ایکنا

IQNA

کلمة شیخ الأزهر للشعب الیابانی:

مؤامرة ضد الإسلام لخدمة الصهیونیة العالمیة .. والعالم غیر جاد فی مواجهة "داعش"

10:52 - March 07, 2015
رمز الخبر: 2939274
القاهرة ـ إکنا: قال أحمد الطیب، شیخ الأزهر الشَّریف، إن الجماعات المتطرفة تمثل شذوذاً فکریّاً وخروجاً على النهج الصحیح للأدیان، وتحاول هذه الجماعات التی طالما تخطَّاها التاریخ، نشرَ أفکارها بین الشباب حتَّى تستنزفَ طاقة الدول.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) أنه أوضح أحمد الطیب أنَّ هناک مؤامرةً دولیة کبرى وعالمیة على بلدان الشرق، ساعدت فی ظهور تنظیم "داعش" الإرهابیّ على الساحة بهذه الصورة، وفتحت لها الطریق لتنفیذ المؤامرة الکبرى التی تهدف لتقسیم الشرق إلى دویلات أصغر لصالح الصهیونیة العالمیة.
وأضاف فی تسجیل مصوَّر للتلفزیون الیابانی، أنَّه لا حاجة للتذکیر بأنَّ "داعش" وغیرها من التنظیمات الإرهابیة خارجةٌ عن صحیح الإسلام، وهذا أصبح واضحاً لدى الجمیع بما فیهم الغرب، ولذلک نرى معظم رؤساء العالم فی الوقت الراهن یفرقون بین هذه الجماعات وبین الإسلام، ونحن کمسلمین وکمؤسسة دینیة أکَّدنا – وما زلنا نؤکِّد - أنَّ هذه الجماعات المتطرفة لا تمثِّل دِین الإسلام، دین المحبة والرحمة والتسامح، الذی یحرم إراقة دماء الناس أیًّا کانتْ معتقداتهم وألوانهم وأجناسهم.
وأکَّد أنَّ الأزهر الشَّریف یشارک الشعب الیابانیَّ حالة الحزن التی عاشها بعد مقتل رهینتَیْه، ولکن یجب التذکیر بأن الشعب الیابانی لیس وحده مَن دفع ثمن الإرهاب، حیث إنَّ خسارة الشعب الیابانی قلیلة جدًّا إذا ما قُورنت بخسارة العالم العربی التی یدفعها بشکل یومیٍّ فی معرکة التصدی للإرهاب، وهو ما یستوجب تکاتف الشعوب جمیعاً لمواجهة هذا الإرهاب العالمی الذی وصل لأوروبا، وأثبت أنَّ الإرهاب لا دین له ولا وطن له، وأنه عابر للقارات.
ولفت شیخ الأزهر إلى أنَّ هذه الجماعات المتطرفة لیس لدیها فلسفة أصیلة تبرِّر بها تصرفاتها وسلوکها الشاذ، ولکنها تستغل الظروف الاستثنائیة التی یعیشها بعض الشباب سواء فی الشرق أو فی الغرب، کما أنَّ بعض الأنظمة الغربیة التی تمثل جزءًا من القهر العالمی کانت وراء انضمام بعض هؤلاء الشباب إلى هذا الجماعات، لِمَا وجدوه من تخاذل المجتمع الدولی تجاه القضیة الفلسطینیة، کما أنَّ هناک شباباً غاضباً على الحضارة الأوروبیة، ووجد فی التَّدیُّن بالإسلام الذی یدعو إلى المساواة شیئًا من المتنفس، لکنهم فهموا الإسلام فهما خاطئا.
وقال شیخ الأزهر إنه لا یجب نسیان الأسباب الداخلیة التی تمهد وتدفع دفعًا للالتحاق بمثل هذه الجماعات، وهى أسباب معقَّدة سواء کانت بسبب الفقر أو تهمیش الشباب أو البطالة، فکلها أسباب مهمة تخلق البیئة أو الأرض الصالحة لمثل هذا النبات أو الثمر المُرّ.
وعن الحل المتوقع لإنهاء وجود هذه الجماعات، قال شیخ الأزهر إنه یجب على الأنظمة کلها سواء کانت عربیة أو غیر عربیة أنْ تفسح المجال الکافی للشباب، بحیث یکون مستوعَبًا فکریًّا، مع ضرورة إیجاد فرص عمل مناسبة لهؤلاء لشباب، کما یجب أن تقوم الأنظمة بإقرار العدالة بین الشعوب، وأنْ تکفَّ الأنظمة الدولیة عن العبث بمقدرات الشعوب، والتدخل فی المصالح الداخلیة للشعوب، وألا تُصَدِّرَ ثورات للشعوب لیست فی حاجة إلیها أو تصادر ثورات صنعتها الشعوب ثم تتدخل لتتجه بهذه الثورة یمینًا أو یسارًا عبر مثل هذه الجماعات الإرهابیة أو عبر تفتیت الدول أو الفوضى، کما یجب أنْ یشعر کلُّ فردٍ بأنه مسئولٌ مسئولیة مباشرة عن التنمیة الاقتصادیة والتنمیة التربویة والتنمیة الفنیة والصحیة وغیر ذلک.
