ایکنا

IQNA

آیة الله الآراکی:

مشکلتنا الأساس هی الکیان الصهیونی و نحذر من مخاطر الفتنة الطائفیة

12:00 - June 06, 2014
رمز الخبر: 1414502
بیروت ـ إکنا: حذر الأمین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة آیة الله الشیخ محسن الآراکی من مخاطر الفتنة الطائفیة التی تقودها الجماعات التکفیریة على العالم أجمع، مؤکداً ان مشکلتنا الأساس هی کیان الاحتلال الصهیونی الغاصب للقدس.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه قال آیة الله الشیخ محسن الأراکی انه یجری تأسیس جامعة للتقریب بین المذاهب وفیها طلاب وأساتذة من المذاهب المختلفة یدرّس فیها الفکر الإسلامی بأبعاده ومذاهبه کلها.
وتحدث آیة الله الآراکی عن مجمع التقریب ودوره، فقال إنه "یقوم بنشاطاته التقریبیة فی ثلاثة مجالات: الأول هو التوعیة العامة، وتعمیم الخطاب التقریبی، وهذا یعنی أن نلفت نظر المسلمین شعوبا وقادة ونخبا وعامة ، إلى أن مؤامرة التکفیر والفتنة الطائفیة مؤامرة لا تضر جماعة معینة، وإنما تضر المسلمین کافة، ونحن نحذر من أنه إذا اتسعت حدة هذه الفتنة، فإنها نار سوف تلتهم حتى الشعوب غیر المسلمة ، ذلک أن العالم الیوم أصبح مترابطا لا یمکن فصل بعضه عن بعض. الثانی هو الدعوة إلى التلاقی، وتهیئة الفرص المناسبة للقاء بین الفرقاء وقادة المذاهب المختلفة، وهی لقاءات تحمل مشاریع تقریبیة کالمشاریع السابقة التی قدمت خلال مؤتمر الوحدة الإسلامیة فی طهران العام المنصرم مشاریع عدة منها مشروع تأسیس لجنة المساعی الحمیدة، ومشروع تأسیس اتحاد النساء المسلمات ، و مشروع تأسیس اتحاد التجار المسلمین، مشروع اتحاد علماء المقاومة والتقریب ، ونحن نسعى إلى تنفیذ هذه المشاریع . المجال الثالث هو تنفیذ مشاریع تقریبیة کثیرة منها : "تأسیس جامعة المذاهب الإسلامیة ، و فروع لها فی إیران، والجامعة تأسست قبل عشر سنوات، وبدأ الآن تأسیس فروع لها داخل إیران وسنوسع هذا المشروع فی مختلف البلاد الإسلامیة . و الجامعة تستضیف طلابا وأساتذة من مختلف المذاهب الإسلامیة ، وهم یدرسون کل المذاهب الإسلامیة وعلوم الإسلام. وقد شرعنا بتأسیس کراسٍ للعلم الإسلامی المقارن فی حوزة قم الإسلامیة ، و هذا العلم یشمل کل العلوم الإسلامیة التی توجد فیها مناح مختلفة کالفقهی والکلام وأصول الفقه والحدیث وغیرها من الفروع الإسلامیة".
وأعرب آیة الله الآراکی عن امله فی أن "یتربى العالم الإسلامی وهو منفتح على المذاهب الأخرى ، وحتى تزول الأرضیة التی من خلالها وعلى أساسها یحاول التکفیریون أن یبثوا الفرقة بین المسلمین".
وأکد آیة الله الاراکی أن "هناک مؤسسات وحدویة وتقریبیة بدأت تؤسس هنا وهناک، وأن أکثر الدول الإسلامیة بدأت تستضیف مؤتمرات التقریب والوحدة ، کباکستان و العراق ولبنان وترکیا ومالیزیا وأندونیسیا وکثیر من العالم الاسلامی کما أن الإعلام الإسلامی الذی کان تفریقیاً، بدأ یمیل إلى الدعوة للتقرب".
