وأفادت وکالة الانباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه قال ظریف فی کلمته یوم الاربعاء خلال الاجتماع الـ 42 لوزراء خارجیة الدول الاعضاء فی منظمة التعاون الاسلامی المنعقد فی الکویت، لقد اجتمعنا هنا لنصل الى رؤیة مشترکة بیننا من شأنها ان تؤدی الى تقویة الامة الاسلامیة عبر التعاون والحکمة ورفض الارهاب.
واضاف، فی هذا الوقت الذی تزداد فیه التحدیات والازمات فی العالم الاسلامی فإن نبراس طریقنا یجب ان یکون مسؤولیتنا للتعاون مع بعض کأهم صرح لهذه المنظمة.
وتابع ظریف، اننا نواجه الیوم جمیعا تهدیدات التطرف والعنف باسم الدین والارهاب والتفرقة والکثیر من المشاکل الاقتصادیة والاجتماعیة المماثلة.
واکد وزیر الخارجیة الایرانی، انهم ومن أجل الحیلولة دون إهتمام الدول الإسلامیة بقضیتنا المشترکة أی فلسطین فقد رسموا خططاً وبرامج لزرع الصدام والخصام وتضخیم الأزمات بیننا ومن جملة هذه الخطط إثارة الرعب واتهام أحدنا للآخر. لاسبیل لنا أبدا ً سوى أن نتعاون مع بعضنا. ان هذه المسؤولیة ملقاة على عاتقنا بغیة تحسین أجواء المنطقة وهی ضرورة مُلحة نرى تنفیذها ممکنا ً. ان ارادتنا ومبادرتنا الجماعیة قادرة على فتح صفحة جدیدة فی خضم هذه المرحلة الصعبة. ان التعاون هو هدفنا المشترک وطریقنا الوحید لمعالجة النزاعات وحلها. لذا لو أذعّنا بأن التعاون هو واجب لا مفر منه ونطمح الیه جمیعاً فالسؤال هو کیف السبیل لذلک، ان التعاون یقتضی أن نعید النظر فی الفرضیات والرؤى المسبقة التی نحملها تجاه بعضنا ونرفض التصورات ذات الرؤیة الضیقة والأفکار الإقصائیة.
وحول التحدیات الراهنة اشار ظریف الى ان العمل على تمریر جملة من الأهداف یتبنى الآخرون دفع أثمانها یکرس عدم الثقة ویفاقم الأزمات وفی نهایة المطاف لن یجدی نفعا ً. ان النتیجة الوحیدة لفکرة الربح ـ الخسارة لا تعنی إنتصار طرف على آخر بل هی هزیمة وخسارة للجمیع. نحن کمسلمین أو حتی کأبناء البشر فی فترة العولمة هذه اما أن نربح معا ً أو نخسر معا ً.
وقال ظریف: ان الذی جمعنا الیوم هو أکثر بکثیر من الاختلافات التی من الممکن ان تکون بیننا. دیننا ومصیرنا المشترک قد ربطنا ببعضنا وعلى الرغم من کل الخدع التی تثیر الفرقة فإن الصهاینة یضمرون لنا الحقد والکراهیة جمیعا ً وان المتطرفین شمروا عن سواعدهم لزعزعة الإستقرار والأمان فی دولنا الإسلامیة بأسرها.
واضاف، ان الجهلاء الذین یوقدون نار الفتن لیسوا بشیعة ولا سنة، فتعالوا لکی لا نقع فی فخهم الخطیر مع انه من الممکن ان بعض الانتکاسات بین العائلة الإسلامیة أو توهم البعض فی تحقیق نجاحات عسکریة أو نیل مصالح سیاسیة قد ساهم فی توسیع هذه الفخ.
ورفض رئیس الدبلوماسیة الایرانیة الحلول العسکریة بقوله: تعالوا لنذعن بصدق بأن أزمات المنطقة لیس لها حلول عسکریة وإن استخدام القوة یضاعف من الکراهیة والتطرف ولا حل للأزمات السیاسیة وکبح جماح التحدیات سوى الحلول السیاسیة. تعالوا لنأخذ الحلول السیاسیة على محمل الجد، تعالوا لنعمل على مبدأ "الربح ـ ربح" ونتکاتف مع بعضنا فإن ذلک لصالح کل الدول الأعضاء وکل المسلمین.
وقال، انه ومن أجل تحقیق هذا الهدف نحتاج لإطار استیعاب جدید. ان رؤانا وإنطباعاتنا یجب أن تنطلق من الحقیقة. ان الأوهام والتصورات والتحلیلات المجتزأة البعیدة عن الواقع سوف تفاقم الصراع وتتمخض عن المزید من إسالة الدماء.
واضاف: ان القواسم الدینیة المشترکة تعتبر رأسمالنا الثمین. ان الإسلام یشکل القاسم المشترک لمعتقداتنا. هذه العقیدة تدعونا للمزید من الفکر والعمل.
واختتم کلمته بالقول: ان الجمهوریة الإسلامیة تعتبر نفسها ملزمة تماما ً بتنفیذ وتحقیق خریطة طریق للتعاون مع الجمیع على أساس مبادئ الدین الحنیف المبنیة على السلام ورص الصف والرحمة ومکافحة الظلم والإعتداء، وتکریس هذه المبادئ بحسن النیة.
یذکر ان الاجتماع الـ 42 لوزراء خارجیة الدول الاعضاء فی منظمة التعاون الاسلامی بدأ اعماله صباح یوم الاربعاء فی الکویت بمشارکة وزراء الدول الأعضاء وعدد من خبراء وممثلی المنظمات الدولیة.