ایکنا

IQNA

محمد أنس عربی القبانی فی حدیث لـ"إکنا":

التعریف بالتقدم الحضاری فی ایران على هامش مسابقة القرآن للطلبة ضرورة هامة

10:20 - September 29, 2014
رمز الخبر: 1454979
دمشق ـ إکنا: أکد المقرئ السوری البارز، محمد أنس عربی القبانی، علی ضرورة التعریف بالتقدم الحضاری الذی حققته ایران على کافة الصعد الاقتصادیة، والاجتماعیة، والسیاسیة علی هامش مسابقة القرآن الدولیة للطلبة المسلمین لیدرک الجمیع أن الاسلام دین حضاری یرقى بالمجتمع.

وأشار الی ذلک، المقرئ السوری البارز والمحکم فی المسابقات القرآنیة، محمد أنس عربی القبانی، فی حدیث خاص له مع وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) مبیناً أنه قال النبی محمد(صلی الله علیه وآله وسلم) فی وصف القرآن الکریم: "هو کتاب الله، فیه نبأ من قبلکم، وخبر ما بعدکم، وحکم ما بینکم، هو الفصل لیس بالهزل، من ترکه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى فی غیره أضله الله، وهو حبل الله المتین، وهو الذکر الحکیم، وهو الصراط المستقیم، وهو الذی لا تزیغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا یشبع منه العلماء، ولا یخلق عن کثرة الرد، ولا تنقضی عجائبه، وهو الذی لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: إنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا یَهْدِی إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ. من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حکم به عدل، ومن دعا إلیه هدی إلى صراط مستقیم".
وأشار الى ما ذکره الله تعالى فی وصف کتابه: "وَکَذَلِکَ أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا کُنْتَ تَدْرِی مَا الْکِتَابُ وَلا الإِیمَانُ ، فهو روح یحیی به الله من یشاء من عباده الأفراد والأمم والجماعات، فکم میت لا روح فیه ولا حیاة أحیاه الله تعالى بروح الکتاب"، وقال تعالى الله تعالى: "أَوَمَنْ کَانَ مَیْتًا فَأَحْیَیْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا یَمْشِی بِهِ فِی النَّاسِ کَمَنْ مَثَلُهُ فِی الظُّلُمَاتِ لَیْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا".
نحن فخورون بالنهضة القرآنیة التی تشهدها ایران 
وتطرق المقرئ السوری القبانی الی النشاطات القرآنیة التی تقوم بها الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة، قائلاً: إنما تدعو للفخر والاعتزاز تلک النهضة القرآنیة التی تشهدها الجمهوریة الاسلامیة الإیرانیة من خلال عنایتها ورعایتها للقرآن وأهله مما یشهد له القاصی والدانی ولا ینکره منصف عاقل.
واستطرد مبیناً: "فلقد تشرفت بزیارات متکررة الى الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فالتقیت بخیرة من أهل القرآن حفاظاً وقراءً واطلعت على المستوى الرفیع الذی یتحلون به من الإتقان والتمکن مما لم أجد له نظیراً فی أنحاء العالم لاسیما مع أعجمیة اللسان التی لم تشکل عائقاً یحول دون ما وصلوا  إلیه من التمیز فی حفظ القرآن وتلاوته، بل لقد أدهشنی البعض منهم حفظة أرقام الآیات والصفحات وأکثر من ذلک التمکن من البحث الموضوعی الذی یسبق بنتائجه نتائج الحاسب الآلی".
المدارس القرآنیة فی ایران تأثرت بالقراء المصریین
وأشار الی انشاء المدارس القرآنیة المتعددة فی ایران التی تأثرت بکبار القراء فی العالم الاسلامی خاصة القراء المصریین، موضحاً: فقد عرف العالم قراء متمیزین مثل القارئ محمد رفعت، والقارئ مصطفى اسماعیل، والقارئ عبدالباسط عبدالصمد، وغیرهم من القراء البارزین والذین ترکو بصمة ممیزة فی عالم القراءة، لکننا نجد فی ایران مدرسة خرجت نسخاً متعددةً من القارئ مصطفى اسماعیل، ربما عددهم بالعشرات وکذلک نسخاً کثیرةً من کبار قراء العالم الاسلامی مما لایتسع المجال لذکرهم.
وأضاف محمد أنس عربی القبانی أن هذ التمیز سواءً فی الحفظ أو القراءة، لهو نتاج خیر لثورة القرآن الکریم التی انتشرت منذ بزوغ شمس الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.

