
وأفادت
وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) أنه حرم من نعمة البصر منذ طفولته ولكن لم يُحرم من نعمة البصيرة، نشأ بين أسرة فقيرة لا حول لها ولا قوة، فقد بصره وعمره 7 سنوات بسبب رمد فى عينه فعالجه الحلاق والأهل بطريقة خاطئة أودت بعينيه كلها ففقد البصر بسبب الجهل والتخلف وربما كانت تلك العاهة انطلاقا لولادة إنسان جديد.
انصرف في طفولته إلى الاستماع لآيات القرآن الكريم، ثم أتقن التجويد وحفظ
القرآن كاملاً قبل أن يكمل العشر سنوات، والده كان يعمل عند كبار المزارعين
حتى يستطيع أن يوفر لقمة العيش لـ7 أفراد، منهم الشيخ حامد مصطفى الخولى
(كفيف البصر) ولكنه استطاع بالأمل الكبير في الله أن يحفظ القرآن الكريم
كاملاً، وأن يحصل على ليسانس أصول الدين.
والشيخ حامد مصطفى الخولى هو ابن قرية "منية عطية" التابعة لمركز "دمنهور"
بمحافظة "البحيرة" المصرية، إمام وخطيب بالمعاش ومحفظ قرآن (ضرير)، قصة حياته أقرب في
الشبهة لقصة حياة عميد الأدب العربى طه حسين.
ويقول الشيخ حامد مصطفى الخولى: "كنت طفلاً فى السابعة من عمري وأسكن ببلدتي
قرية منية عطية والحمد لله رب العالمين رزقنى الله نعمة البصيرة وحرمنى
نعمة البصر، فقد كنت ضريراً وكان أقرب كتاب لي فى قرية الحجناية، ولكى أذهب
إلى الكتاب لابد أن أسير من قرية أبو الفضل مروراً بالطريق الزراعى
القاهرة ـ الإسكندرية حتى أصل لقرية الحجناية والتى تبعد 4 كيلو مترات وكان
العمل في الكتّاب يبدأ من طلوع الشمس وحتى صلاة العصر، وكنت أنا وزملائى من
أطفال القرية نحفظ القرآن الكريم في فترة وجيزة جداً، وبالفعل والحمد لله،
وبالرغم من كونى ضريراً فقد رزقنى الله حفظ القرآن الكريم كاملاً فى 3
سنوات، وكنت أعمل بالإعدادية مقيم شعائر كى أستطيع أن أدبر مصاريف الجامعة،
والحمد لله تخرجت من كلية أصول الدين وأصبحت إماماً وخطيباً بوزارة الأوقاف المصرية
حتى خرجت على المعاش، والآن أعمل محفظاً للقرآن الكريم للأطفال والكبار
بالمنازل كى أستطيع أن أتحمل أعباء الحياة ومستلزمات أسرتى".
وتابع: "الحمد لله رب العالمين أكرمنى الله بأن يحفظ القرآن الكريم كاملاً
على يدي بتوفيق من الله عز وجل أكثر من 400 رجل وامرأة وتخرج من تحت يدي
قرابة 400 طفل حفظوا القرآن الكريم كاملاً، ومازلت على استعداد لتعليم أجيال
جديدة للقرآن الكريم نفعنى الله وإياكم به يوم القيامة".
واستطرد الشيخ: "أمنيتى الوحيدة في الدنيا حج بيت الله الحرام أنا وزوجتى
قبل أن أقابل رب كريم وسداد ديونى، لأن الله سبحانه وتعالى يغفر كل شىء إلا
الدين فهو حق العباد فهو هم بالليل وذل بالنهار، وعلى دين 20 ألف جنيه
والله سبحانه وتعالى قد قسم بين العباد أرزاقهم، (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِى
الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا
وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُبِينٍ) سورة (هود:6).
وتابع الشيخ حامد الخولى قائلاً: "أنا حزين جداً وأملى في الله أن يقضى ديني
قبل أن أموت، فالشهيد الذى يغفر له عند أول قطرة من دمه، ويؤمن من عذاب
القبر وفتنة القبر، ويشفع في سبعين من أهله، وروحه في حواصل طير خضر فى
الجنة تأوى إلى قناديل معلقة بالعرش، يغفر له كل شىء إلا الدَّين".
وأشار الشيخ إلى حديث النبى صلى الله عليه وآله وسلم الذى جاء فيه: "يغفر للشهيد
كل شىء إلا الدين"، مضيفاً: "وفيما رواه مسلم أن رجلاً قال: يا رسول الله
أرأيت أن قتلت فى سبيل الله أتكفر عنى خطاياى؟ فقال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "نعم وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر إلا الدين".
وناشد الشيخ أصحاب القلوب الرحيمة أن يمدوا يد العون والمساعدة لقضاء
دينه.
المصدر: اليوم السابع