وأرجع شیخ الأزهر استمرار تنظیم "داعش" وعدم القضاء علیه رغم ضربات التحالف الدولی - إلى عدم الجدیة الدولیة فی مواجهة التنظیم؛ حیث إنَّ ما یفعله التحالف الدولی من طلعات جویة یومیة لیس بالقدر الکافی، لذلک یجب أن یتحد الغرب مع الدول العربیة، وأن تتم تنحیة جمیع الخلافات فورًا، وتأجیل المصالح الشخصیة، والتفرغ لمحاربة هذا التنظیم، وما لم یتم ذلک فإنه یکون من الصعب جدًّا أن یتم مواجهة هذا التنظیم والقضاء علیه.
وأوضح شیخ الأزهر أن نصوص الإسلام من القرآن الکریم والسنة النبویة قاطعةٌ وباتَّةٌ فی تحریم قتل الإنسان، وهى تحرِّم قتل أیِّ إنسان فی جیش العدو إذا لم یحمل السلاح، فمثلاً حرَّم الإسلام قتل المرأة والطفل والرجل المُسن فی جیش العدو، کما حرم قتل الحیوان فی جیش العدو إلا إذا احتاج الجیش الإسلامی إلى الأکل، بل یُحرِّم قطع الأشجار فی بلاد العدو أو قتل الأعمى والضعیف والراهب والمتعبد، وهذا یعنی أن الإسلام لا یبیح قتل الانسان إلا إذا حُمِل السلاح فی وجه المسلم، فإنه یتعین علیه الدفاع عن نفسه فی هذه الحالة، ومن ثَمَّ فإن جمیع جرائم "داعش" بعیدةٌ تماما عن المفاهیم الصحیحة للإسلام، ومرفوضةٌ فی أی نظام اجتماعی وقانونی وحضاری حدیث، ولکن هناک مؤامرة لإظهار الدین الإسلامی بصورة الدِّین الوحشی والبربری، وهو ما یصبُّ فی مصلحة الصهیونیة العالمیة التی ترید أن تقضى على جمیع الأدیان، ولیس الإسلام فقط.
وتأسّف من انخداع بعض الشعوب بما یُصَوَّرُ لها مِن أنَّ الإسلام دِین وحشی، مؤکِّدًا أنَّ مَن یرید أنْ یفهم الإسلام علیه أنْ یقرأ القرآن الکریم وسیرة نبیه مُحمَّد (صلى الله علیه وآله وسلم) بل علیه أن یقرأ تاریخ المسلمین على مدى 1400 عاماً، وسوف یتأکد أنَّه لا یوجد فی حضارة المسلمین التی انتشرت شرقاً وغرباً مثل هذه الجماعات الهمجیة".
وأوضح أن الأزهر الشَّریف جدَّد مِن نشاطه بعد ظهور الحرکات الإرهابیة المسلحة، واتخذ أکثر من مسار لتحقیق ما یطمح إلیه فی هذا الموضع، حیث إنه أولاً: قام بإعادة النظر فی المناهج التعلیمیة وضمنها الکثیر من المعلومات التی تتناول توضیحات لتلک الجماعات والرد علیها وتفنید شبهاتها، وثانیًا: هناک قوافل من علماء الأزهر تجوب مصر بأکملها وتلتقی بالشباب فی الأندیة والمراکز الثقافیة، حتى فی المقاهی العامة؛ لتوضح للناس أن تلک الجماعات المتطرفة على خطأ، وأن الإسلام بریء من تصرفاتها، کما أن الأزهر الشَّریف یستقبل ما یزید على 35 ألف طالبٍ وطالبة من أکثر من 100 دولة حول العالم، ویحرص على توعیتهم وتثقیفهم لیعودوا بعد انتهاء دراستهم إلى أوطانهم محصنین بهدی الإسلام وتعالیمه السمحة ضد الأفکار المتطرفة والمتشددة، وثالثًا: لدینا برامج لتدریب الأئمة حول العالم فی دول عدیدة؛ منها: بریطانیا وفرنسا وألمانیا وأفغانستان والعراق وبعض البلدان الأفریقیة والآسیویة حتى الیابان وغیرها، حیث یستقبل الأزهر الأئمة ویتم تدریبهم وتوعیتهم من خطورة الفکر الضال والمنحرف، ورابعًا: لدى الأزهر الشَّریف رابطة عالمیة من خریجی جامعة الأزهر وهى على اتصال دائم بهم فی کل بلدان العالم للتنسیق معهم من أجل التحرر من هذا الفکر المتطرف والقضاء علیه تماما.

المصدر: صدی البلد

کلمات دلیلیة: الشیخ ، احمد ، الطیب ، الشعب ، الیابانی
captcha