ایکنا

IQNA

الخط العربی.. عندما یمتزج الإبداع بالروحانیة

9:14 - August 28, 2015
رمز الخبر: 3352989
القدس ـ إکنا: یقول الخطاط المقدسی "محمد الحسینی" إنه ترعرع فی المسجد الأقصى ویشعر بأن الأجواء الروحانیة المتوفرة فیه تساعد على الإبداع فی العمل، خاصة أنه اختار المصلى المروانی مکاناً لإطلاق العنان لإبداعه منذ عامین.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه یمارس "محمد الحسینی" رسم اللوحات بالخط العربی بوصفه هوایة منذ عشرین عاماً حینما کان یعمل خادماً فی مقام النبی موسى(علیه السلام) قرب مدینة أریحا، ثم لجأ فی وقت فراغه لکتابة الخط العربی.
ویقول الرجل من قدیم وأنا أمیل لکتابة الآیات القرآنیة والاحتفاظ بالأوراق التی أکتبها، وکنت أحیاناً أخط الآیات على لوحات ضخمة من السیرامیک.
وتابع "فی تمام الثامنة صباحاً من کل یوم أتوجه للمسجد الأقصى وأتواجد فی ساحاته وألاحق المستوطنین لصدهم عن مسجدنا المقدس، وبعد انتهاء جولات الاقتحامات الیومیة أذهب للمصلى المروانی وأمکث فیه لصلاة العصر متفرغاً بعد ذلک لکتابة الآیات القرآنیة فی أجواء تملؤها السکینة والطمأنینة".
إتقان ودقة
وتخط أنامل الحسینی فناً إسلامیاً ابتعد عنه العرب المعاصرون کثیراً بعد دخول الحاسوب لحیاتهم الیومیة وأصبح یحل مکان الخط العربی الیدوی، ویقول "لیس من السهل أن یتقن أی شخص کتابة الخط العربی، فله قواعد خاصة ورغم سنوات الخبرة فإننی أقع أحیاناً فی الخلط بین الخطوط أثناء الکتابة لأن لکل حرف مقیاساً معیناً".
ولا یتعدى طموح الحسینی الخروج عن نطاق المصلى المروانی بالمسجد الأقصى، لکنه یرفض فکرة إقامة معرض خارج فلسطین قائلاً "یمکننی تجهیز مئة لوحة خلال شهر واحد، ولن أبخل فی عرض الآیات القرآنیة بأبهى حلة فی أیة بقعة بالعالم، لکننی أجد حاضری ومستقبلی بالأقصى".
وتتنوع لوحات الخطاط الفلسطینی بین خط الرقعة والنسخ والخط الکوفی والدیوانی والمغربی والفارسی والثلث وخط الإجازة، فی حین یلجأ الحسینی لزخرفة لوحاته بالزخارف الإسلامیة المتعددة.
هیبة اللوحات والمکان
وتجذب لوحات الحسینی العدید من زائری المصلى المروانی، ومنهم عائشة بارود التی قالت: "أتیت لزیارة الأقصى من غزة، وهذه هی المرة الأولى التی أدخل فیها المصلى المروانی، فکما أبهرتنی الدقة فی بناء هذا المصلى أبهرتنی اللوحات الفنیة وأشعرتنی بهیبة هذا المکان أکثر".
وأضافت: "شعرتُ بشموخ لغتنا العربیة من هذه اللوحات الصغیرة التی تجسد فناً یجب ألا یختفی من حیاتنا، فمن الجمیل أن أرى شخصاً متمسکاً بالخط العربی بکافة أنواعه حتى یومنا هذا".
أما المقدسیة فاطمة أبو سنینة فتقول:"جذبنی جمال الخطوط العربیة، ولأول مرة أعلم أن هناک خطاطاً بالمسجد الأقصى، ومن خلال زیارتی الیوم قررت الالتحاق بدورة للخط العربی مع هذا الخطاط بالتحدید".
ویشار إلى أن الخط العربی یعتمد جمالیاً على قواعد خاصة تنطلق من التناسب بین الخط والنقطة والدائرة، وتستخدم فی أدائه فنیاً العناصر نفسها التی تعتمدها الفنون التشکیلیة الأخرى، کالخط والکتلة، الذی ینتج حرکة ذاتیة تجعل الخط یتهادى فی رونق جمالی مستقل.
وفی المسجد الأقصى المبارک تغطی الفسیفساء معظم أروقة وجدران مصلى قبة الصخرة من الداخل، ویظهر الفن الإسلامی فی زخرفة الآیات القرآنیة التی تعتبر أقدم ما کتب من الخط العربی الجمیل.

المصدر: الجزیرة

کلمات دلیلیة: خط ، العربی ، الخطاط ، محمد ، الحسینی
captcha