وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه استقبل قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة سماحة آیة الله السید علی الخامنئی الیوم الخمیس 3 سبتمبر / أیلول الجاری، رئیس واعضاء مجلس خبراء القیادة الذی اختتمت أعمال دورته الثامنة عشرة على مدى یومین.
وأشار قائد الثورة الاسلامیة إلى أن الاستکبار یبذل مساعی محمومة وتحرکات إعلامیة ضخمة لفرض أدبیاته وألفاظه الزائفة على المسؤولین وصناع القرار بالدول الأخرى.
وأشار إلى أن المسؤولیة الأهم التی تقع الیوم على عاتق علماء الدین والجامعیین والمسؤولین تتمثل فی التوجس حیال مخططات العدو وتشخیصها.
ودعا سماحة آیة السید علی الخامنئی المسؤولین فی البلاد للرد على تصریحات المسؤولین الامیرکیین السیئة جداً ومنها الحفاظ على اطار الحظر المفروض على ایران، مؤکداً انه اذا کان من المقرر الابقاء على اطار الحظر فلماذا خاضت ایران المفاوضات النوویة.
واعتبر القائد ان هذا یتعارض بشکل کامل مع دواعی خوض الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة المفاوضات لان الهدف من المفاوضات هو رفع الحظر.
واکد قائد الثورة الاسلامیة انه اذا کان من المقرر ان لا یجری رفع الحظر فلا مجال اذا للتعاطی فی هذا المجال ومن هنا یجب ان یجری البت بهذه القضیة.
وخاطب قائد الثورة المسؤولین بالقول: لا تقولوا ان تصریحات الامیرکیین هذة تطلق من اجل اقناع منافسیهم فی الداخل، وبالطبع اننا نؤمن بان الصراع الداخلی فی امیرکا امر حقیقی وانهم یختلفون فیما بینهم ونحن نعرف سبب ذلک ولکن ما یجری الاعلان عنه رسمیا یستلزم الرد واذا لم نرد فان ذلک یعنی اننا نقر اعلان الطرف المقابل.
کما اشار قائد الثورة الى تصریحات ساسة امیرکا القاضیة بتعلیق الحظر، مؤکداً اننا شددنا منذ البدایة على ان یجری رفع الحظر ولیس تعلیقه.
وقال سماحته، اننا کنا نعتقد برفع الحظر بشکل فوری ولکن الاخوان هنا فسروا القضیة بشکل ما ونحن بدورنا لا نعارض ذلک ولکن على کل حال یجب ان یجری رفع الحظر، فاذا کان من المقرر ان یجری تعلیق الحظر فاننا بدورنا سنتخذ الاجراءات التی یجب القیام بها على مستوى التعلیق ولیس على مستوى اجراء اساسی.
واوضح سماحته ان الطرف المقابل یقول ان رفع بعض الوان الحظر لیس بید الادارة الامیرکیة ونحن نقول ارفعوا الحظر الذی بیدکم وبید الدول الاوروبیة .
واعتبر قائد الثورة ان قسما اخر من التصریحات السیئة لساسة امیرکا بانها تصریحات خارجة تماما عن اطار موضوع الاتفاق النووی وقال، ان مسؤولی الادارة الامیرکیة یتحدثون عن ایران على شاکلة البریطانیین فی القرن التاسع عشر وکانهم متاخرین عن رکب العالم قرنین من الزمن فی الوقت الذی تغیرت الدنیا وان القوى الکبرى لم تعد تملک قدرة وجراة القیام بتلک الاعمال وفی المقابل ایضا تواجه الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة التی تتمتع بقدراتها المعروفة وغیر المعروفة التی ستتکشف حین العمل فایران لیست مثل البلد الفلانی المتخلف حتى یجری التعاطی معها بالشکل الذی یریدون.
وعلق قائد الثورة على واحدة من التصریحات المتغطرسة للامیرکیین بالقول ان المسؤولین الامیرکیین یقولون اننا نتوقع من المسؤولین وحکومة الجمهوریة الاسلامیة ان تقوم بعمل مختلف!
