ایکنا

IQNA

أکادیمیة تونسیة:

الامام الخمینی(رض) ترک تأثیراً علمیاً فی مسیرة الحوزات والمعاهد العلمیة والبحثیة

11:10 - June 09, 2015
رمز الخبر: 3312395
تونس ـ إکنا: أکدت الآکادیمیة التونسیة والاستاذة للقانون العام بکلیة الحقوق و العلوم السیاسیة بتونس، "سهام بنت محمد بن عزوز"، أن الامام الخمینی(رض) ترک تأثیراً علمیًّا فی مسیرة الحوزات والمعاهد العلمیة والبحثیة.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه قالت "سهام بنت محمد بن عزوز" التی کانت من ضمن المشارکین الأجانب فی مراسم احیاء الذکرى الـ 26 لرحیل مؤسس الجمهوریة الاسلامیة الامام الخمینی (رض) التی أقیمت الأسبوع الماضی بطهران ان الامام هو الشخصیة الربانیة الاستثنائیة بکل معنى الکلمة، وهی من الشخصیات العلمیة والفکریة والسیاسیة التی ترکت بصمات واضحة وتأثیرات عمیقة فی واقع مجتمعاتها وأممها. وذلک لأن خلق التأثیر العمیق على هذا الصعید، بحاجة إلى إنجازات نوعیة وشاملة وعمیقة، حتى یتحقَّق مفهوم التأثیر العمیق والدائم. ومن هذه الشخصیات التی ترکت ولا زالت تأثیرات عمیقة فی مسیرة الأمة الإسلامیة بشکل عام والشعب الإیرانی المسلم بشکل خاص هو الإمام الراحل الذی تمکَّن فی بعدین أساسیین من ترک بصمات واضحة وتأثیرات صریحة فی مسیرة الأمة.
وهذان البعدان هما:
البعد العلمی - الفقهی، حیث إن الإمام الخمینی(رض) من مراجع الدین وفقهاء الأمة وعلماء العصر، الذی ترک تأثیراً علمیًّا فی مسیرة الحوزات والمعاهد العلمیة والبحثیة، ولا زالت نظریاته وتصوراته الفقهیة والعلمیة محلَّ دراسة وعنایة من قبل العدید من المهتمین والمختصین. کما أن نظریته فی الفقه السیاسی، لا زالت تسیر بخطى حثیثة فی نظام الجمهوریة الإسلامیة فی إیران والتی التزمت منذ انتصار الثورة فی عام 1979م بنظریته السیاسیة فی إدارة البلاد والعباد.
البعد السیاسی، حیث إن الإمام الخمینی(رض) لم ینعزل عن قضایا الأمة وإنما تفاعل معها، وتحمّل وجاهد فی محاربة الاستبداد السیاسی وتمکَّن بفضل حنکته وصبره وشجاعته وصمود وتضحیات الشعب الإیرانی المسلم من صنع ثورة شعبیة فی إیران، أسقطت الإمبراطوریة الشاهنشاهیة، وخلَّصت الشعب الإیرانی من ظلم واستبداد الشاه ونظامه. لم تتوقَّف جهود الإمام الخمینی(رض) بإسقاط الشاه وقیادة ثورة شعبیة. وإنما عمل بعد ذلک على إرساء دعائم نظام جمهوری یستمد شرعیته من الشریعة والشعب.
فالإمام الراحل فی نظریته السیاسیة لم یتخلَّ عن حق الفقیه وواجبه فی آن فی التصدی لشؤون الأمة العامة، والإشراف على سیر مؤسسات الدولة ومراقبة أدائها. وفی الوقت نفسه لم یتجاوز حق الناس فی اختیار شکل نظامهم السیاسی والأشخاص الذین یتحملون المسؤولیات العامة فی الدولة.
لذلک نجد على الصعید الواقعی أن الإمام الخمینی(رض) کفقیه له ولایة شرعیة على شؤون الأمة، مارس هذا الحق وثبَّت ولایة الفقیه کرأس للنظام الدستوری والسیاسی للجمهوریة الإسلامیة، کما أنه أرسى معالم الانتخاب المباشر، وحمَّل الشعب الإیرانی مسؤولیة اختیار حکّامه ومسؤولیه. وبهذا المرکَّب تمکَّن الإمام الخمینی (قدس سره) على هذا الصعید من الوفاء بالشروط والمتطلبات الشرعیة للحاکم وفق الرؤیة الشرعیة - الإسلامیة، کما أنه التزم بمقتضیات الممارسة الدیمقراطیة التی تُعطی للناس حق الاختیار والانتخاب ومراقبة المسؤولین ومحاسبتهم..
