وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه تعتبر مراکز تحفیظ القرآن الجهات الرسمیة الوحیدة فی قطر التی یتجه نحوها من یسعى لحفظ القرآن الکریم، وهذا لما تحظى به من رقابة ودعم من وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامیة القطریة، إلا أن اکثر تلک المراکز تهتم بشکل رئیسی باستقطاب الأطفال دون غیرهم من الفئات السنیة الأخرى، کما أن حلقات حفظ القرآن الکریم فی الجوامع، التی تستهدف تحفیظ القرآن للشباب غیر کافیة، وبحاجة إلى مزید من الدعم والتشجیع.
والتقت بوابة "الشرق" الالکترونیة عدداً من المشایخ الذین أکدوا أهمیة وجود مراکز لتحفیظ القرآن للشباب على وجه الخصوص، مشیرین إلى أهمیة حفظ القرآن وما له من آثار إیجابیة واسعة على حافظیه.
الجانب التوعوی
بدایة قال الأمین العام للاتحاد العالمی للدعاة، الشیخ أحمد البوعینین ان أغلب مراکز التحفیظ تهتم بالأطفال أو بالفئة العمریة الصغیرة، إذ یکونون أسرع فی حفظ القرآن الکریم، کما أنهم لیسوا مرتبطین بأکثر من الذهاب إلى المدرسة، ولکن هناک اجتهادات فی عدد من المساجد عادةً ما تکون فردیة من الأئمة والمؤذنین، لتحفیظ القرآن للشباب ومختلف الأعمار السنیة، مشددًا على أهمیة دعم هذه الجهود من وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامیة، حتى تحقق النتیجة المرجوة منها، وقال البوعینین لا بد من إنشاء مراکز لتحفیظ القرآن مخصصة للشباب، بحیث تکون مخصصة من أعمار 25 عاما وما فوق، فحفظ القرآن بالنسبة للشباب أمر عظیم، وهذا لما قد یتعلمه الشاب من تعالیم دینیة قد لا یکون مُلما بها.
وأشاد البوعینین بمراکز تحفیظ القرآن الکریم بالنسبة للنساء، لافتًا إلى أن هناک اهتماما کبیرا بها، حالها حال مراکز تحفیظ القرآن الکریم الخاصة بالأطفال، کما أنها مراکز لا تستهدف فئة عمریة معینة، بل تستقبل کافة الأعمار السنیة، ولها نتائج طیبة على مستوى واسع، الأمر الذی یدعو إلى تطبیق هذا الأمر مع الشباب، بإنشاء مراکز تحفیظ لهم فی مختلف المناطق والمدن لاستقطابهم بشکل جید، بحیث تکون بدایة لتحفیظ أکبر عدد ممکن من القرآن الکریم، وهذا یقع ضمن مسؤولیات ومهام وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامیة.
وأشار البوعینین إلى أن الاقبال على حفظ القرآن الکریم من الشباب قلیل جدًا، حتى فی ما یخص حلاقات الحفظ التی تُقام فی عدد من المساجد، مشیرًا إلى ان الجانب التوعوی مهم، والتوعیة مسؤولیة مشترکة من الجمیع سواء من أئمة المساجد أو أولیاء الأمور أو المدرسین.
الدعم والتشجیع
من جانبه أکد الشیخ فالح الهاجری إمام وخطیب بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامیة القطریة، على أن هناک نشاطا لتحفیظ القرآن الکریم للشباب فی عدد من المساجد، ولکنه غیر کاف على الاطلاق، فهذه المساجد تربط الشباب بمواعید خاصة لتحفیظهم، کما ان الوقت یکون محدودا وغیر کاف، حیث یبدأ تحفیظ الأطفال من العصر وحتى المغرب، ومن المغرب حتى العشاء یبدأ تحفیظ الشباب.
وتابع الهاجری قائلا هذه الجهود تکون من أئمة المساجد الذین لا یدخرون جهدًا تجاه من یطلب ویرغب حفظ القرآن، ولکن هذه الجهود تحتاج إلى مزید من الدعم والتشجیع من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامیة، حیث ان الوزارة تقوم بتخصیص عدد من الجوامع تتکون بداخلها حلقات لتحفیظ القرآن الکریم.
وأضاف: بعض الجوامع تبدأ فی حلقات تحفیظ القرآن الکریم من بعد الفجر وحتى شروق الشمس، وفیما یخص مراکز تحفیظ القرآن، فهی تستقطب الأطفال بشکل رئیسی دون غیرهم من الفئات العمریة، لذلک لا بد من إنشاء مراکز لتحفیظ القرآن الکریم تعمل لعدد کبیر من الساعات، کما انها لا بد من ان تکون مخصصة لمختلف الفئات العمریة وللرجال والنساء، وأکد الهاجری اهمیة الجانب التوعوی فالأئمة على سبیل المثال، یمکن لهم أن یرشدوا على المساجد التی تهتم بتحفیظ الشباب، کما ان التوعیة من خلال وسائل الاعلام مهمة جدًا، وشدد الهاجری على أن حفظ القرآن الکریم له اثر کبیر على الأطفال والشباب والأمة جمیعا.
6 نقاط
وبدوره قال الشیخ شقر الشهوانی إمام وخطیب بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامیة القطریة، ان الوزارة تتحمل المسؤولیة کاملة فیما یخص تحفیظ القرآن، سواء للشباب او الأطفال او مختلف الأعمار السنیة، فالاهتمام بتحفیظ القرآن بالنسبة للشباب ضعیف جدًا، کما انه لا بد من الاهتمام بالأئمة والمؤذنین الذین یقومون بجهود فردیة لتحفیظ القرآن، وهذا الاهتمام یجب ان یکون منصبا فی جمیع النواحی، سواء کانت مادیة أو معنویة أو أکادیمیة وغیرها.
وطالب الشهوانی وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامیة بإنشاء مراکز تحفیظ متخصصة ودعم حلقات القرآن القائمة بالمساجد، لافتًا إلى ان الاقبال على حفظ القرآن الکریم لیس کما یجب.
ووضع الشهوانی 6 نقاط رئیسیة یمکن من خلالها استقطاب جمیع الفئات العمریة، ولیس فقط فئة الشباب لحفظ القرآن الکریم بشکل کبیر، وتأتی فی مقدمتها زیادة رواتب محفظی القرآن الکریم من الأئمة والمؤذنین، ثانیًا یجب ان تکون هناک جوائز مجزیة لحافظی القرآن، ثالثًا من المهم أن تکون أوقات تحفیظ القرآن أکثر مرونة، رابعًا الجانب المعنوی مهم جدًا للمحفظین والحافظین، خامسا أهمیة وضع برنامج طویل الأجل یصل إلى 5 سنوات لحفظ القرآن بشکل کامل، سادسًا وأخیرًا لابد من إنشاء مراکز تحفیظ متخصصة وشاملة.
المصدر: بوابة الشرق الالکترونیة