وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه قدمت الدکتورة ریهام طارق الفقى، المدرسة بجامعة "دمنهور" المصریة، بحثاً بعنوان "المستشرقون الروس ودورهم فى ترجمة معانى القرآن" وقالت إن ترجمة القرآن الکریم لیست بالأمر الیسیر، إلى جانب عجز لغة الترجمة لنقل آیات القرآن إلى لغة أخرى.
وقالت الدکتورة ریهام طارق، إنه مما لاشک فیه إن ترجمة معانى القرآن تعد من أصعب المحاولات التى تمت فى مجال الترجمة على الإطلاق، وذلک لأن نقل معانى الآیات القرآنیة التى لها قدسیتها المحکمة، إلى لغة أخرى غیر العربیة لیس بالأمر الیسیر، إلى جانب عجز لغة الترجمة عن نقل الترکیب البلاغى للآیات وما تحمله من معان ومدلولات لا تظهرها إلا لغة القرآن التى نزل بها.
وأضافت الدکتورة ریهام طارق، إن معظم الدراسات فى علوم القرآن الکریم فى روسیا حالیاً متأثرة بتقالید مدرسة الاستشراق، إلا أن النشاط الدعوة التعلیمى للعلماء المسلمین کان یجبر المستشرقین على الاهتمام بکتب الحدیث والتاریخ، والامتناع ولو أحیانا عن التأویلات الفاسدة لنصوص القرآن الکریم، وقد لاقت تلک الترجمات قبولا ملحوظًا لدى الشعوب الإسلامیة الناطقة بالروسیة، التى کانت متعطشة إلى معرفة معانى ألفاظ القرآن الکریم.
وتحدثت عن ترجمة القرآن إلى اللغة الروسیة، فقالت إن الترجمة الأولى کانت فى عهد القیصر بطرس الأکبر، عام 1716م، إلا أن أول ترجمة مباشرة من اللغة العربیة إلى الروسیة کانت فى عام 1878م، مشیرة إلى أنه فى نهایة القرن الثامن عشر، أمرت الإمبراطورة الروسیة "کاترینا الثانیة"، وتحدیداً عام 1790، بإعداد ترجمتین جدیدتین لمعانى القرآن، انطلاقا من الترجمات الفرنسیة والإنجلیزیة، وکان ذلک لخدمة أهدافها السیاسیة فى نشر القرآن بین السکان المسلمین فى روسیا، وبناء المساجد، بغرض الاعماد علیه فى تحقیق أهدافها السیاسیة فى حروبها ضد ترکیا والخلافة العثمانیة.
کما قدم الدکتور محمد الباردى، أستاذ بجامعة "صفاقس" التونسیة، بحثاً بعنوان "القرآن فى الدراسات الاستشراقیة"، تحدث فیه أیضا عن ترجمة القرآن إلى اللغة الروسیة.
هذا وشارکت الدکتورة الدکتورة نتالیا شویسکایا، أستاذ مشارک بمعهد العلاقات الدولیة بموسکو، ببحثٍ حول إسهامات مدرسة موسکو للاستشراق فى دراسة اللغة العربیة وآدابها، وتحدثت فیه عن الناشطة الفلسطینیة کلثوم عودة، وأکدت أن لها مکانة بارزة بین المستشرقین الروس، مشیرة إلى فضلها فى إقامة جسر حضارى بین روسیا والعرب، وتعریف الروس بالحضارة العربیة.
وتطرقت الدکتورة نتالیا شویسکایا، إلى حیاتها التى وصفتها بأنها کانت قاسیة حیث تزوجت من طبیب روسى، بعد أن وقفت أمام أبیها لتتزوجه، وسافرت معه إلى روسیا، وتطوعت کممرضة فى الحرب العالمیة الأولى، لکنها فقدته مبکرًا فى أحداث الحرب، مشیرة إلى أنها دخلت السجن فى فترة الحکم الستالینى الدکتاتورى.
وقالت الدکتورة نتالیا، إن کلثوم عودة، لها العدید من الإسهامات فى مجال الترجمة من وإلى الروسیة، حیث قامت بترجمة روایة الکاتب العراقى ذو النون أیوب، التى تحمل عنوان "الأرض والید والماء" إلى اللغة الروسیة، کما ترجمت کتاب "عیاد طنطاوى" للمستشرق الروسى کراتشکوفسکى إلى اللغة العربیة، الذى قدم لها مساعدة کبیرة فى مسیرتها العلمیة، بعد أن مات زوجها.
المصدر: الیوم السابع