وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(ایکنا) أنه أوضح الشریف فی جانب من حوار اجراه مع موقع "سبق" الالکترونی على شبکة الانترنت ان الإیمان بالدین الاسلامی یوجب عملاً بأرکانه وفرائضه، وأخطر ما یتعرض له الإنسان من المعاصی إنما یوقعه فیها لسانه، لذا أوجب الله علینا أن نصون ألسنتنا عن کل ما حرم الله مما ننطق به، والیوم الناس یتهاونون فی هذا الأمر، فیطلقون ألسنتهم بالقول بکل ما حرم الله من إنکار ما ثبت بالضرورة من أحکام الدین، الذی أصبح کل یدعی العلم به، وهو فی الحقیقة جاهل بحقائقه، کذلک من یطلقون ألسنتهم فی أعراض الناس بالسب، والشتائم، وفاحش القول، وکل البذاءات، وبعضهم وهو یفعل هذا ادعى تدیناً بل یرى أنه الداعی إلى الله الذی یصون الدین ویدافع عنه، وهنا مکمن الخطر على هذه الأمة التی تفقد یوماً بعد یوم قیمتها وأخلاقها وآداب دینها.
وتابع قائلاً: أن أغلب شبابنا إما یتبعون أهل الغلو والتشدد فی الدین ویحرمون کل المباحات، ومنهم من انحرف فظن أن هذا الغلو والتشدد هو الدین فکفر به أو ألحد وازدرى الدین.
واعتبر الجماعات الإسلامیة منحرفة وترتکب أکبر الکبائر بعد الشرک بالله وتقتل الأنفس عمداً دون وجه حق موضحا بالقول: فهم الإسلام فهماً صحیحاً هو ما یسهم فی قوة الدین ووضوحه للناس لذا کان الرعیل الأول من صحابة الرسول (صلى الله علیه وآله) یجتذبون الناس إلى الدین بمجرد التزامهم بأحکامه وانطباق سلوکهم على ما جاء به ودعی إلیه، والحال یختلف حینما یکون المسلمون یدعون بألسنتهم إلى شیء هم لا یطبقونه فی حیاتهم، أو یطبقونه خطأ، وهذه الجماعات ترتکب أکبر الکبائر بعد الشرک بالله والظلم، وهو قتل الأنفس عمداً دون وجه حق، وبین هذا وبین الإسلام بون شاسع، وهو الفهم الأسوأ لهذا الدین، الذی أساء إلیه أهله، ما لم یجمع المسلمون على حرب هذه الجماعات وردهم إلى الدین دعوة أو حرباً فهم یفرطون فی دینهم ودنیاهم.
ورأى ان ما تقوم به هذه الجماعات الإرهابیة، والتی منبع فکرها یعود إلى فکر الخوارج، وهی سیئة الأثر على المسلمین، سواء استهدفوهم بهذا الإرهاب أو استهدفوا غیرهم مضیفا: أما أسباب الحروب الإرهابیة التی تعصف بمناطق من الدول الاسلامیة فهو وللأسف انتشار منحرف هو الأقرب إلى الفکر الذی فتک بالأمة منذ عصورها الأولى، وهو فکر الخوارج المکفر للأمة المستبیح لدمائها وأموالها وأعراضها، وله الیوم منظرون ومنتشرون فی عالمنا الإسلامی، وللأسف یتلاعبون بعقول المراهقین ویجعلونهم حطب هذه الحرب الموقدة باستمرار.
ورداً على سؤال مضمونه من حبب القلوب الشابة الغضة فی القتال والتفجیر والتوجه لمواقع الصراعات وبؤر الحروب البعیدة قال: هذا ما اتجهت إلیه کتاباتی زمناً لیس بالیسیر، فإهمال الشباب، وعدم وجود المنافذ التی ینفسون فیها عن طاقاتهم الفکریة والجسدیة، ووجود منظرین لهم القدرة على غسل الأدمغة عبر العلوم الحدیثة کعلم النفس، والاجتماع مع دعوتهم، أدى بهذا الشباب إلى ما تقول، وتخاذل العلماء، والمفکرون عن مواجهة هؤلاء المنظرین، وکشف سوء فکرهم وشذوذه، والتحصین فی البدایة وقبل الانحراف خیر ألف مرة من مناصحة هؤلاء الشباب بعد أن ترسخ فی أذهانهم أن ما یقومون به جهاد، وأنه السبیل الصحیح لدخول الجنة.
وفی خصوص عمل ما تسمى هیئة الامر بالمعرفو قال هذا المفکر السعودی ان هذه الهیئة ینقصها أن یکون لها نظام مصوغ بأسلوب قانونی محدد ومعلن للناس یحدد مهامها ووظائفها التی تقوم فی المجتمع، وأن یطبق هذا النظام بحرفیة عالیة ترتجی الوصول إلى الغایات الکبرى للإسلام، وینقص جموع العاملین فیها ثقافة التعامل مع مجتمع فی هذا الزمان، لا أن یعاملوهم بروح وزمان انقضى، ولم یعد له وجود، وأن یکون عملهم حمایة للأخلاق لا تتبعاً لعورات الناس.
وتناول مسالة قیادة المراة للسیارة فی المملکة وقال: قیادة المرأة للسیارة لا نص فیها ولا إجماع ولا محرم وهی فعل باق على البراءة الأصلیة ومباح.