الحاکم الاسلامی یتحمل مسؤولیة هدایة الناس باتجاه طریق السعادة الاخرویة
وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) نقلاً عن الموقع الاعلامی لمکتب قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة أن سماحة آیة الله السید علی الخامنئی استقبل أمس الثلاثاء 13 مایو الجاری فی حسینیة الامام الخمینی (رض) بالعاصمة الایرانیة طهران حشوداً غفیرةً من المواطنین وخاصة من محافظة "ایلام" غربی ایران وذلک بمناسبة الذکرى المیمونة لمیلاد مولى الموحدین الامام علی بن ابی طالب (ع). وشرح قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة فی هذا اللقاء، سیرة ومناقب وفضائل وخصال أمیر المؤمنین الامام علی بن طالب (ع) وأشار سماحته الى البطولات والتضحیات التی قدمها الامام علی (ع) منذ اسلامه وتواجده فی مکة المکرمة قبل الهجرة ثم هجرته الى المدینة المنورة وحیاته بعد وفاة الرسول الاعظم (ص) ومن ثم قبوله بالخلافة وقال: ان امیر المؤمنین علی (ع) کان فی جمیع هذه الفترات فی قمة التضحیة والبطولة بحیث أثار دهشة ای شخص.
واعتبر سماحة آیة الله السید على الخامنئی ان احد ابرز جوانب شخصیة الامام علی (ع) یکمن فی سلوکه على الاصعدة الفردیة والاجتماعیة والحکومیة، مشیراً الى انه بالرغم من کونه حاکماً لدولة غنیة مترامیة الاطراف فانه کان یعیش حیاة متواضعة وکان جل همه اقامة الحق ونشر العدل وتنفیذ الاحکام الالهیة.
وتطرق قائد الثورة الاسلامیة الى فترة خلافة الامام علی (ع) مبیناً ان امیر المؤمنین (ع) کان یحث الناس على السعی لتحقیق السعادة الآخرویة ودخول الجنة، باعتبارها احد المسؤولیات الرئیسیة للحاکم الاسلامی.
وأوضح ان الحاکم الاسلامی یتحمل مسؤولیة ارشاد الناس وهدایتهم باتجاه طریق السعادة الاخرویة والجنة والنعیم لافتاً الى انه من البدیهی ان ذلک لایعنی فرض الرأی بالقوة بل انه بالنظر الى الرغبة الانسانیة بالفطرة صوب السعادة ینبغی صنع الارضیة للمساعدة والارشاد وتسهیل الوصول ونیل هذا الهدف السامی.
وأردف أنه حتى لو استطاع المجتمع الاسلامی بلوغ القمم على الصعد المادیة والتقدم العلمی والصناعی والعلاقات الاجتماعیة ونال العزة والکرامة على الصعیدین الوطنی والدولی الا ان لحظة الموت والدخول فی العالم الاخروی کانت سوءا وخزیاً للانسان فان ذلک یعنی ان المجتمع لم یبلغ مرتبة السعادة الحقیقیة.
واکد سماحة آیة الله الخامنئی ان سبل تهیئة الارضیة لبلوغ المجتمع السعادة الحقیقیة یکمن فی بذل المساعی لتحسین معیشة الناس والقضاء على الفقر والبطالة والفوارق الطبقیة والتمییز، مضیفاً: فی الوقت الحاضر وبحمد الله فان المسؤولین یسعون الى حل المشاکل الاقتصادیة للشعب ولکن یجب العمل على انسجام الافکار واختیار الطریق الصائب.
واعتبر قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة تنفیذ سیاسات الاقتصاد المقاوم والاعتماد على القدرات والامکانیات الداخلیة بانه الطریق الصحیح لحل المشاکل الاقتصادیة، مضیفاً: اینما اعتمدنا على ابداع وطاقات وحماس الشباب المؤمن والمخلص وثمن جهودهم فان ینابیع التطور الفوارة ستظهر، اذ ان التطور فی المجالات النوویة والدوائیة والخلایا الحذعیة وتقنیة النانو والبرامج الصناعیة والدفاعیة نماذج تجسد هذه الحقیقة. وأشار الى الکلمة الخالدة للامام الخمینی الراحل (رض) حول امیرکا (ان امیرکا عاجزة عن القیام بأی حماقة فی مواجهة ایران) وقال ان هذا القول لایعنی ارتکاب حماقة عسکریة فقط بل قصد الامام الراحل (رض) من مقولته انها عاجزة عن وقف عجلة تقدم الشعب الایرانی وفرض التخلف علیه.
واضاف سماحته: اذا قمنا بتنشیط الامکانیات الداخلیة ورکزنا على القدرات المحلیة، فان امریکا وباقی القوى الاخرى لا یمکنها ارتکاب ای حماقة عسکریة اوغیر عسکریة ولن تتمکن من خلال ممارسة الضغوط اعاقة تقدم الشعب الایرانی.
واکد قائد الثورة الاسلامیة ان على القوى المتغطرسة ان تدرک ان الشعب الایرانی لن یستسلم لانه شعب حی وشباب البلاد یمضون قدما باتجاه المسار الصحیح.
