ایکنا

IQNA

الامام السجاد (ع) وسلاح الدعاء فی مواجهة الطغاة

10:19 - May 24, 2015
رمز الخبر: 3307004
عواصم ـ إکنا: رسم الامام السجاد (ع) معالم مدرسته الاسلامیة ونهجه المقاوم للطغاة وفضح الظلم ونبذه والتصدی الیه بأدعیة عالیة المضامین تستند کلها لوحی القرآن الحکیم.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه شدد الدین الاسلامی المحمدی الأصیل على دور الدعاء فی تربیة الانسان المسلم وتوعیته وتنویر فکره وهدایته نحو الصواب والطریق القویم وتعزیز ارادته وعزمه على مواجهة المصاعب والمصائب وردع الظلم والفرعنة والطغیان والتصدی للظلم والاحتلال والاستعمار والدعوة نحو التحرر والاستقلال.
وقد أشار القرآن الکریم والاحادیث النبویة أن للدین مظهراً وجوهراً، فالعبادات کالصلاة والصیام والحج و.. مظهر الدین فیما یشکل الدعاء جوهر الدین وعماده القویم فهو اتصال الانسان بالله سبحانه وتعالى  وحدیثه الخاص مع البارئ المتعال ومناجاته مع ربه الکریم.
ومن هذا المنطلق رسم الامام علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب أمیر المؤمنین(علیهم السلام) والذی یصادف الیوم الخامس من شعبان المعظم ذکرى مولده المبارک، معالم مدرسته الاسلامیة ونهجه المقاوم للطغاة وفضح الظلم ونبذه والتصدی الیه بأدعیة عالیة المضامین تستند کلها لوحی القرآن الحکیم وتعتبر بحق دائرة معارف علیا لجمیع المعارف الالهیة، ابتداءً من معرفة الله سبحانه وتعالى، وانتهاءً بتکریس الصفات الرسالیة عند الانسان المسلم فی التوحید والعدالة والمساواة کما وردت فی صحیفته السجادیة فی وقت کان العالم الاسلامی یمر بأصعب  مراحله وحکم أعتى طغاته من بنی أمیة المجرمین.
فقد ساد الحیاة السیاسیة فی عصره ألوان من القلق والاضطراب، حیث خیم الذعر والخوف على الناس وفقدوا جمیع أشکال الأمن والاستقرار، مما سبب تفکک المجتمع وشیوع الأزمات السیاسیة الحادة، واندلاع الثورات المتلاحقة. والسبب الأول والأخیر فی کل هذه الأحداث المؤلمة یعود الى طبیعة الحکم الأموی الجائر والمستبد والفساد الذی استشرى فی البلاد من قبل الملوک والولاة.
کما أثار الامام علی بن الحسین السجاد (ع) مسألة العصبیة القبلیة والطائفیة والقومیة البالغة الحساسیة حیث قال: "العصبیّة التی یأثم علیها صاحبها، أن یرى الرجل شرار قومه خیراً من قومٍ اخرىن"، واراد من وراء ذلک مقارعة العصبیة ومحاربتها بکل صورها المقیتة التی لا تزال تسری ویتوسع نطاقها فی البلاد الاسلامیة حیث نرى کیف یتفرعن الحکام ویطغون على ابناء جلدتهم بعد أن ینعتوهم بنعوت طائفیة أو قومیة أو قبلیة وبافکار انحرافیة تدفع المجتمع الاسلامی نحو التفرقة والنفاق والتحلل الفکری والمتطرف بحلة الدین وعبر وعاظ سلاطینهم المنحرفین مما أدى الى ظهور الفرق المنحرفة کالوهابیة والسلفیة لتدفع بالشاب المسلم نحو تکفیر أخیه المسلم وهدر دمه بأبسط الصور.
وقد عرف حکام الجور والطغاة على امتداد العصور وحتى یومنا هذا أن اجتماع الناس تحت مظلة أهل البیت (ع) وتمسکهم بنهجهم والتفافهم حول رایتهم الخفاقة عالیاً لهو خطر کبیر على سلطتهم ومساند حکمهم التی کسبوها بالظلم والتزییف والطغیان والانحراف وتشویه الصورة الحقیقیة للاسلام المحمدی الاصیل، فصبوا جل اهتمامهم فی محاربة هذه المدرسة الوضاءة والمنیرة الصادقة فهدموا المساجد ودور العبادة فی البحرین مثلاً لمنع الناس من التجمع وذکر أهل البیت (ع) لأنه وکما اشار الى ذلک الامام الخمینی(قدس سره) فی صحیفة النور ج 16 ص 208 قائلا: "ان اجتماع الناس تحت هذه الرایة الالهیة رایة أهل البیت علیهم السلام یوجب الوحدة والتکاتف..إن ذکر مناقب أهل البیت علیهم السلام واحیاء ذکرهم واستعراض المظالم التی مروا بها تخلق حرکة ونهضة عالمیة ،على مستوى العالم. فلا تحتقروا هذه المجالس".

بقلم الباحث والکاتب الدینی العراقی: جمیل ظاهری

المصدر: وکالة أنباء براثا

کلمات دلیلیة: الامام ، السجاد ، الدعاء
captcha