ولعل من أهم المیزات التی تُمیّز هذه الشخصیة الربانیة الرائعة، هو حضورها الدائم فی الساحة والتصدی النوعی لکل شؤون الناس. فاهتمامه العرفانی والفلسفی لم یمنعه من التعاطی مع الشأن السیاسی من موقع المبادرة ومکافحة الظلم والاستبداد بکل أشکاله ومستویاته. کما أن مرجعیته الدینیة وفقاهته لم تمنعانه من الإنصات إلى قضایا الناس وحاجاتهم الملحة.
لذلک فإننا نستطیع القول: إن شخصیة الإمام الخمینی (قدس سره) هی من الشخصیات المتکاملة التی جمعت بین العلم والعمل، بین الفقاهة والسیاسة، بین العرفان وقضایا الناس. لذلک أضحى بحق نموذجاً فریداً على أکثر من صعید. ولم تستطع کل  الضغوطات أن تحول بینه وبین العمل للوصول إلى أهدافه وغایاته، فقاوم النظام الشاهنشاهی من موقع المسؤولیة الشرعیة، وتحمَّل فی سبیل ذلک ألواناً هائلةً من الضغوطات والصعوبات، ولکن جمیعها لم تثنهِ عن مواصلة الدرب وتحقیق المنجز الإسلامی المعاصر.
وفی سیاق بناء الدولة الجدیدة واجهته الصعوبات الجمَّة والمؤامرات المحلیة والإقلیمیة والدولیة، ولکنه کان صلباً وکانت بصیرته الثاقبة دوماً صوب البناء والتنمیة وتحقیق حلم الأنبیاء والأئمة والمصلحین عبر التاریخ.
وقاد الإمام الراحل باقتدار وحکمة الشعب الإیرانی بعد الانتصار العظیم فی بناء دولة جدیدة لا زالت هی التی تقود الشعب الإیرانی وتحافظ على أمنه ومصالحه الاستراتیجیة. ولقد تمیَّز الإمام الخمینی(رض) فی مختلف أطوار حیاته بصفات نفسیة وسلوکیة متمیزة واستثنائیة، فهو فقیه الفلاسفة وفیلسوف الفقهاء، کما هو القائد السیاسی الفذ الذی قاد رکب الثورة الإسلامیة فی إیران، وأخرجها بحنکته وحکمته من الکثیر من المحن والابتلاءات. وسیَّج هذه الملاکات والقدرات بالتواضع الجمّ وحبّ الناس والزهد فی الدنیا والتعفّف عن مباهج الحیاة وزخرفها. فبفضل الأبعاد الفقیه والعلمیة والسیاسیة والإداریة والمیدانیة، التی تجسدت فی شخصیته (قدس سره الشریف) ترک بصمات واضحة فی مسیرة الشعب الإیرانی والأمة الإسلامیة. وبفضل الجهاد العلمی والسیاسی والتصدّی المباشر الذی باشره خلال سنین طویلة من حیاته، فقد تبوَّأ موقعاً مرکزیًّا أساسیًّا فی المشروع الإسلامی المعاصر.. فهو بحق أحد رواد هذا المشروع وأبرز صنّاع العصر الإسلامی الراهن.
ولابد من الاشارة الى ان هذه الشخصیة الاستثنائیة ارتبط اسمها بالثورة الاسلامیة  فکانت الحلم الذی هدف الیه فی الوقت الذی کان العالم یشهد هیمنة کبیرة للطغیان الامریکی و البریطانی.
لقد رأت الدول الاستکباریة فی الثورة الإسلامیة نموذجاً خطراً یهدّد کل مصالحها فی العالم، ویشکّل دافعاً لکلّ الشعوب المستضعَفة للانتفاض على حکّامها وقطع ید التدخّل الغربیة فی شؤونها الداخلیة، لذلک فقد سعت بمختلف الوسائل إلى تشویه صورة هذه الثورة وهذا القائد العظیم، وذلک عبر الترویج للأکاذیب المضلّلة التی لا تمّت للحقیقة بصلة.
