وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) أنه أضاف شیخ الأزهر، خلال کلمته فى افتتاح منتدى "تعزیز السلم بالمجتمعات الإسلامیة" بالإمارات، أمس الثلاثاء 28 ابریل / نیسان الجاری: لابد من الاتفاق على رؤیة استراتیجیة واضحة المعالم لانتشال شبابنا من حالة الاضطراب والتذبذب العقدى والفکرى فى إدراک أصول الدین الاسلامی وأمهات قضایا العقیدة والأخلاق.
وشدد الطیب على ضرورة جمع الکتب والمجلات التى تصدرها الجماعات الإرهابیة المسلحة وتصنیفها ونقضها جملةً وتفصیلاً، مؤکداً أنه لابد من محاصرة القواعد العقدیة التى تنطلق منها جماعات القتل المسلحة وتضلل بها الشباب.
وقال شیخ الأزهر: هذه الحضارة التى لم تکن لتنتشر من غرب المعمورة إلى شرقها فى فترة زمنیة قصیرة حیرت علماء التاریخ والحضارة حتى الیوم لولا ارتکازها على مبدأ السلام بین الناس، ولولا أن نبى هذه الحضارة قد بعث رحمة للعالمین أجمعین، ولم یبعث رحمة للمسلمین فقط، أو لعالم الإنسانیة فحسب، بل بعث أیضاً رحمة للحیوان والنبات والجماد، (وما أرسلناک إلا رحمةً للعالمین)»، مستدرکا: والرحمة یلزمها السلام، بل هى مع السلام وجهان لعملة واحدة، وما أظن أن هناک دیناً من الأدیان ولا نظاماً اجتماعیاً أو دستوریاً رحم الإنسان وعصم دمه مثل ما عصمه نبى الإسلام».
وأضاف الطیب: بل إن الإسلام لیحرم مجرد ترویع الإنسان وتخویفه، حتى لو کان الترویع على سبیل المداعبة والمزاح، حیث یقول النبى: (من أشار إلى أخیه بحدیدة، فإن الملائکة تلعنه حتى یدعه وإن کان أخاه لأبیه وأمه) ولقد بلغت رحمته ورفقه بالحیوان أنه رأى مرة جملاً تتساقط الدموع من عینیه، وتبدو علیه أمارات التعب والإرهاق، فاستدعى صاحب الجمل وکان غلاماً من الأنصار وقال له: (أفلا تتقى الله فى هذه البهیمة التى ملکک الله إیاها؟ فإنه شکى إلی أنک تجیعه وتدئبه)».
وقال شیخ الأزهر: انطلاقاً من هذه النصوص القاطعة یتبین لنا أن علاقة الإنسان المسلم بغیره أیاً کان هذا الغیر إنساناً أو حیواناً أو نباتاً أو جماداً هى فى فلسفة الإسلام علاقة زمالة وصحبة وارتفاق، تقوم أول ما تقوم على مبدأ السلام والتعارف، وأن الإسلام من هذا المنطلق تحدیداً لا یبیح القتل إلا فى حالة واحدة وحیدة هى رد الاعتداء، أو استیفاء حق من حقوق الله تعالى الثابتة بنص قطعى الدلالة والثبوت.
وأضاف: إن مهمة إحیاء فقه السلام فى دین الإسلام: أصولاً وتراثاً، أمر لم یعد ترفاً أو خیاراً ممکناً، بل هو أشبه بطوق النجاة الآن، مطالباً بجمع الکتب والمجلات التى تصدرها الجماعات الإرهابیة المسلحة، وتصنیفها ونقضها جملةً وتفصیلاً، ومحاصرة القواعد العقدیة التى تنطلق منها جماعات القتل المسلحة، وبخاصة قاعدة التکفیر.
المصدر: البوابة نیوز