المؤتمرون على أن القرآن الکریم والسنة النبویة الشریفة حققا للأمة الاسلامیة أجواءً انسانیة حضاریة رائعة، وأشاعا العقلانیة وروح الحوار البناء، وحریة الاجتهاد بضوابطه الشرعیة، وغرسا روح الأخوة والوحدة بعد أن وضحا خصائص الأمة الاسلامیة ورسالتها السامیة إلى العالم کله ومن ثم کان تعدد المذاهب حالة طبیعیة لها أثرها الإیجابی فی تنوع الحلول للمشکلات على ضوء أحکام الشریعة الإسلامیة وأصولها.



رابع عشر: یرى المؤتمرون أن الأهواء والنزعات السیاسیة، وشیوع حالات التعصب، وجهل بعض أتباع المذاهب بحقیقة المذاهب الاخرى انحرفت بالحالة السویة تلک إلى حالة طائفیة ممزقة سادتها ظاهرة الغلو والتکفیر والتطرف والتنافر والتمزق ونقل النزاع الفکری إلى الساحة العملیة مما ترک آثاراً سلبیة خطیرة على قوة الأمة وتماسکها وسهل السُبل لیقوم اعداؤها بطعنها فی صمیم عقیدتها وتوجهاتها النظریة والعملیة الأصیلة.



خامس عشر:  یبارک المؤتمرون الانتصارات والخطوات الناجحة للشعوب الاسلامیة فی صحوتها ویدعون لتقدیم الدعم المادی والمعنوی للشعوب المضطهدة خاصة فی فلسطین ومیانمار.



سادس عشر:  یحیی المؤتمرون جهاد الشعب الإیرانی وقیادته فی سبیل تطبیق شرع الله فی مختلف مناحی الحیاة، ویدینون کل تآمر على هذه المسیرة الخیرة، کما یعلنون دعمهم لموقف الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی تطویر قدراتها النوویة للأغراض السلمیة ویدینون کل الأسالیب الملتویة التی تحاول منعها من الاستفادة من حقوقها المشروعة التی تکفلها لها المعاهدات والقرارات الدولیة. ویدعون بلدان العالم الإسلامی إلى الاستفادة من هذه التجربة.



سابع عشر: یشید المؤتمرون بجهود رواد التقریب والوحدة الإسلامیة کالسید جمال الدین الحسینی والامام الشیخ محمد عبده والامام الشیخ محمود شلتوت و الامام البروجردی والامام الخمینی والامام المودودی والامام کفتارو «رحمهم الله» والامام المغیب السید موسى الصدر والامام الخامنئی «حفظه الله ورعاه» وسماحة آیة الله الشیخ محمد واعظ زاده الخراسانی وسماحة آیة الله الشیخ محمد علی التسخیری.



ثامن عش:  یؤکد المؤتمرون على أن المذاهب الإسلامیة الثمانیة کلها مذاهب إسلامیة والمنتمی الى أی منها یعتبر مسلم، له ما للمسلمین وعلیه ما علیهم، ویؤکدون على المواقف التی صدرت من مراجع الدین السنة والشیعة وخاصّة أئمة الازهر الشریف ومراجع الدین فی النجف وقم بشأن ضرورة الاجتناب عن کل ما یؤدی إلى تمزیق الصف الإسلامی ویشجبون کل ألوان التکفیر والدعوة الى الاعتداء على دماء المسلمین واعراضهم واموالهم.



تاسع عشر: یؤکد المؤتمرون على ضرورة تشکیل لجنة مکونة من شخصیات اسلامیة ناشطة لمتابعة توضیات المؤتمر وتنفیذها ورفع تقریر سنوی حول المسار التنفیذی لتلک التوصیات إلى الامانة العامة للجمعیة العمومیة.



عشرون: یشکر المؤتمرون الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وقائدها الإمام الخامنئی(دام‌ظله)، کما یشکرون المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة على إقامة هذا المؤتمر المبارک واستضافته، ویرون فی إقامة أمثال هذه اللقاءات خیراً کثیراً.

وصلى الله على سیدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.

کلمات دلیلیة: البیان ، الدولی ، الوحدة
captcha