یمکن ان نضیف فی هذا السیاق و بتعمق اکثر فی الفکر السیاسی للامام روح الله الموسوی الخمینی قدس سره الشریف. والموقف والرؤى الاستشرافیة من القضیة الفلسطینیة کمثال نسوقه فی هذه المداخلة من ضمن امثلة کثیرة تهم قضایا الامة الاسلامیة والتی کانت من اولیات الاهتمام لدى الامام(رض).
باختصار یمکن التعرف على معالم السیاسة التی انتهجها الإمام الخمینی (قدس سره) وتأثیرها على انتفاضة الشعب الفلسطینی، من خلال النقاط التالیة:
أولاً) بالتعبئة الثوریة العامة لأبناء الشعب وعلماء الدین
وشکلت التعبئة التقلیدیة وغیر الرسمیة للتحرکات المدنیة الموسعة عن طریق المساجد فی مختلف انحاء إیران، قوة کامنة لإحداث تحولات اجتماعیة کبرى. إذ أن الإمام الخمینی(رض) ومن خلال اعتماده على هذه القوة، لم یلجأ إلى أسالیب النضال السیاسی المتداولة فی العالم، من قبیل تأسیس الأحزاب والتنظیمات السیاسیة والعسکریة والمیلیشیات المسلحة.
وانما حاول توعیة الجماهیر بدوافع نضاله وأهدافه مستعیناً بالأواصر التقلیدیة والبسیطة للغایة الماثلة فی صلب المجتمع، فی الحقیقة أن ارتباط الجماهیر بقیادة الثورة فی إیران، لم یکن عن طریق التنظیمات المناضلة والتشکیلات المعقدة، بل بوحی من صراحة الإمام وشجاعته ولهجته الخطابیة الخاصة به وحده التی کانت قابلة للفهم من قبل کافة فئات المجتمع بما فیها الأمیین.
ومعلوم ان الانتفاضة الفلسطینیة کانت قد تبلورت فی مرحلة من التاریخ النضالی للفلسطینیین، وکان النضال الحزبی والدبلوماسی على مدى عدة قد وصل إلى طریق مسدود، وکانت الایدیولوجیات غیر الدینیة والمستوردة قد عجزت عن تعبئة الطاقات والإمکانات الفلسطینیة بما یخدم تطلعات الشعب الفلسطینی و بالتالی منیت کل هذه المحاولات بالفشل.
وفی هذه الأثناء کانت الثورة الإسلامیة فی إیران قد برهنت على مدى الهوة والتعارض بین القوى المتغطرسة وبین الحرکات الشعبیة الحقیقیة، وقد تجلى ذلک بوضوح فی الدعم الأمیرکی لشاه إیران والتصدی لأکثر ثورات القرن العشرین استقلالیة وشعبیة.
ان الانتفاضة الشعبیة الفلسطینیة فعلت الشیء نفسه فی لفت الانظار إلى تناقضات الأنظمة الداعمة لإسرائیل. ولعل خیر دلیل على تناقض هذه الأنظمة التی تتبجح بالدیمقراطیة، تأییدها لجرائم الکیان الصهیونی فی قتل وقمع واضطهاد شعب یطالب بحقه فی تقریر مصیره وحقه فی السیادة.
ثانیاً) أسلوب النضال
وشکلت مرحلة الصحوة الخطوة الأولى فی الانتفاضة الفلسطینیة مثلما هو الحال فی الثورة الإسلامیة. ورغم تباین بعض الدوافع بالنسبة للانتفاضة الفلسطینیة والثورة الإسلامیة، إلا أن الجیل الفلسطینی الصاعد الذی خطى فی ساحة النشاط السیاسی والاجتماعی، کان یرى أمامه حیاة تعیسة وظلم الصهیونیة القاهر بدلاً من الهزیمة والخنوع. وللخروج من هذا الطریق المسدود، لم یکن یرى فی أسالیب النضال السابقة جدوى، بل ربما  أن الأسالیب والتصورات السابقة کانت سبباً رئیسیاً فی إیصال النضال الفلسطینی إلى طریق مسدود.
