ایکنا

IQNA

ماذا لو لم یفتی المرجع السیستانی بالجهاد الکفائی؟

15:52 - August 09, 2014
رمز الخبر: 1437427
بغداد ـ إکنا: لو لم تکن فتوى المرجع الدینی السیستانی لکان ما یسمى بـ"داعش" قد واصل توسعه فی الإستیلاء على المناطق،ولبقیت معنویات الجیش مهزوزة، ولوصلوا الى العاصمة بغداد.

والجهادُ الکفائی مصطلح حدیث جداً، أستعمل بعد أن أطلق المرجع الدینی السید علی السیستانی فتواه الشهیرة فی شهر شعبان التی أوجب فیها على العراقیین کافة حمل السلاح بوجه الإرهابیین المعتدین، وإعتبر هذا وجوباً کفائیاً؛ أی اذا قام من به الکفایة لصد هؤلاء المعتدیین سقط التکلیف عن الجمیع، والا فکل العراقیین مأثومون. التساؤل المطروح: هو ماذا کان لو لم تکن تلک الفتوى؟ والإجابة على وهذا السؤال باتت سهلة جداً بعد ما شاهد الجمیع ما یقوم به الإرهابیون فی المناطق التی إغتصبوها، وخصوصاً فی محافظة الموصل العزیزة، وما یعانیه الجمیع هناک إذ أنهم لا یمیزون بأحکامهم الجائرة بین طائفة وأخرى من المسلمین فضلاً عن غیر المسلمین. فلو لم تکن فتوى المرجع السیستانی لکان ما یسمى بــ (داعش) قد واصل توسعه فی الإستیلاء على المناطق، ولبقیت معنویات الجیش مهزوزة، ولوصلوا الى العاصمة بغداد وهو أمرٌ خطیر جداً، ولا أعنی بالخطر فقط إنهیار الحکومة المرکزیة؛ بل أعنی ما سیلحق بأهالی بغداد ومقدساتهم، اذا یوجد فی بغداد مرقد أمامین للشعیة، وهما الإمامین الکاظمین علیه السلام، وکذلک مرقد الإمام ابی حنیفة، إمام غالب اهل السنة فی العراق، والمعروف عن هؤلاء الإرهابیین أنهم لا یفرقون بین مقدسات المسلمین ولا یبعد أن یبدأوا بتهدیم قبر الإمام ابی حنیفة قبل أن یهدموا باقی الأماکن الدینیة، و لوصلت أیدیهم الى الحضرة القادریة وغیرها من الأماکن الدینیة فی العاصمة بغداد، ولفعلوا ما فعلوه بما یشابه هذه الأماکن فی محافظة الموصل، ولکن ما منع ذلک کله هی الفتوى التی جاءت لتحفظ للعراقیین جمیعاً انفسهم وشرفهم ومقدساتهم.
فهذه الفتوى أعطت أکلها، وأنتجت ثمارها، والکل ینعم بظلالها، خصوصاً وأن المرجعیة لم تخصص بنداءها طائفة دون أخرى، وإنما وجهت الخطاب للعراقیین جمیعاً؛ ولهذا لاقت الفتوى إستجابة سریعة من الجمیع؛ فها هم المسییحون والصابئیون یشکلون أفواجاً لحمایة أرضهم وأعراضهم وکذلک المسملون من الشیعة والسنة یقاتلون صفاً واحداً فی بعض المناطق المشترکة، وبفضل هؤلاء المتطوعین من أبناء العشائر الغیورة صمدت الکثیر من المناطق بوجه الإرهابیین کالضلوعیة وغیرها من مناطق صلاح الدین، والعمل جاری لتحریر ما إستولى علیه الارهابیون من المناطق وإعادة النازحین الیها.
فحفظ الله للعراقیین هذه المرجعیة الحکیمة وانعمها الله بطول البقاء ذخراً لهذا البلد.

بقلم الباحث والکاتب العراقی: عباس الأمیر

المصدر: نون

کلمات دلیلیة: بغداد ، داعش ، العراق ، فتوى ، جهاد
captcha