وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه اختتمت مساء أمس فعالیات المؤتمر العالمی الثانی لتدبر القرآن الذی إنعقد یومی 28 و 29، بالدارالبیضاء، بمشارکة أزید من 500 مشارک ومشارکة من 30 دولة.
و بحسب البیان الختامی للمؤتمر، فقد تم تقدیم واحدٌ وعشرون بحثاً، وشارک فیه عدد من الباحثین المهتمین بتدبر القرآن، وقد وزعت هذه البحوث على خمس جلسات علمیة، وعقدت عدد من حلقات النقاش، والدورات التدریبیة ومحاضرات حول محاور المؤتمر وموضوعاته، بالإضافة لمعرض مصاحب لعدد من المؤسسات القرآنیة للجهات.
وفعالیات المؤتمر، والمنظم من طرف الهیئة العالمیة لتدبر القرآن الکریم، بالتعاون مع جامعة الحسن الثانی بالدارالبیضاء، تحت شعار "تدبر القرآن الکریم: أعلام ومناهج"، اختتمت بکلمة لرئیس مجلس أمناء الهیئة، ناصر سلیمان العمر، الذی شکر المملکة المغربیة لاستضافتها لهذا المؤتمر وتسهیل إجراءات تنظیمه.
وأوصى المؤتمر الهیئة العالمیة لتدبر القرآن (هیئة علمیة مستقلة مقرها فی قطر) بضرورة تحدید تعریف واضح وشامل لمصطلح التَّدبُّر، داعیاً إلى تحسین الإستفادة من مناهج السلف وکبار المفسرین فی تدبر القرآن، والعمل على نشرها بین الناس.
و أوصى البیان الختامی للمؤتمر، بالحذر من الطُّرق المنحرفة فی تدبر القرآن الکریم، التی لاتلتزم بشروطه وضوابطه، و أن یکون الترکیز فی المرحلة القادمة على حل الإشکالات وتصحیح المفاهیم الخاطئة للتدبر، والدعوة إلى ابتکار أسالیب عملیّة معاصرة لتربیة المسلمین على تدبر القرآن الکریم.
و دعا ذات البیان، إلى دعم التجارب الناجحة فی تدبر القرآن الکریم وإشاعتها بین الناس، و توظیفه فی حمایة الشباب من الانحراف الفکری والسلوکی، وتقویة إیمانهم وتهذیب نفوسهم.
ودعا إلى تفعیل الإعلام الجدید فی نشر تدبر القرآن، وإبلاغ رسالته بلغة تناسب عامة المسلمین الناطقین بالعربیة وغیرهم، وإلى ضرورة التنسیق بین المؤسسات والهیئات القرآنیة فی جمیع البلاد الإسلامیة، لتحقیق الشمول والتکامل فیما بینها.
وشارک بالمؤتمر، الذی انطلق، أول أمس الأربعاء، أکثر من خمسمائة من الباحثین والأکادمیین المتخصصین فی علوم القرآن ینتمون إلى 30 دولة مختلفة. وشهد المؤتمر تقدیم ومناقشة عشرات البحوث العلمیة فی خمس جلسات أُتبعت بورش عمل وحلقات نقاش ودورات تدریبیة ومحاضرات فی الفترة المسائیة. کما تم تنظیم معرض خاص بالإنتاج الفکری والتدریبی حول التدبر شارک فیه عدد من المؤسسات المهتمة بالدراسات والأبحاث القرآنیة.
وخصص المنظمون عدداً من الجوائز للعاملین فی مجال التدبر ممن قدموا بحوثاً ودراسات متمیزة أو برامج عملیة أو إعلامیة هادفة، کما تم تکریم عدد آخر من المساهمین فی هذا المجال.
وتشتمل جوائز المؤتمر التی قدرت قیمة مجموعها بستین الف دولار (60 ألف دولار) على أربعة فروع هی خدمة التدبر والبحث العلمی والمناهج التعلیمیة، والأفکار الإعلامیة فی موضوع التدبر.
وفی هذا الصدد قال الشیخ "ناصر بن سلیمان العمر" رئیس الهیئة العالمیة لتدبر القرآن الکریم إن هذه الجوائز والتکریمات هی تعبیر عن شعورنا بالجهود المبذولة فی سبیل القرآن الکریم، وتشجیع للعاملین فی هذا المیدان.
وأضاف "العمر" أن هذه الجوائز تم توزیعها على مستحقیها وفقا لقاعدة الإنصاف والاستحقاق من طرف لجنة تحکیم، تم اختیار أعضائها من خارج الهیئة المنظمة، من العلماء الثقاة المستقلین.
یذکر أن الهیئة العالمیة لتدبر القرآن الکریم، التی تأسست عام 2012، مؤسسة دعویة علمیة تعلیمیة تهتم خصیصا بتدبر القرآن الکریم وفق منهج یجمع بین الأصالة والمعاصرة.
وکانت الهیئة التی یوجد مقرها المرکزی بقطر، قد نظمت "المؤتمر العالمی الأول لتدبر القرأن الکریم" فی الدوحة عام 2012، وأقامت العدید من المشاریع والأنشطة العلمیة والإعلامیة وأصدرت أکثر من 25 کتابا علمیا فی التدبر طُبع منها ما یزید عن نصف ملیون نسخة.
المصدر: المصریون