وقد حاول الکیان الصهیونی، من خلال استخدام القوة العسکریة والحملات الدعائیة، إلى إیهام الرأی العام الفلسطینی باستحالة تغییر الأمر الواقع. إلا أنه وفی ذات الوقت الذی کان یسعى هذا الکیان إلى ترسیخ وجوده وتعزیز موقعیته على الصعید الداخلی والاقلیمی؛ استطاع المناضلون المسلمون فی إیران اسقاط شاه إیران الخائن للأهداف الفلسطینیة.
وان هذا الحدث الهام بث نور الأمل إزاء مستقبل المسیرة النضالیة فی فلسطین، صحیح أن الجیل الصاعد لم یرث غیر المعاناة والنکبات، إلا أنه کان یحظى بامتیازات خاصة زرعت فی نفسه الأمل ورسمت أمامه آفاقاً ساطعة إزاء مستقبله، ولعل فی مقدمة ذلک: حساسیة المسلمین حیال مستقبل القدس، وصحوة شعوب المنطقة، ودعم ومساندة الإمام و الثورة الإسلامیة للقضیة الفلسطینیة. والاهم من کل ذلک، الاقتداء بالنضال الشعبی الذی شهدته الجمهوریة الاسلامیة فی ایران.
ان هذا النهج فی النضال، وعلى الرغم من حجم الخسائر والثمن الباهض، إلا أنه إتسم بجانب هام عجز عن مواجهته والتصدی له حتى الاخصائین فی الحرب النفسیة، ألا وهو نقل الخوف والاحباط من الجبهة المحلیة الداخلیة إلى داخل جبهة العدو، وهو فی الحقیقة طریق النضال الوحید الذی یلحق الهزیمة بالعدو ویقضی علیه.
ثالثاً) یوم القدس العالمی
والاعلان عن یوم القدس العالمی من قبل الإمام الخمینی (قدس سره) فی آخر جمعة من شهر رمضان المبارک، بشّر بحرکة مختلفة لتصحیح مسار نضال الشعب الفلسطینی. ویکفی أن نلقی نظرة إلى النداء الذی اصدره سماحة الإمام بهذه المناسبة لنتعرف على أهمیة رؤیة الإمام فی هذا المجال:
"بسم الله الرحمن الرحیم.. ادعو عامة المسلمین فی العالم والدول الإسلامیة، للتضامن والتکاتف والتآزر من أجل قطع دابر هذا الکیان الغاصب وحماته، اننی أدعو المسلمین کافة إلى اعلان آخر جمعة من شهر رمضان، التی هی من أیام القدر ومن الممکن أن تکون حاسمة فی تعیین مصیر الشعب الفلسطینی، "یوماً للقدس"، وان یحتفلوا به ویعلنوا عن تضامن المسلمین الدولی فی الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطینی المسلم".
فی الحقیقة ان النضال ضد الصهیونیة لاسیما إسرائیل، شکّل أحد الأرکان الرئیسیة لفکر الإمام الخمینی(رض) السیاسی. وان ما یکتسب أهمیته فی هذا المجال هو اهتمام الإمام الخاص بالجانب المشترک فی رؤیة المفکرین الأحرار بالعالم ومن مختلف الاطیاف.
وان مثل هذا الجانب، الذی یتخطى الرؤیة الدینیة – القومیة، یمهد الأرضیة اللازمة لمزید من التأمل فی ابعاد القضیة الفلسطینیة والخوض فی أعماقها، وبالتالی المزید من الانسجام ووحدة الکلمة داخل المجتمع الإسلامی، فضلاً عن تصالح المجتمع الدولی مع القضیة الفلسطینیة. إذ یقول سماحة الإمام: "یوم القدس یوم عالمی، یوم لا یختص بالقدس فقط..."
إذا ألقینا نظرة إلى التحولات السیاسیة والثقافیة فی منطقة الشرق الأوسط، لا سیما القضایا الهامة نظیر القضیة الفلسطینیة، ندرک بأن الثورة الإسلامیة استطاعت أن تحتل موقعاً متمیزاً – باعتبارها نموذجاً وشکلاً جدیداً من النضال المدنی والشعبی – فی اوساط المسلمین وحرکات التحریر فی مختلف انحاء العالم، والاضطلاع بدور ایجابی للغایة فی صحوة المسلمین وأصحاب الفکر الحر.