واضاف، ان العمل المختلف من وجهة نظرهم هو المختلف مع سجل الجمهوریة الاسلامیة، بان یتم تجاوز القیم الاسلامیة والتخلى عن التمسک بالاحکام الاسلامیة، ولکن مثل هذا الامر لن یتحقق ابدا فلا الحکومة ولا البرلمان ولا المسؤولین یفعلون مثل ذلک ابدا وان من یرید ان یفعل ذلک فان الشعب والجمهوریة الاسلامیة لن یقبلا منه ذلک.
وفی معرض تناوله احد مصادیق توقعات الامیرکیین قال سماحته ان من جملة سیاسات امیرکا فی المنطقة، القضاء على قوات المقاومة بشکل کامل والهیمنة الکاملة على سوریا والعراق ویتوقعون ان تدخل الجمهوریة الاسلامیة هذا الاطار ولکن مثل هذا الامر لن یحدث ابدا.
واشار الى احد التصریحات الاخرى المثیرة للحساسیة لساسة امیرکا وقال انهم یزعمون بان برنامج العمل المشترک الشامل منح الامیرکان فرصا فی داخل ایران وخارجها وفی المنطقة .
وخاطب سماحته المسؤولین فی الحکومة وسائر الاجهزة بالقول مؤکدا انه على المسؤولین فی الحکومة وباقی الاجهزة المختلفة ان لا یسمحوا لامیرکا بان تنتهز هذه الفرصة فی الداخل ابدا کما ینبغی ان نسعى لسحب هذه الفرص من ید امیرکا فی الخارج ایضا لانهم کلما اقتربوا من نیل هذه الفرص فمن المتیقن انهم سیجلبون المزید من المحن والتخلف للشعوب.
واشار قائد الثورة الى تاکید المسؤولین سواء على صعید السیاسة الخارجیة وغیرهم على حظر التفاوض بشکل کامل مع الجانب الامیرکی ما سوى الموضوع النووی وقال ان سبب هذه المعارضة هی توجهات امیرکا التی تقف فی الطرف النقیض مع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة.
وقال قائد الثورة الاسلامیة: اننی اعتقد وقد ابلغت رئیس الجمهوریة ایضا بانه لیس من المصلحة ان نتجاهل مجلس الشورى الاسلامی فی قضیة دراسة برنامج العمل المشترک الشامل.
واشار قائد الثورة الى المحاولات الواسعة والدعایة المکثفة لجبهة الاستکبار بهدف املاء ادبیاتهم ومصطلحاتهم المزیفة على المسؤولین واصحاب القرار فی الدول وقال: فی ادبیان نظام الهیمنة نجد ان مفاهیم نظیر الارهاب وحقوق الانسان لها معان خاصة، ففی هذه الادبیات لا تعد الهجمات المستمرة على مدى ستة اشهر ضد الشعب الیمنی وقتل الابریاء من ابناء غزة ارهابا کما لا یعد قمع الشعب البحرینی بسبب مطالیبه بامتلاک حق الرای انتهاکا لحقوق الانسان.
وقال سماحته: فی ادبیات نظام الهیمنة یعد الدفاع المشروع للمقاومة فی لبنان وفلسطین ارهابا فیما لا تعد اجراءات الدول المستبدة القریبة فی علاقتها من امیرکا فی المنطقة انتهاکا لحقوق الانسان.
وتابع: فی هذه الادبیات لا یعد ارهابا، اغتیال العلماء النوویین وهو ما اعترف به الصهاینة صراحة تقریبا واقرت بعض الدول الاوروبیة بدورها فی دعم هذه الاغتیالات.
واکد ان تزییف مثل هذه المفاهیم والتوقع من الجمیع ان یتحدثوا فی اطار هذه الادبیات هی واحدة من المؤشرات البارزة للاستکبار وقال: فی المقابل نجد الجمهوریة الاسلامیة التی تمتلک منظومة فکریة اسلامیة مازالت تتمتع بجاذبیة ونضارة بالعالم بعد مضی سنوات طویلة.
واستعرض قائد الثورة تفاصیل منظومة الفکر الاسلامی قائلا "ان رفض الظلم والاستکبار والاستبداد واعتماد العزة الوطنیة والاسلامیة والاستقلال الفکری والسیاسی والاقتصادی هی من اجزاء هذه المنظومه الفکریة ولاسیما اهمیة الاستقلال ودوره فی الثقة بالنفس وتقدم ای شعب" مردفا القول "ان الاستقلال جزء من الحریة، لذا فان من یرفضون الاستقلال هم فی الواقع یرفضون الحریة".