وقال: لقد بات واضحاً جلیاً الإهتمام البالغ الذی تولیه الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بالقرآن الکریم وحفاظه وقرائه، فکان من ثمار هذا الاهتمام تربیة الحفاظ والقراء الذین لیس لهم نظیر على مستوى العالم الإسلامی والذی جعل ایران وبکل جدارة وفخر الدولة الرائدة فی الإهتمام بالقرآن وأهله فی عصرنا الأمر الذی یدعونا لأن نعمم التجربة الإیرانیة فی النهضة القرآنیة التی أتت أکلها شباباً أدرکو فضل القرآن الکریم فجعلوه شغلهم الشاغل حفظاً وتلاوةً فکان قائدهم الى المجد والرفعة، والفلاح.
وفیما یخص أهمیة تنظیم المسابقات القرآنیة الدولیة التی تنظمها ایران دائماً، قال القبانی: إن اقامة المسابقات الدولیة لها أثر کبیر فی تعریف العالم بالطرق العملیة من التشریعات الدستوریة، والإجراءات الإداریة التی انتهجتها الجمهوریة الاسلامیة الإیرانیة فی تشجیع الشباب على الاهتمام بالقرآن والعمل على اتقانه.
المسابقات القرآنیة تؤدی الی إثراء الخبرات فی ترقیة المهارات القرآنیة
وأکد هذا بالاضافة لما للمسابقات من دور بارز فی بث الروح التنافسیة المحفزة للترقی بین  الشباب المسلم وفی ذلک فلیتنافس المتنافسون فی هذه المسابقات واللقاءات التی تعمل على إثراء الخبرات فی ترقیة المهارات القرآنیة وهذا بحد ذاته هدف تسعى الى تحقیقه الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة.
وأضاف أننی بهذه المناسبة أنتهز الفرصة لأشکر القائمین على هذه المسابقات الدولیة سائلاً المولى عز وجل أن تحقق المسابقات أهدافها فی ارتقاء الاهتمام بالقرآن على المستوى العالمی والدولی واضعین نصب أعیننا التجربة الایرانیة کقدوة تحتذى.
دور مسابقة القرآن الدولیة للطلبة المسلمین فی تعزیز أنس الشباب بالقرآن
وأشار الی دور مسابقة القرآن الدولیة للطلبة المسلمین فی تعزیز أنس الشباب بالقرآن الکریم والتواصل بین الشباب القرآنیین، قائلاً: فی حین تنصرف اهتمات الکثیر من شباب العالم لمتابعة الأفلام والتلفاز والمباریات الریاضیة حیث تشغل کثیراً من أوقاتهم فإن المسابقات القرآنیة تجمع الفئة الشبابیة التی أولت القرآن الکریم اهتمامها فاعطته جهدها ووقتها فیشجع بعضهم بعضاً فلا یعرف الفضل لأهل الفضل الا أهل الفضل فیدرک الواحد منهم کم کان فضل الله تعالى علیه عظیم إذ اختصه بحمل کلامه وخدمة کتابه فیزداد إقبالاً على کتاب الله وحباً له وأنساً به.
وأکد بالاضافة لما سبق ذکره من دور ایجابی للمسابقات القرآنیة فی خدمة القرآن الکریم فإن لتلک اللقاءات التی تتم فی ردهات قاعات المسابقات بین المتسابقین من أهل القرآن من شتى أصقاع الأرض الأثر الطیب فی نقل التجارب وتلاقح الأفکار مما یزید الخبرة، والتمیز والارتقاء.
القرآن لا یزال منجماً لعلوم لم یطرق الباحثون الى أبوابها 
وحول إضافة فرع البحوث القرآنیة الى المسابقة، قال القبانی: على الرغم من کثرة الأبحاث التی تناولت العلوم القرآنیة المتنوعة إلا أن القرآن لایزال منجماً لعلوم لم یطرق الباحثون الى أبوابها، فهو رسالة الله الى کل شعوب الأرض على اختلاف عروقها وهو الرسالة الباقیة المستمرة الى أن یرث الله الأرض ومن علیها ولهذا الدور العظیم الواسع مکان وزمن، کان القرآن الکریم حاملاً فی آیاته بیاناً متجدداً لیتناسب مع کل بیئة وعصر وفق معطیاتها ومفرداتها وأدواتها وقال الله تعالى: "فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنَا بَیَانَهُ"، فلکل زمان بیان وهذا لعله مقصد النبی(صلی الله علیه وآله وسلم) حین وصف القرآن بقوله "لا یشبع منه العلماء، ولا یخلق عن کثرة الرد، ولا تنقضی عجائبه".
وأضاف: فالأمة باستمرار بحاجة ماسة إلى الابحاث التی تنطلق من القرآن الکریم لتجد فیه دستور حیاة یصلح علیه حال الأمة یکون فیه قوتها، وعزها، ومجدها، ونصرها وإنی أشد على أیدیکم فی مشروعکم هذا سائلاً الله تعالى السداد والرشاد.