وفیما تجری فی العالم مشاریع الإتحادات الإسلامیة العالمیة التی ستجمع النخب من مختلف الصنوف ، یعتقد آیة الله الشیخ محسن الآراکی أنه بالإمکان عبر الاتحادات "تشکیل النواة الأساسیة لمشروع التقریب بین المذاهب والأمم الإسلامیة، فمن خلال اتحاد التجار یمکن أن تنبثق مشاریع ضخمة کالبنک الإسلامی الواحد ، و السوق الإسلامیة المشترکة والعملة الإسلامیة المشترکة ، ومشاریع اقتصادیة کثیرة نحن نرى أن مشروع التقریب لا یتم إلا من خلال هذه المشاریع المیدانیة سواء على مستوى الاقتصاد والثقافة والفنون والعروض التشکیلیة".
وقال آیة الله الاراکی: "لا شک أن الفتنة التی أثارها الأعداء ، کانت وراءها المؤسسات الاستخباریة المعادیة للمسلمین کالمؤسسة الصهیونیة وغیرها ، وهذه المؤسسات الصهیونیة والأخرى المتحالفة معها، هی التی تدعم التیارات التکفیریة أحیانا بصورة مباشرة، وأحیانا أخرى بصورة غیر مباشرة" ، مشددا على ان مشروع التقریب سیحشر هذه التیارات فی الزاویة".
وفی ضوء تولی الأخوان المسلمین السلطة فی غیر دولة عربیة وبروز مصطلح "الصحوة الإسلامیة" ، قال آیة الله الآراکی إن "الصحوة الإسلامیة لا تعنی حزبا معینا ، ولا تیارا معینا، بل أن الأمة الإسلامیة بدأت تغیر حالتها بالفعل . والشعوب الإسلامیة تمتلک إمکانات انسانیة ضخمة جدا . وقال إن علماءنا من إیران و کل الدول الإسلامیة، یعملون فی الجامعات الغربیة، والعقول التی تنتج العلم فی الجامعات الغربیة کثیر منها هی عقول شعوبنا ، لکن هذه العقول لا تجد الأرضیة الخصبة فی بلداننا لکی تنتج هذا العلم ، فلجأت إلى الغرب وإلى الأوطان الأخرى. و اضاف : عندنا طاقات انسانیة أولا، واقتصادیة هائلة وهذا یؤکد الحاجة إلى التغییر . فالأمة الإسلامیة وشعوب المنطقة تمتلک من الثروة ما یجعلها هی القوة الاقتصادیة الأولى فی العالم الیوم. والجغرافیا الاستراتیجیة التی نمتلکها نحن المسلمون، لا تمتلک أی أمة مثیلا لها. نحن قلب العالم البشری استراتیجیا، والنقطة التی یلتقی فیها الغرب والشرق والشمال والجنوب".
ثم انتقل الأمین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة إلى مخاطر التهوید الذی یحضّر للقدس والأراضی العربیة المحتلة ، فرأى أن "مشکلتنا الأساس فی عالمنا الیوم هی الکیان الصهیونی . فما الذی یجعل السعودیة على سبیل المثال تقف على خلاف مع الجمهوریة الإسلامیة ؟ و ما الذی یجعل مصر تختلف مع السودان؟ نجد أن هناک یداً تعمل من أجل إثارة الفرقة وتعمیقها وإلهاب الخلاف ، من الممکن لو بحثنا جیدا أن نلمس آثار الدعم الصهیونی لهذه الحالة. ولذلک فإن الکیان الصهیونی کما کان الإمام الخمینی(رض) یؤکد، لیس خطرا على فلسطین فحسب، بل على البشریة کلها" .
وأکد آیة الله الآراکی أن "لا مجال لنا لأن نستسلم أمام کل ما یریده الکیان الصهیونی . صحیح أنه قد یتوفق فی بعض الخطوات التی بقوم بها ، لکن وعلى طول الخط وفی المسار العام سیکون النصر للمسلمین" .
وقال: "نحن نعیش الیوم حرب وصراع الإرادات ، وأثبتت المقاومة الإسلامیة فی منطقتنا، سواء فی لبنان، أم فی فلسطین، أم فی غیرهما من بلدان العالم الإسلامی ، أنها مقاومة صابرة ثابتة قویة لا یزعزعها شیء والنصر لهذه المقاومة الصابرة التی لا تنحسر أمام ضغط العدو ، ونرى أن المستقبل للمقاومة الإسلامیة، وهذا ما تدل علیه البشائر التی نلمحها فی الأفق الذی نراقبه سیاسیا وعسکریا فی منطقتنا".

المصدر: المیادین نت

کلمات دلیلیة: الأراکی ، الفتنة ، الطائفیة
captcha