وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه قال المترجم والمفسر القرآنی الفرنسی البروفیسور "کریستیان بونو"، فی کلمة ألقاها مساء أمس الأول الجمعة 2 ینایر / کانون الثانی الجاری فی ندوة "الوحدة الإسلامیة؛ الفرص والتحدیات من منظور القرآن" التی عقدت فی قاعة المؤتمرات فی برج "میلاد" بالعاصمة الایرانیة طهران علی هامش الدورة الخامسة من مسابقة القرآن الدولیة للطلبة المسلمین: "القرآن یدعو إلی الوحدة فی کافة الشؤون بما فیها الدین والسیاسة".
وعن مبدأ وأساس الوحدة، قال هذا الباحث الدینی إن مبدأ الوحدة ترافقه الحکمة والمعرفة، مضیفاً أن الوحدة الحقیقیة تعنی الإستسلام لله وإطاعته فی کافة أحکامه.
وصرّح أن هناک حدیثین حول أهمیة العقل أولهما عن النبی الأکرم(ص) إذ قَالَ: "لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ: أَقْبِلْ، فَأَقْبَلَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَدْبِرْ، فَأَدْبَرَ فَقَالَ: وَعِزَّتِی مَا خَلَقْتُ خَلْقًا هُوَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْکَ، بِکَ آخُذُ وَبِکَ أُعْطِی، لَکَ الثَّوَابُ وَعَلَیْکَ الْعِقَابُ"، مصرحاً أنه لا مفهوم للإطاعة والإستسلام حال عدم وجود العقل.
وأکّد البروفیسور بونو أن العقل والمعرفة هما معیار الوحدة فی کافة الأدیان التوحیدیة، مضیفاً أنه کلما تزداد المعرفة والعقل تتبین مکانة الوحدة أکثر فأکثر.
وأضاف: إنما الفرص تکون لفهم الوحدة والتصدی للتفرقة والإنقسام، وتجنب المیول والأهواء والکبر، فکلما تزداد المعرفة تعزز الوحدة.
واعتبر أن هناک حدیثاً آخر عن الإمام الصادق(ع) قال فیه: "هَبَطَ جَبْرَئِیلُ (ع) عَلَى آدَمَ (ع) فَقَالَ یَا آدَمُ إِنِّی أُمِرْتُ أَنْ أُخَیِّرَکَ وَاحِدَةً مِنْ ثَلَاثٍ فَاخْتَرْهَا وَ دَعِ اثْنَتَیْنِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ یَا جَبْرَئِیلُ وَمَا الثَّلَاثُ فَقَالَ الْعَقْلُ وَالْحَیَاءُ وَالدِّینُ فَقَالَ آدَمُ إِنِّی قَدِ اخْتَرْتُ الْعَقْلَ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ لِلْحَیَاءِ وَالدِّینِ انْصَرِفَا"، مصرحاً أن العقل هو المعرفة، والدین هو الحب والولایة، والحیاء هو الدعوة إلی الوجدان ولاتعنی الخجل.
وأکّد هذا العالم الفرنسی الکبیر أن الإنسان لو جمع بین العقل والتدین والوجدان لأتخذ قرارات صحیحة وسار فی الطریق الصحیح وهو الإنسانیة، مضیفاً أن عبارة "إهدنا الصراط المستقیم" لو کانت شیئاً بسیطاً لم تأت مرتین فی کل صلاة.