وأشار الی ذلک، رئیس الهیئة الإسلامیة الفلسطینیة للإرشاد والتوجیه الدینی فی لبنان، الشیخ سعید خالد قاسم، فی حدیث خاص له مع وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) مبیناً أن زمرة "داعش" الارهابیة هی امتداد الحرکات التکفیریة منها حرکة الخوارج التکفیریة فی صدر الاسلام، وزمرة "داعش" تتبنى الفکر الوهابی المتشدد الذی یکفّر الذین یخالفونهم فی الرأی والعقیدة وهم یبیحون دماء المسلمین، وأعراضهم.
وصرح الشیخ سعید خالد قاسم أن الفکر الوهابی المتشدد یرفض زیارة القبور والتمسح بها، والتوسل بالاولیاء والصالحین والاغاثة والاستعانة بهم، مؤکداً أن تکفیر أتباع المذاهب والأدیان الذین یخالفون الدواعش فی الرأی والعقیدة هو أحد الأسس الفکریة لزمرة "داعش" الارهابیة.
وقال: انهم لا یکفرون الشیعة فحسب، بل یکفرون حتى أهل السنة الذین لایؤیدهم ویکفرون أیضاً أهل السنة اذا استعانوا بالاولیاء والصالحین وتمسحوا بالقبور.
وأضاف رئیس الهیئة الإسلامیة الفلسطینیة للإرشاد والتوجیه الدینی فی لبنان أن الدواعش یکفرون کل شخص اذا لم یقبل بهم حکاماً فهم یکفرونه ویستبیحون دمه.
وحول تبریر داعش لقتلهم للإیزدیین وتهجیرهم المسیحیین، قال الشیخ سعید خالد قاسم: ان الاقلیات الدینیة قد کانت موجودة قبل الاسلام وحتى فی عهد النبی(ص)، والخلفاء، والدولة الأمویة، والعباسیة، والعثمانیة، ولغایة الیوم، أما الیوم فان ظاهرة الاعتداء على هذه الأقلیات یدخل فی اطار المشروع الاستعماری الأمریکی الصهیونی والاعتداء على هذه الأقلیات الدینیة یخدم الکیان الصهیونی والدول الاستکباریة، ویؤدی الى تشویه سمعة الاسلام والمسلمین.
واکد أنه اذا راجعنا الواقع فنجد أن غرفة العملیات فی المنطقة تدیرها المخابرات الأمریکیة، والإسرائیلیة، والترکیة، والألمانیة، والبریطانیة والفرنسیة وبعض الدول العربیة.
وحول ادعاء داعش لاعادة کتابة القرآن وحذف آیة التطهیر، قال رئیس الهیئة الإسلامیة الفلسطینیة للإرشاد والتوجیه الدینی فی لبنان: انه کل ما یقال من التجدید، والکتابة وغیر ذلک أنه لن یجدی نفعاً لأن الله سبحانه وتعالی یقول فی الآیة الـ9 من سورة "الحجر" المبارکة: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»، مشیراً الى أنه لقد حفظ الله تعالى القرآن الکریم على مدى 1400 عاماً وسیحفظه الى أن تقوم الساعة، فمهما أرادوا فهذا مشروع فاشل من البدایة.
وحول الادعاء الذی یطرحه البعض بأن داعش یحارب من أجل تحقیق حقوق أهل السنة واقبال أهل السنة على هذه الزمرة الارهابیة فی العراق، أوضح: لم ینجو أحد من ظلم داعش ومن یخالف هذه الزمرة فهم یقتلونه ولوکان سنیاً، أو شیعیاً، أو ایزدیاً، أو مسیحیاً، فانهم یقتلون من لایؤیدهم.
وحول الفکر الوهابی المتطرف الذی یتبناه تنظیم داعش الارهابی بالنسبة الى زیارة القبور، قال: ان زیارة القبور سنة سنها النبی الأکرم(ص)، فلن یستطیع أحد انکار هذا الموضوع.
وصرح حول بث مقاطع فیدیو من الجرائم البشعة لداعش فی قتل المسلمین وغیرالمسلمین على الشبکات الاجتماعیة والانترنت، قائلاً: ان داعش هو أداة الاستکبار وأمریکا، والکیان الصهیونی فی المنطقة، والهدف من هذا الاجراء المشین هو اظهار المسلمین کفئة من المجرمین، والقتلة، والسفاحین، وکذلک الهدف الثانی هو وضع حد لانتشار الإسلام والفکر الإسلامی فی أوروبا والغرب.
وبیّن الشیخ سعید خالد قاسم متطلبات الوحدة الإسلامیة، مشیراً الى أن وحدة الأمة الإسلامیة تتطلب جهداً وإخلاصاً من قبل العلماء والمفکرین المسلمین، مضیفاً أنه اذا أقیمت فی البلدان الإسلامیة ندوات ومؤتمرات تجمع العلماء من الشیعة والسنة فستکون لها فاعلیة کثیرة فی تعزیز الوحدة بین المسلمین، وازالة الصور الخاطئة عن الاسلام، والتعریف بالتعالیم الاسلامیة الصحیحة الى العالم.
وأستطرد قائلاً: ان عدونا یؤمن منذ قیامه أنه لن یستطیع البقاء فی هذه الارض الا اذا کان عدوه وخصمه ضعیفاً، وبالتالی تکون هذه الحروب والاعتداءات بغیة اضعاف العرب والمسلمین لاطالة عمر الکیان الصهیونی الغاصب.
وفی الختام، أشار هذا المفکر الفلسطینی الى الانجاز الکبیر الذی حققتها مؤخراً المقاومة فی قطاع غزة، مبیناً أن شعب غزة صمد 51 یوماً أمام جرائم الکیان الصهیونی والمقاومة إستمرت فی ضرب العدو الصهیونی وقمعه بحیث لم یکن فی أرض العدو مکان أمن، فهذا هو الإنجاز الکبیر الذی حققتها المقاومة الفلسطینیة.