وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه أطلَّ الأمین العام لحزب الله السیّد حسن نصرالله شخصیّاً فی مجمع سیّد الشهداء(ع) فی الضاحیة الجنوبیة لبیروت خلال إحیاء لیلة العاشر من محرّم.
السیّد نصرالله وفی کلمة له توجه بالشکر لـ"جمیع الاخوة الذین ساهموا وتحملوا المسؤولیّة خلال هذه اللیالی والأیام سواء فی حمایة هذا المجلس وکل المجالس وادارة المجالس وتنظیمها"، کما شکر الامین العام لحزب الله القوى الامنیة والجیش اللبنانی لمساهمتهم فی حمایة المجالس الحسینیّة.
وفی کلمته أکد السید نصرالله أن أمیرکا کوریث لقوى الإستعمار القدیم ومعها بقیّة دول الإستعمار القدیم، هدفها الهیمنة على منطقتنا وبلادنا "سیاسیاً واجتماعیاً وامنیاً وثقافیاً"، وأن یکون کلّ من فی المنطقة خاضعاً ومسلّماً لإرادة الولایات المتحدة الامیرکیة. وأکدّ أن الولایات المتحدة تریدُ لشعوبِ المنطقة أن تقبل بوجود "إسرائیل"، کما أنها تضع یدها على النفط والغاز الموجود فی بعض دول المنطقة.
والأمین العام لحزب الله أکّد أنّ الإدارة الأمیرکیة ترید "تدمیرَ مجتمعاتِنا وهی ترید أن نخضع لها وأن نقبل "اسرائیل" دون معارضة او مقاومة لها"، وقال أن الیوم من غیر المقبول أمیرکیاً أن یکون هناک أحد حر ویأخذ قراراته على أساس مصلحة دولته ومجتمعه وأمته، مشدداً على أن الامیرکی یرید النفط والغاز والحکومات الاخرى لا تستطیع حتى أن تُسعِّرَ النفط إلا کما یرید الأمیرکی.
واعتبر أنه من غیر المسموح "فی مشروعِ الهیمنة الامیرکیّة لأیّ دولة کمصر أو باکستان أو أی دولة أخرى أن تُصبح قویة".
والسیّد نصرالله اعتبر فی کلمته أنّ "من یحکم فی أمیرکا لیس جمعیّات حقوق الانسان بل أصحاب شرکات النفط الکبرى وشرکات السلاح الکبرى"، وذلک لأنهم یریدون السیطرة ویریدون أن نکون أسواقا لهم. وحول علاقة واشنطن بالکیان الصهیونی والدور الذی یقوم به قال الأمین العام لحزب الله أن "اسرائیل أداة تنفیذیّة فی مشروع الهیمنة الغربی على منطقتنا لذلک یقومون بحمایتها" مشدداً على أن "اسرائیل أداة امیرکیة حقیقیّة والشعب الفلسطینی وشعوب المنطقة وفی مقدمها الشعب اللبنانی الذین عانوا من الإحتلال الاسرائیلی والمجازر الاسرائیلیّة یتحملون أعباء مشروع الهیمنة الامیرکیة". وقال إنّ کل ما یتحدث عنه "الامیرکی" عن دیمقراطیة وانتخابات وحقوق إنسان کُلَّه کلامٌ کاذب وغیر صحیح وهدفه التضلیل.
وفی مَعرض کلمته شدّدَ على أنّ أمیرکا تدعم أعتى الدیکتاتوریات فی المنطقة وأسوأ أنظمة الفساد التی تعتدی على حقوق الانسان فی المنطقة، والتی لا دساتیر ولا انتخابات لدیها ولا هامش ولو بسیط على الانترنت بالتعبیر عن الرأی.
السیّد نصرالله أکّد أن أمیرکا عندما ترید الإعتداء على بلد تخترع کذبة وتسوقها، وأنّ کلّ ما روّجته عن إیران والسلاح النووی فی إیران جاء لأن إیران "ترید أن تکون دولة حرّة سیّدة مستقلة تملک مواردها وتحافظ على کرامة شعبها".
المطلوب إخضاع سوریا للإرادة الامیرکیة
وعن الحرب التی تُخاض ضد سوریا، قال السیّد نصرالله أن هذه الحرب تقودها واشنطن بأدوات إقلیمیّة تدعمُ الارهاب، معتبراً أنّ الحرب الدائرة لیست من أجل الدیمقراطیّة والإصلاحات بل هدفها إخضاع من تمرّد على أمیرکا. وبعد ما سمی الربیع العربی دخلت أمیرکا وأطلقت حرباً جدیدة هی حرب على کلّ من یرفض الخضوع للهیمنة الامیرکیة.
السیّد نصرالله أکّد أن الحرب الدائرة الآن فی المنطقة قائدها الحقیقی هو الولایات المتحدة وهی ضابط الإیقاع وتدیر کل هذه المعرکة فی منطقتنا، وأن أمیرکا وحلفاؤها قدموا فی العراق المال والسلاح لـ"داعش" لإخضاع العراقیین بعد أن طردوها ولتقول لهم لا حامی لکم من "داعش" وأخواتها الا امیرکا. وفی هذا الإطار قال الأمین العام لحزب الله أن المطلوب أن تحوَّل الحرب لحرب طائفیّة حتى یجد "التنابل" وجیوش "التنابل" مرتزقة لیحاربوا عنهم، فی الیمن وسوریا وغیرهما.
السید نصر الله أکّد أنّ "الحرب الدائرة الآن تخوضها أمیرکا ودول وجیوش هدفها إخضاع کل اولئک الذین رفضوا الخضوع وتمردوا ولا یزالون على الإرادة الامیرکیّة وأسقطوا مشروع الشرق الاوسط الجدید عام 2006".
وحولَ التهدیداتِ التی توجَّه دائماً لشعوبِ المنطقة بنشر الإنتحاریین والسیارات المفخخة إذا لم ترضخ للسیاسة الامیرکیّة قال السیّد نصرالله "الحسین علّمنا أن نقول أنی لا أرى الموت إلّا سعادة والحیاةَ مع الظالمین إلا برماً. وفی هذه اللیلة نَستحضر المعرکة والتاریخ ونتخذ الموقف". وقال "نحن فی مواجهة اسرائیل عندما وضعتنا بین الحرب وبین الذل، کُلّنا وقَفنا فی لبنان وإلى الیوم ولا زلنا نواجهها ونقول کما قال الحسین فی کربلاء، "بین الحرب والذلة هیهات منا الذلة".
وفی مواجهة المشروع التکفیری الذی یهدد کل شعوب المنطقة بالحروب والسیارات المفخخة ویقول إما ان تکونوا خاضعین وإما الحرب، قال السید نصرالله ان هناک مجاهدین الیوم فی اکثر من ساحة یواجهون التکفیر مشدداً على انه لا تخلّی عن هذه المعرکة وأن النصر بها مؤکد.
الأمین العام لحزب الله أکّد أن "من یراهن على تراجعنا أو تعبِنا فلیسمع ویعی جیّداً أنّ هذه معرکة نشارک فیها عن بصیرة وسننتصر فیها إن شاء الله، وهذه المعرکة بهذا الفهم وهذه البصیرة لا یمکن أن نتخلى عنها ومن یفکّر أن یتراجع فهو کَمَن یترک الحسین (ع) لیلة العاشر.
المصدر: المنار