وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه استقبل آیة الله الشیخ محسن الاراکی، الامین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة، جمعاً من علماء الدین الباکستانیین السنة، حیث بحث الجانبان العدید من القضایا والتحدیات التی واجه العالم الاسلامی.
و فی هذا اللقاء، تحدث آیة الله الاراکی مشیراً الى أن الله تعالى لخص الاسلام فی القرآن الکریم بعبارة «قُلْ إِن کُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللّهُ»، موضحاً أن محبة الله تجاه عباده قائمة على اساس الاتباع، حیث یصبح العبد محبوب الله . والاتباع هنا - الذی یعنی اتباع رسول الله (ص) – لا یتحقق إلا بالمحبة.
وأضاف: لقد ورد فی الاحادیث الصحیحة، سواء فی المصادر السنیة وکتب الحدیث لدى الشیعة أن محبة رسول الله لیست غیر منفصلة عن محبة أهل البیت (علیهم السلام) فحسب، بل أن حقیقة الایمان فسّرت بأنها رهن بمحبة رسول الله وأهل بیت رسول الله.
وأشار آیة الله الاراکی: لو اتحد المجتمع الاسلامی الذی یزید نفوسه على الملیار ونصف الملیار نسمة، لأصبح القوة الاولى فی العالم . إذ أن بوسع المجتمع الاسلامی إذا ما توحد، ان یتحول الى واحد من اقوى المجتمعات الانسانیة سواء من الناحیة الاقتصادیة وعلى الصعید السیاسی و فی الجانب العلمی.
وتابع ان الدول الاستعماریة زرعت الکیان الصهیونی فی المنطقة، للحد من بروز قوة العالم الاسلامی ومما یؤسف له ان عدداً من الدول الاسلامیة فی المنطقة تضامنت مع اسرائیل فی هذا المجال.
و أوضح آیة الله الاراکی: بعد انتصار الثورة الاسلامیة ، و إثر اطلاق الامام الخمینی (قدس سره) مشروع وحدة العالم الاسلامی و متابعة سماحة القائد و تأکیده على ذلک، خیم الخوف و الرعب على اسرائیل و امیرکا من امکانیة تشکیل مثل هذه القوة، و حاولتا بشتى الوسائل و السبل زرع الخلافات و الفرقة بین المسلمین فی مختلف انحاء العالم الاسلامی، بدءاً من اندونیسیا و باکستان و انتهاءً بالعراق و بلدان العالم الاسلامی الأخرى ، من أجل إلهاء المسلمین و حرف انظارهم عن إسرائیل .
و لفت الامین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة: ان اسرائیل تحاول أن تکتسب قوتها من خلال تفجیر النزاعات و الحروب بین المسلمین . و لهذا و إثر اندلاع الحروب الاهلیة داخل البلدان الاسلامیة نظیر سوریا و العراق و الیمن و ... أخذنا نشهد قیام اسرائیل بتوسیع نطاق اعتداءاتها على الاراضی الاسلامیة.
و أردف سماحته قائلاً: أن النزاع و الاختلاف بین المسلمین ادّى مؤخراً لأن تقوم اسرائیل بتقسیم زمانی للمسجد الاقصى، و هو ما لم تکن تجرأ على القیام به من قبل . و بناء على ذلک منعت المسلمین من الاقتراب من المسجد الاقصى و عدم السماح لهم بدخوله.
و شدد آیة الله الاراکی على أن احتلال الصهاینة للمسجد الاقصى الذی یحتل موقعه فی قلب العالم الاسلامی، إنما هو بمثابة احتلال للعالم الاسلامی بأسره .
و اضاف سماحته: تعتبر باکستان أحد أقوى الدول الاسلامیة سواء من حیث النفوس ، و کذلک من الناحیة الاقتصادیة و القوة السیاسیة ، و لهذا فان بوسع هذا البلد أن یضطلع بدور فاعلة و مؤثر للغایة فی بلورة وحدة و اقتدار العالم الاسلامی . و لکن إذا لم یضطلع بدوره کما ینبغی فی هذا المجال ، فأنه سوف یتحول الى أحد اهداف أعداء الاسلام لإثارة الخلافات و التفرقة.
وأضاف الامین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة أننا ندعو علماء الدین فی باکستان و القوى الفاعلة و المؤثرة فی هذا البلد ، للعمل اولاً على ترسیخ وتعزیز الوحدة و الاتحاد داخل باکستان ، و تضافر الجهود معاً لتحقیق التضامن و الاتحاد فی سائر نقاط العالم الاسلامی.
و خلص آیة الله الاراکی للقول : أن تأسیس المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة جاء بدافع اتحاد المسلمین و توحید صفوفهم . و لهذا فأننا نتوقع من علماء الدین فی باکستان الدعم و المساندة ، و نحن فی المقابل على أتم الاستعداد لتقدیم کل ما فی وسعها فی هذا المجال.
المصدر: وکالة أنباء التقریب