وفی معرض رده على سؤال حول اضافة الفروع الجدیدة الى المسابقة بین لنا بعض المسابقات الدولیة تدرج فرع الحفظ مع التفسیر لجزء محدد من القرآن وبعضهم یفصّل الحفظ لیکون فروعاً متعددةً على حسب عدد الاجزاء وأیضا هناک مسابقات للخط القرآنی وکذلک للزخرفة کل هذه من المسابقات الدارجة والمعروفة.
وأضاف: اننی أرى فی حفاظ القرآن الکریم مقدرة ربما لا یستطیعها غیرهم وهی المقدرة على استنباط الأحکام من الآیات القرآنیة من خلال البحث الموضوعی غیر المرتبط بکلمة محددة، علی سبیل المثال: "لو طلبنا من الحاسب الالی البحث عن کلمة محددة فی القرآن (محمد) فإن النتائج ستتوفر بأجزاء من الثانیة". لکن عندما یتطلب البحث مجموع الآیات التی تشیر فیها الى النبی محمد(ص) فإن الحاسب لن یدرک المقصد المطلوب وسیغفل الکثیر من النتائج المهمة کالآیة التی تشیر الى النبی  عبدالله أو عبده أو.... مثل هذا النوع من البحث الموضوعی غیر المرتبط بلفظ محدد لا یتمکن منه الا حفظة القرآن وأعتقد أننا لو استطعنا صیاغة هذا المشروع لیکون مادة مسابقة دولیة فسیکون لهذا المشروع نتائج مذهلة. فهناک الکثیر من الأحکام تعطلت بسبب فهم قاصر وهناک الکثیر من المعضلات التی لا نجد لها حلاً بسبب غیاب الآیة المناسبة عن أذهاننا.
عقد المسابقة القرآنیة للإناث فیها خیر کبیر ونتائج ایجابیة 
وفیما یخص أهمیة تنظیم هذه المسابقة للسیدات، قال القبانی: ایران هی بلد القراء فما أظن بلداً لدیه من القراء ما لدى ایران حفاظاً وقراءً وقد شارکت فی دورات سابقة للمسابقات القرآنیة الدولیة فی ایران وأدرکت یقیناً الإهتمام البالغ الذی تولیه الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة حکومةً وشعباً وإنه بحق لمصدر فخر واعتزاز. أما بالنسبة لإقامة المسابقة للإناث فأنا أرى فیها خیراً کبیراً ستکون لها نتائج ایجابیة لا تقل عن نتائج مسابقات الذکور وأظن أن مالیزیا لها سابقة فی هذا الفرع. 
وفی معرض رده على سؤال حول البرامج والنشاطات المقترحة لاقامتها على هامش المسابقة، قال: علینا أن نقدم فی هامش المسابقة البرامج المتعددة للتعریف بالتقدم الحضاری الذی حققته ایران على کافة الصعد الاقتصادیة، والاجتماعیة، والسیاسیة لیدرک الجمیع أن الاسلام دین حضاری یرقى بالمجتمع لیس کما یزوره آخرون عائقاً یحول دون الارتقاء والتقدم.
المرحلة العمریة التی تتناولها المسابقة هی ما یمیزها عن غیرها 