ولعلّ هذا ما یدعو للبحث والتأمل فی المکانة الخاصة التی تحتلها القضیة الفلسطینیة فی فکر الإمام الخمینی(رض) ومواقفه، وقد تجلى ذروة هذا الاهتمام فی الاعلان عن یوم عالمی باسم "یوم القدس"، نظراً للأهمیة البالغة التی یحظى بها هذا الاهتمام بالنسبة للقضیة الفلسطینیة دون شک.
فمبادرة الإمام الخمینی(رض) الخالدة فی الاعلان عن الیوم العالمی للقدس، تمثل تأکیداً على معارضة العالم الإسلامی بأسره لوجود الکیان المحتل المسمى بإسرائیل. ذلک أن هذا الیوم یشکل سبباً فی توادد القلوب ومدعاة للتقارب بین أبناء العالم الإسلامی، وهو ما یعزز دعوة الإمام (قدس سره) إلى وحدة الکلمة، حیث تتحقق الخطوة الأولى على طریق الوحدة الإسلامیة وتعبید الطریق أمام تحقق الأمة الواحدة بعیداً عن النـزعة العرقیة والقومیة والدینیة.
کما یشکل یوم القدس أکبر حرب نفسیة ضد الکیان الصهیونی وأکثر وسائل الضغط تأثیراً یمکن الاستعانة بها للحد من مطامع هذا الکیان. فهو عبارة عن حدث هام یثیر الشکوک ازاء مشروعیة الکیان الغاصب للقدس.
ان الاحتفاء بهذا الیوم من کل عام، وفضلاً عن أنه یحث العالم الإسلامی على الاقتراب من الفکر الاستراتیجی لسماحة الإمام، یلفت انظار شعوب العالم أیضاً إلى هزالة الکیان الصهیونی وعدم مشروعیته، ویضیء قلوب المؤمنین بنور الأهداف الفلسطینیة. اضف إلى ذلک ان منظر مئات الآلاف من المتظاهرین فی مختلف انحاء العالم، یبث الخوف والرعب من الناحیة النفسیة داخل هذا الکیان.
و لابد من الاشارة ان یوم القدس العالمی أخرج القضیة الفلسطینیة من إطارها القومی وأضفى علیها بعداً إسلامیاً وعالمیاً.. فکما هو واضح ان الکیان الصهیونی کان یحرص دائماً على اظهار الصراع وکأنه صراع عربی إسرائیلی. غیر أنه ومع اعلان الإمام الخمینی (قدس سره)، بوصفه شخصیة علمیة ودینیة بارزة على صعید العالم الإسلامی، عن هذا الیوم نُفخت روح جدید فی الجانب الإسلامی المنسی والمحتضر من النضال ضد إسرائیل، وقد أدى ذلک إلى أن یفکر المناضلون الفلسطینیون بالخیار الإسلامی وبخیار المقاومة بدلاً من خیارات التوجه الیساری والقومی وحتى التوجه إلى الغرب وخیار المساومة
یبقى لنا فی نهایة هذه المداخلة، الاقرار اننا الیوم ما احوجنا وفی ظل هذه الظروف العصیبة التی تمر بها امتنا الاسلامیة وطبقا للظروف الحساسة التی تعیشها شعوبنا على وقع الانقسامات والفتن والصراعات السیاسیة و للاسف الشدید نقول ایضا العقائدیة و التی ارادها الغرب و قوى الاستکبار العمیلة لدیه حربا مشتعلة ینطلق فتیلها و لا نعرف متى ینطفئ فکانت و لا تزال شکلا جدیدا من الحروب التی شنها محور الهیمنة على المنطقة و ما الارهاب التکفیری الیوم سوى اخر الاوراق اللااخلاقیة فی ترسانة مشروع الهیمنة الصهیوامریکی على امتنا...فاننا بلا شک فی اشد الحاجة الیوم الى دراسة تجارب العلماء و العظماء امثال الامام روح الله الموسوی الخمینی قدس سره الشریف والتعرف على انجازاته و استلهام العبر و الخبرات العلمیة و السیاسیة من موروثه الهام الذی ترکه سندا لهذه الامة وعوناً لها على تخطی المحن و الصعوبات.

کلمات دلیلیة: تونس ، الامام ، الخمینی
captcha