ایکنا

IQNA

المفتي عبدالأمير شمس الدين في حديث لـ"إکنا":

الدول التي لم تتابع مجزرة منى ترتكب جريمة إنسانية كُبرى

11:35 - September 11, 2016
رمز الخبر: 3461760
بيروت ـ إکنا: الدول الأخرى التي لم تتابع سبب مجزرة منى وخلفياتها إمّا أنّها لا تهتم بأبناء شعبها ولذا فلا قيمة لمن ذهب في هذه المجزرة في نظرها، وإمّا أنهم مُرتشون من قِبل حكومة آل سعود مقابل سكوتهم، وكِلا الأمرين جريمة إنسانية كُبرى اقترفتها تلك الحكومات.
الدول التي لم تتابع مجزرة منى ترتكب جريمة إنسانية كُبرى

وقال ذلك، امام جماعة مسجد الامام الصادق (ع) في بيروت، ومفتي بلاد "جبيل" و"كسرى" في لبنان، العلامة الشيخ عبد الامير شمس الدين، في حديث خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) مبیناً: إنني أظنُّ ظناً مُعتبراً بأن المسؤولين السعوديين لن يجيبوا على التساؤلات حول أسباب مجزرة منى الرهيبة في السنة الماضية بشكل مقنع لأن ما قاموا به من جمع للضحايا الذين استشهدوا ومن بقي منهم على قيد الحياة وإلقائهم في مستوعبات، ثم أخذهم ودفنهم بدون مراجعة ذويهم ولا الدول التي ينتمون إليها، إنَ ذلك يجعلني أشكك في أن هذه المجزرة قد حدثت قضاءً وقدراً نتيجة ملاحظات عديدة وأنهم أبقوا الجهة التي بدأ فيها التدافع وسقوط الضحايا أبقوْها ليستمر التدافع وباستمراريته تزداد أعداد الضحايا، وهذا يعطي انطباعاً بأنهم يدركون ما يفعلون، يُضاف إلى ذلك عدم اسعاف الكثيرين منهم ولو بشربة ماء، وبشهادة العديد ممن شاهد الحادثة ذكر أن كثيرين من هؤلاء كان يمكن انقاذهم باسعافهم إلاّ أنهم كانوا يرفعونهم ويلقونهم في المستوعبات مع الموتى وبذلك يكونون قد تسببوا بموتهم، ولذا فإن أي إجابة يريدون أن يبرروا بها سبب المجزرة وما رافقها فإنها تدينهم.

وأوضح: يبدو أن الدول الأخرى التي لم تتابع سبب المجزرة وخلفياتها إمّا أنّها لا تهتم بأبناء شعبها ولذا فلا قيمة لمن ذهب في هذه المجزرة في نظرها، وإمّا أنهم مُرتشون من قِبل حكومة آل سعود مقابل سكوتهم، وكِلا الأمرين جريمة إنسانية كُبرى اقترفتها تلك الحكومات.

وأشار الى أنه ليبقى مثال هذه المجزرة شاخصاً على الدوام في أذهان الناس الأسوياء في العالم علينا أن نذكر دائما بفداحة مثل هذه الجريمة وتصوير  المأساة التي أحدثتها في نفس كل من لديه حس انساني، أما بالنسبة إلى ذوي الضحايا يمكننا مساعدتهم في التخفيف من آلامهم بما ورد في القرآن الكريم بقوله سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم "ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله"، وهؤلاء ضحايا قد هاجروا إلى الله واستشهدوا بين يدي الله فوقع أجرهم على الله وما أجر الله إلا الجنة.

واستطرد مبيناً: لو لاحظنا موقف المحافل الدولية من  الشعوب الضعيفة والمظلومة من قِبل قِوىً غاشمة وظالمة كانت دائماً مع الظالم المستبد وضد المظلوم والمستضعف.

وقال العلامة الشيخ عبد الامير شمس الدين ان إيران لا يمكن أن تكون غائبة عن الحج في أي موسم من مواسمه عبر التاريخ، وإنّما غُيِّبت لأنّ المسؤولين السعوديين لم يُعطوا شروط  السلامة للحجاج الإيرانيين فخشيَ المسؤولون الإيرانيون الحريصون على سلامة أبنائهم  من أن يُعتدى عليهم كما حصل في العام الماضي حيث ذهب نتيجة هذه المجزرة المئات من الحجاج الإيرانيين ومن بينهم مسؤولون كِبار من عسكريين وسياسيين، كما ذهب في مواسم الحج السابقة المئات من الحجاج برصاص قِوى الأمن السعودي كما في مسيرة مجزرة البراءة.

وبيّن: إنما تسعى إيران التي تحرص بدافعٍ من واجبها الإسلامي على إحترام أماكن النُسك المقدسة في مكة وسلامة القاصدين من المسلمين إلى تلك الأماكن من جميع القوميات والأعراق ترى بأنّ المتسلطين على إدارة تلك الأماكن ليسوا بأمناء على رعاية حرمتها وسلامة القاصدين إليها، تستنهض همم المسلمين جميعاً ليعملوا على إيجاد إدارة تشترك فيها جميه الدول الإسلامية علّ ذلك يوصل سفينة الحج والقاصدين إليها والعاكفين فيها إلى شاطىء السلام والأمان.

وأشار الى أنّ ما ظهر من عجزٍ للقيادة السعودية منذ ظهور سلطتها في تلك البلاد وإلى سنة المجزرة العام الماضي عن تأمين مستلزمات السلامة لملايين الحجيج الوافدين إليها دفع المرشد الأعلى للثورة الاسلامية الايرانية(حفظه الله) إلى إعلان هذه الرسالة المسؤولة علّه يستنهض بها همم المسؤولين الآخرين ليتعاونوا معه على إنقاذ تلك الأماكن المقدسة والقيام بمسؤولية حفظها وسلامة الوافدين إليها، وكل أمانينا تحقيق مضمون تلك الرسالة.

http://iqna.ir/fa/news/3529286
captcha