وأشار الی أهم المیزة التی تتمیز بها المسابقة مضیفاً أن المرحلة العمریة التی تتناولها مسابقة الشباب هی ما یمیزها عن غیرها من المسابقات فهی تتوجه الى الشباب فی مرحلة التکوین الفکری والنفسی مما یجعل الآثار الایجابیة الناتجة عنها ذات أثر دائم مستمر کونها ترسخت فی نفوسهم فی فترة الزرع المناسبة.
اطلاق موقع الکترونی لجمع التسجیلات السمعیة والبصریة للقراء 
واقترح اطلاق موقع الکترونی لجمع التسجیلات السمعیة والبصریة لکافة قراء العالم الاسلامی، قائلاً: إن المکتبة القرآنیة الیوم باتت غنیة جداً بالتسجیلات السمعیة، والبصریة لکافة قراء العالم الاسلامی ولکن الى الیوم لم نجد موقعاً فی الشبکة العنکبوتیة قد جمع هذه التسجیلات وصنفها بشکل یسهل تناوله لیکون فی متناول الجمیع وإن اطلاق مواقع متخصصة للقراء سیشکل تجمعاً عفویاً لأهل الاختصاص یمکن من خلاله التواصل والتناصح وفتح الحوارات البناءة ما یزید الشباب ثقافة ووعیاً، وعلماً، وخبرةً.
وأشار الی الانتصارات التی حققتها قوى المقاومة المدعومة من ایران وخوف الاستکبار العالمی منها، قائلاً: إن سلسلة الانتصارات التی حققتها قوى المقاومة المدعومة من ایران هزت عروش الدول الخانعة الخاضعة للقوى الاستکباریة الاستعماریة فما کان من تلک الاخیرة الا حاولت تشویه تلک الانتصارات عبر تصویرها حروب طائفیة ودعایات مذهبیة من خلال محطات قضائیة تبث القتنة والشقاق لیلاً ونهاراً غایتها اشعال نار الفتنة والعداء بین الشیعة والسنة وتحویل سهامهم لتکون فی وجوههم بدل أن تکون فی وجه عدوهم.
وأضاف: أرى أنه من بالغ الاهمیة توضیح هذه الفتنة وفضح مخططاتها التی ترمی الى اضعاف المسلمین واستنفاذ قوتهم والسیطرة على مواردهم شیعة وسنة على حد سواء، فالمسلمون جمیعاً مستهدفون فی هذه المعرکة وهذا لیس بالامر الجدید انما المؤسف والجدید فی الامر ان ادوات هذا الاستهداف هم من ابناء هذا الدین کداعش والنصرة وغیرهم.
وأکد المقریء السوری البارز الشیخ محمد أنس عربی القبانی فی نهایة هذا اللقاء: لا یسعنی الا أن أشکر وکالة إکنا للأنباء القرآنیة من طهران سائلاً المولى الکریم أن یستخدمنا فی مرضاته ورضوانه وأن یجعلنا من أهل القرآن فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته من خلقه.
ومن خلال وکالتکم الکریمة أتقدم بالشکر للهیئة المنظمة لمسابقة القرآن الدولیة للطلبة المسلمین راجیاً من الله تبارک وتعالى أن یبارک سعیهم وأن یعظم اجرهم.

کلمات دلیلیة: انس ، القبانی ، التقدم ، الحضاری ، ایران
captcha