ایکنا

IQNA

المدیر العام للإیسیسکو:

الحـوار بین الحضارات ضرورة للعیش المشترک بین الشعوب ولدعم السلام العالمی

10:53 - January 28, 2015
رمز الخبر: 2772425
الریاض ـ إکنا: أکد الدکتور عبد العزیز بن عثمان التویجری، المدیر العام للمنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة ـ إیسیسکو ـ أن الحـوار بیـن الحضارات ضرورة للعیش المشترک بین الشعوب ولدعم السلام العالمی.

وأفادت وکالة الأنباء الدولیة القرآنیة (إکنا) أنه ألقى الدکتور عبد العزیز بن عثمان التویجری، المدیر العام للمنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة –إیسیسکو- کلمة فی افتتاح ندوة تعقدها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة (کرسی حوار الحضارات) فی الریاض، بالتعاون مع جامعة السوربون ـ باریس ۱ بانتیون، فی مدینة الریاض، عاصمة المملکة العربیة السعودیة حول موضوع  "دور الجامعات والمراکز البحثیة والثقافیة فی حوار الحضارات".
وأکد أن حوار الحضارات هو من القیم الإنسانیة العلیا، فهو یبدأ من التعارف الذی جعله الله تعالى مقصداً من مقاصد الخلق (یا أیها الناس إنا خلقناکم من ذکر وأنثى وجعلناکم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أکرمکم عند الله أتقاکم إن الله علیم خبیر)، ویمرَ عبر الفهم والتفاهم، ویعبُـر جسور التعایش، حتى یصل إلى الحوار بین الثقافات الذی یترتب علیه التحالف بین الحضارات.
وقال إن الحوار قیمة مثلى، ومنهج حکیم فی التعامل مع القضایا الإنسانیة المعقدة التی تؤثر، بطریقة أو بأخرى، فی حیاة الشعوب، للوصول إلى أنجع الوسائل لنشر ثقافة العدل والسلام والتساکن، وللتغلب على المشاکل التی تعوق مسیرة التعاون الإنسانی نحو بناء علاقات دولیة قویة وسلیمة، یستند إلیها السلام العالمی.
وأوضح الدکتور عبد العزیز التویجری أنّ الحوار بین الحضارات الیوم، وفی هذه الظروف التی یمر بها العالم، حیث تَتَصَاعَدُ موجات الکراهیة والتعصب، وتـَتـَفـَاقـَمُ ظاهرة التطرف والإرهاب، هو ضرورة أکیدة، یجب أن ینهض بها العقلاء الذین یعبرون عن ضمیر الإنسانیة، لیفکروا ویتأملوا، ولیتناقشوا فی القضایا التی تشغلهم، ولیبحثوا عن مخارج من هذه الأزمة الحضاریة التی لا تزیدها الأیام إلا استفحالا ً، ولینیروا الطریق بأفکارهم البناءة وبمقترحاتهم الوجیهة، أمام صانعی القرار فی دول العالم، من أجل مواجهة التحدیات الکبرى التی تهدد أمن الدول واستقرار المجتمعات الإنسانیة، بصورة عامة.
واستطرد قائلاً: إن ما جرى فی باریس فی الأسبوع الأول من هذا الشهر، من جریمة نکراء ضد جریدة دأبت على الإساءة إلى مقدسات المسلمین والاستهزاء بالنبی الکریم، صلى الله علیه وآله وسلم، تحت ذریعة حریة التعبیر، یتیح لنا، نحن المهتمین بقضایا الحوار بین الحضارات، فرصة للتأمل ولإعادة التأکید على أن الإرهاب بکل أشکاله، إنما هو من آثار الکراهیة والتعصب والتطرف، والجهل بالحقائق، وسوء الفهم وانحراف الإدراک للغایات الشریفة والنبیلة للرسالات السماویة، وللقیم الإنسانیة السامیة. فالکراهیة التی تولد الشذوذ َ فی الفکر والاختلالَ فی موازین القیم، والتی هی أحد الدوافع القویة والعوامل المحفزة لممارسة الإرهاب ـ إن هذه الکراهیة هی فی البدء فکرة ٌ شریرة ٌ تتولـَّد فی العقول، لم تجد المناخ الثقافی المضاد لها، والذی تفرزه ثقافة التعایش واحترام الآخر، والإقرار بالاختلاف معه، واکتساب المعرفة بثقافته، مما یخلق الأجواء التی تسود فیها ثقافة الحوار بین الحضارات. وذکر أن بابا الفاتیکان فرانسیس، أصاب عندما بیّن أن حریة التعبیر لا تعنی إهانة مقدسات الآخرین، ولا یجوز استفزاز أو إهانة معتقدات الآخرین أو التهکم علیها. ولذلک فبقدر ما ندین الإرهاب والاعتداء على أرواح الآخرین وحقوقهم، ندین أیضاً الاستهزاء بدیننا ونبیّنا وبالرسل أجمعین علیهم صلوات الله وسلامه.
ودعا إلى التأکید على ضرورة الحوار بین الحضارات للعیش المشترک بین الشعوب، وللإخاء الإنسانی ولدعم السلام العالمی. ولذلک کان للجامعات والمراکز البحثیة والثقافیة دورٌ بالغ الأهمیة قویُّ التأثیر، فی نشر ثقافة الحوار على مستوى البحوث والدراسات، وعلى صعید تبادل الخبرات والمعارف والاستفادة من التجارب الرائدة فی هذا المجال الحیویّ. ففی الأجواء العلمیة والأکادیمیة تتعمق قیم الحوار وثقافة التعایش، وتتعزز علاقات التعاون بین النخب الثقافیة والقیادات الفکریة والعلمیة والأکادیمیة، وتنمو الأفکار الرائدة البانیة للحوار والصانعة للسلام.
وذکر الدکتور عبد العزیز التویجری فی ختام کلمته أن الإیسیسکو تعمل فی هذا المجال وتسیر فی هذا الاتجاه، حیث تشارک فی الجهود الدولیة التی تـُبذل على هذا الصعید، وتـنظم المؤتمرات والندوات الدولیة حول قضایا الحوار، وتشارک فی المؤتمرات التی تعقدها منظمات دولیة حول تعزیز الحوار بین الثقافات والتحالف بین الحضارات، وتنشر الکتب والدراسات التی تعنى بهذه القضایا، وتنفذ البرامج والأنشطة الخاصة بالحوار بین الثقافات. وللإیسیسکو حضور فاعل فی المحافل الدولیة التی تهتم بالحوار وتعمل على تشجیعه، نقدم من خلاله رؤیة الحضارة الإسلامیة إلى حوار الحضارات.
ویشار الى أنه انطلقت ندوة علمیة بعنوان "دور الجامعات والمراکز البحثیة والثقافیة فی حوار الحضارات"، أمس الثلاثاء 27 ینایر / کانون الثانی الجاری فی العاصمة السعودیة الریاض وتستمر فعالیاتها لغایة الیوم الأربعاء 28 ینایر الجاری، وذلک بالشراکة بین جامعة "الإمام محمد بن سعود" الإسلامیة السعودیة وجامعة السوربون "باریس 1"، وذلک فی فندق "برج رافال کمبنیسکی" بالریاض.

المصدر: موقع ایسیسکو

captcha