وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه وجهت المنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة(إیسیسکو) نداء إلى العالم الإسلامی، بمناسبة حلول الذکرى الثالثة والثلاثین لتأسیسها، ودعت فیه إلى تضافر الجهود لإقرار الأمن والسلم فی الدول الأعضاء کافة، وإلى عدم تأجیج نار الطائفیة بین المسلمین، واستخدامها للتوسّع والهیمنة، وقالت إن الطائفیة مرض فتـّاک یضعف کیان الأمة ویُؤدی إلى تفاقم الأوضاع غیر المستقرة التی تؤثر سلباً فی جهود التنمیة الشاملة المستدامة، ویُعطل مسیرة النهضة والتقدم فی العالم الإسلامی.
وأکدت الإیسیسکو فی ندائها على ضرورة اعتبار المصالح العلیا للعالم الإسلامی وحمایتها، ودعت الدول الأعضاء إلى الالتزام بمیثاق منظمة التعاون الإسلامی، الذی یؤکد على الاسترشاد بالقیم الإسلامیة النبیلة المتمثلة فی الوحدة والإخاء والتضامن بین الدول الأعضاء لتأمین مصالحها المشترکة فی الساحة الدولیة، وعلى المساهمة فی السلم والأمن الدولیین والتفاهم والحوار بین الحضارات والثقافات وأتباع الأدیان، وعلى تعزیز العلاقات الودیة وحسن الجوار والاحترام المتبادل والتعاون وتشجیعها.
کما دعت الإیسیسکو فی ندائها العالم الإسلامی إلى العمل بمضامین مؤتمر القمة الإسلامی الرابع الاستثنائی المنعقد فی مکة المکرمة عام 2012، الذی یحمـّل الدول الأعضاء جمیعاً مسؤولیة درء الفتنة والأخذ بکل أسباب التعاون والتعاضد بین المسلمین وتحقیق تطلعاتهم وإقامة الحکم الرشید بما یعمق قیم الشورى والحوار والعدل.
کما دعت الإیسیسکو إلى العمل لتحقیق الأهداف التی أکد علیها میثاقها فی تقویة التعاون وتشجیعه وتعمیقه بین الدول الأعضاء فی مجالات التربیة والعلوم والثقافة والاتصال، والنهوض بهذه المجالات وتطویرها، فی إطار المرجعیة الحضاریة للعالم الإسلامی، وفی ضوء القیم والمثل الإنسانیة الإسلامیة، وفی تدعیم التفاهم بین الشعوب فی الدول الأعضاء وخارجها والمساهمة فی إقرار السلم والأمن فی العالم بشتى الوسائل، ولا سیما عن طریق التربیة والعلوم والثقافة والاتصال.
وشددت الإیسیسکو على ضرورة تنفیذ الاستراتیجیات التی أعدتها واعتمدت فی مؤتمرات القمة الإسلامیة المتعاقبة، وفی اجتماعات مجلس وزراء الخارجیة للدول الأعضاء فی منظمة التعاون الإسلامی، والعمل بالقرارات والتوصیات الصادرة عن المؤتمرات الإسلامیة القطاعیة المتخصصة التی تنظمها وقرارات المؤتمر العام للإیسیسکو، باعتبارها وثائق تأسیسیة على قدر کبیر من الأهمیة ترسم خریطة الطریق نحو التنمیة الشاملة فی مجالات المعرفة التی تفتح المجال واسعاً أمام العالم الإسلامی للتقدم والازدهار، ولحمایة مصالحه الحیویة، ولاستئناف دورة حضاریة إسلامیة جدیدة تساهم فی تعزیز الحضارة الإنسانیة.
وجددت الإیسیسکو فی هذه المناسبة التزامها العملَ من أجل المضیّ قدماً فی تحقیق أهدافها، وفی تلبیة احتیاجات الدول الأعضاء وتعزیز قدراتها فی مجالات اختصاصها، وفی الوفاء بمتطلبات التطویر لآلیات أدائها لرسالتها الحضاریة، والتحدیث فی الخطط والبرامج، مع مواکبة المستجدات فی هذه المجالات الحیویة، فی ظل الانفتاح على آفاق العصر، والمساهمة مع الأسرة الدولیة فی الجهود الرامیة إلى تعزیز الحوار بین الثقافات والحضارات وأتباع الأدیان سعیاً إلى بناء نظام عالمی جدید أکثر عدلاً وأشمل تنمیةً وتقدماً.

المصدر: موقع ایسیسکو