وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه قال الدکتور أحمد الطیب، شیخ الأزهر، إن الجماعاتِ الإرهابیة والمسلحة قتلت الناس واستباحت دماءهم وأموالهم، اعتماداً على فهم خاطئ لمفهوم الحاکمیة، الذی یعنی عندهم أنَّ الحُکْمَ لله وحدَه، ومَنْ یحکم مِن البشر بغیر ما أنزل الله فهو مشارکٌ لله فی ألوهیته، ومن ثَمَّ کفَّروه واستباحوا دمه، وکذلک مَنْ رضیَ به حاکماً.
وأکد شیخ الأزهر، فی تصریحات صحفیة أن هذا هو فکر الخوارج قدیماً، وهو ناتج عن خلَلٍ فکریٍّ وفهمٍ سقیمٍ لبعض النصوص، أحیا فکرهم حدیثاً أبوالأعلى المودودی من الهند ثم سید قطب، من خلال کتابه "ظلال القرآن"، الذی أورد فیه بعض النصوص التی تحمل بین طیاتها تکفیراً للحُکَّام والمحکومِین.
وأشار شیخ الأوهر إلى أنَّ هناک حاکمیةً منسوبةً للبشر، بدلیلٍ صریحٍ من القرآن الکریم، قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَیْکَ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْکُمَ بَیْنَ النَّاسِ)، فأسند الله تعالى الحکم للنبی- صلى الله علیه وآله وسلم- وهو بَشَر، کما أنَّ القرآن الکریم رسمَ خطوطًا عریضةً، وترک للمجتهد أن یُعْمِلَ عقله ضمن الضوابط العامة والمقاصد الشرعیة، کما فی حدیث معاذ بن جبل الذی لم یُصادرْ علیه النبی- صلى الله علیه وآله وسلم- اجتهاده فی قضائه بالیمن، وإنَّما رَبَتَ على صدرِه فی إشارةٍ إلى رضائه عنه قائلًا: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذی وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَا یُرْضِی رَسُولَ اللَّهِ" (صحَّحه ابنُ عبد البرّ وابن القیِّم).
وأضاف الطیب، أن العصر الذی نعیش فیه، حافلٌ بالحوادث والنوازل التی تَتْرى ولا یکاد یحصیها عدٌّ ولا حصرٌ، وهذا کلُّه یفتح باب الاجتهاد بضوابطه الشرعیة المعروفة عند علماء الشریعة.

المصدر: بوابة "الوطن" الالکترونیة