وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه أکد الأمین العام لرابطة العالم الإسلامی، "عبدالله بن عبدالمحسن الترکی"، أن الأقلیات المسلمة تواجه تحدیات على المستوى الشخصی والأسری والاجتماعی، ما یستوجب دراسات تعالج مشکلاتها وترعى شؤونها، مشیرا إلى أن العدید من الجامعات الإسلامیة ومراکز البحوث وهیئات الإفتاء والمجامع الفقهیة لها إسهامات فی خدمة المسلمین خارج العالم الإسلامی، تتجلى فی البحوث والدراسات والفتاوى التی تعالج قضایاهم.
وجاء ذلک فی کلمة له لدى افتتاح أعمال مؤتمر "الأقلیات المسلمة والتحدیات المعاصرة"، الذی تنظمه رابطة العالم الإسلامی، بالتعاون مع الجمعیة الإسلامیة، ووزارة الشؤون الخارجیة فی تایوان.
وأوضح الدکتور الترکی أن هذا المؤتمر، الذی یختتم أعماله غداً الثلاثاء، سیرکز على دراسة واقع الأقلیات المسلمة، والتحدیات المعاصرة التی تواجهها، وستضع الرابطة ما یصدر عنه تحت نظر المؤسسات والجهات المعنیة بالأقلیات المسلمة وقضایاها فی مختلف أنحاء العالم، للاستفادة منه فی صیاغة برامج عمل ومناشط تعود بالنفع على المسلمین ومواطنیهم على السواء.
واعتبر الأمین العام لرابطة العالم الاسلامی بأن التغییرات التی طرأت على بنیة المجتمعات البشریة، أضحت فیها الفئات الدینیة والعرقیة أکثر تداخلاً، مما یستوجب انفتاح بعضها على بعض، وتطویر العلاقات البینیة بما یسهم فی الوصول إلى تعایش إیجابی یعود بالنفع على الجمیع، داعیاً الأقلیات المسلمة إلى التوازن بین الاندماج مع المکونات الأخرى فی مجتمعاتها والمحافظة على هویتها، فالمشارکة فی تنمیة المجتمع وأداء الواجبات الوطنیة لا تتنافى مع الحفاظ على الهویة والتمسک بالثقافة الإسلامیة.
وأکد الدکتور الترکی على أنه من الواجب على الأقلیات المسلمة التعریف بحقائق الإسلام، والتصدی لحملة التخویف منه، وتصحح الصور المغلوطة التی انطبعت فی أذهان الکثیرین، بسبب الحملة المعادیة ضد الإسلام، والتی اتخذت من أعمال العنف والإرهاب التی یقوم بها بعض المنتسبین للإسلام، مسوغاً لترویج الدعاوى الکاذبة.
من جانبه، ألقى وزیر الشؤون الخارجیة فی تایوان "دافید لین" کلمة أوضح فیها أن مختلف الجماعات العرقیة والإثنیة والدیانات المختلفة فی تایوان یعیشون فی احترام متبادل، فهم على تواصل وتفاعل ویعملون بحکمة وتفاهم.
وأضاف لین: إن الثقافة الحضاریة تزدهر فی هذه البیئة وتعطی لتایوان ثقافة متنوعة وثریة، وهذا العنصر یعتبر دافعاً لحصول الاستقرار والتقدم الوطنی. مستشهداً برسالة للأمین العام رابطة العالم الإسلامی قال فیها "إنه رغم أن المسلمین یمثلون أقلیة فی تایوان إلا أنهم یتمتعون بالحریة والحقوق التی قد تکون غیر موجودة فی بلدان الأقلیات الأخرى".
وفی کلمته التی ألقیت فی الحفل نیابة عنه، شکر الرئیس التایوانی ماینغ جیو، القادة الدینیین على حضورهم لهذا الاجتماع من جمیع البلدان المختلفة، لمناقشة قضایا الأقلیات من أجل إشاعة السلام والوئام للأجیال القادمة.
وأبدى الرئیس التایوانی سروره لانعقاد هذه المناسبة فی بلده، التی یتمتع فیها کل فرد بحریة دینیة مطلقة، فلکل دین حریة تطبیق تعالیمه ومعتقده.
المصدر: إینا