داعش والقاعدة؛ خطابان مضادان لمواجهة الخطاب الشیعی المتنامی
وأشار الی ذلک، المستشار الثقافی الإیرانی لدی بغداد، الشیخ "غلامرضا اباذری"، فی حدیث خاص له مع وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) في معرض تحلیله لظهور جماعة داعش الإرهابیة مبيناً أن ظهور داعش کـ لاعب فی المنطقة لیس موضوعاً جدیداً إنما له جذور تاریخیة وله عدة مکونات أساسیة.
وأضاف أن داعش فی الجانب الفکری هو إمتداد للفکر السلفی وهو الفکر الذی یتظاهر بالعودة الی السلف الصالح والعصر الذهبی للإسلام مبیناً ان الفکر السلفی مرّ بمراحل تاریخیة عدیدة حتی أدّی الی ظهور التیارات السلفیة التکفیریة.
واستطرد المستشار الثقافی الإیرانی لدى بغداد، قائلاً: ان داعش خرج من أحضان القاعدة ویجب النظر الیه کـ جیل جدید من القاعدة یختلف معها فی الفکر والماهیة.
العوامل المؤدیة الی ظهور داعش
أولاً : إحتلال الدول من قبل القوی العالمیة
وفی معرض شرحه للعوامل المؤدیة الی ظهور داعش، أشار الی عامل إحتلال الدول من قبل اللاعبین الدولیین مبیناً أن تحلیل داعش بحاجة الی دراسة دور احتلال أمریکا للعراق وافغانستان وهو العامل الذی أدّی الی إنشاء تیار جدید لمواجهة المحتل وإخراجه من الأراضی الإسلامیة.
ثانیاً : الإنغلاق السیاسی والإجتماعی فی الدول العربیة
واعتبر نوع الأنظمة الحاکمة فی داخل دول المنطقة أحد الأسباب المؤدیة الی ظهور التیارات التکفیریة مضیفاً أن إنغلاق المناخ الإجتماعی والسیاسی فی الدول العربیة الرجعیة خلق جیلاً یشعر بالإنتکاسة یبحث عن آماله وأحلامه فی وجود هذه التیارات المتشددة.
ثالثاً : تضارب الخطاب في العالم الاسلامي
وأشار الشیخ أباذری الی تعارض الخطابات الإسلامیة کـ أحد العوامل المؤدیة الی ظهور داعش قائلاً: ان التعارض فی الخطابات الإسلامیة تشدد بعد انتصار الثورة الإسلامیة الايرانية بشکل خاص.
وأوضح اننا اذا درسنا الخطابات الإسلامیة سنجد الخطاب الشیعی الذی یعتمد علی مبدأ "الإمامة" لإکتساب الشرعیة والخطاب الآخر الذی یعتمد علی مبدأ "الخلافة" وأیضاً الخطاب الإخوانی.
واستطرد المستشار الثقافی الإیرانی لدی بغداد قائلاً: ان مواجهة المسلمین لظاهرة الغرب من خلال الخطابین الشیعی والإخوانی لم تکن ناجحة ولکن تفوق الخطاب الشیعی بعد انتصار الثورة الإسلامیة فی ایران جعل القوی العالمیة تبحث عن خطاب مضاد لوقف نمو الخطاب الشیعی حیث تجسد الخطاب المضاد فی جماعتي داعش والقاعدة.
أسباب إنضمام الشباب الی داعشوفی معرض رده علی سؤال عن أسباب إنتماء الشباب المسلم للإنضمام الی داعش أشار الشیخ أباذری الی عدة أسباب منها أولاً: الشعور بالحرمان وثانیاً : وجود الحکومات المستبدة وثالثاً : الفقر الثقافی وإستنکاف العرب من العمل الیدوی المنتج.
ما هو مستقبل داعش؟
وفیما یخصّ المستقبل الذی ینتظر داعش والجماعات المتشددة الأخری، قال: ان حضور داعش مرتبط مباشرة بالتطورات المیدانیة فی العراق وسوریا وانتصارات الحشد الشعبی والجیش العراقی علی هذه الجماعة فی الرمادی وایضاً فی سوریا.
وأکد أن البُعد الآخر الذی یقرر بقاء أو عدم بقاء داعش فی المستقبل یرتبط بالجذور الفکریة والعقائدیة لهذا التیار مبیناً أن الخطابات لا تنسی علی المدی القصیر وفی الواقع سوف یستمر هذا الخطاب والفکر فی أوساط شرائح إجتماعیة فی المنطقة.
