ایکنا

IQNA

"محمد عبدالحليم" من دراسة الأدب إلى ترجمة القرآن

11:55 - June 05, 2017
رمز الخبر: 3464665
لندن ـ إکنا: وُلد "الدكتور محمد عبدالحليم" في ثلاثينيات القرن الماضي وحفظ القرآن الكريم وتعلم في الأزهر ودار العلوم جامعة القاهرة، وكان نبوغه سبباً في اختياره ليسافر إلى بريطانيا ليحصل منها على درجتي الماجستير والدكتوراه.

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، قصة اليوم عن رجل نشأ في بيئة عربية، وانتقل في صدر شبابه إلى بريطانيا ليدرس الأدبين العربي والإنجليزي، ولكن شاء الله أن يجعل ملكاته وقدراته العلمية في خدمة القرآن الكريم، وأن يكون ذا تأثير قوي في بلاد الغرب بصفة عامة، فهو من أفضل من ترجم معاني القرآن في العصر الحديث بشهادة كثير من العلماء المعاصرين. إنه الدكتور محمد عبدالحليم الذي وُلد في ثلاثينيات القرن الماضي وحفظ القرآن الكريم وتعلم في الأزهر ودار العلوم جامعة القاهرة، وكان نبوغه سبباً في اختياره ليسافر إلى بريطانيا ليحصل منها على درجتي الماجستير والدكتوراه.

أكثر من خمسين سنة قضاها الدكتور محمد عبدالحليم في بريطانيا، بدأها بدراسة الأدب، لكن شاء الله تعالى أن يستعمله في خدمة القرآن الكريم.

من الأدب إلى القرآن

ويقول الدكتور محمد عبدالحليم: «خلال الثمانينيات كان التحول الثاني في حياتي بتكريس جهودي الأكاديمية في مجال الدراسات القرآنية؛ إذ كان في القسم الذي أدرس فيه بالكلية أستاذ ذو نفوذ قوي بالقسم والكلية، زعم هذا الأستاذ أن القرآن هو عمل من نتاج القرن الثالث الهجري، وأنه قبل ذلك كان يخضع للزيادة والنقصان بفعل بشري، ومن ثَمَّ دخلت معه في مواجهات عنيفة وقررت أن أتوجه إلى القرآن بجهودي؛ إذ رأيت أنه لا معنى لأن أصرف بقية حياتي في تدريس الأدب والبحث فيه هنا في بريطانيا، بينما يقف هؤلاء وأمثاله يشوهون ويسيئون إلى القرآن».

وبالفعل بدأ الدكتور عبدالحليم منذ النصف الثاني من عقد الثمانينيات في إعطاء جزء من اهتماماته للقرآن، وانتهى به الأمر أن جعل جل تركيزه ومشاريعه الأكاديمية منذ منتصف التسعينيات منصبة على الدراسات القرآنية، وبعد تعيينه أستاذاً لكرسي الملك فهد للدراسات الإسلامية، سعى لتأسيس مركز متخصص للدراسات الإسلامية محوره الدراسات القرآنية، وبالفعل وفق في تأسيس المركز عام 1995، ثم أسس «مجلة الدراسات القرآنية» وتولى رئاسة تحريرها منذ إصدارها عن مطبعة جامعة إدنبرة منذ عام 1999 وحتى الآن، كما قام بإعداد برنامج محاضرات لطلبة الدراسات العليا حول «القرآن.. لغته وأساليب البيان فيه وترجماته»، كما قام بإعداد عدد من الكتب والبحوث والدراسات القرآنية منها: «فهم القرآن.. دراسة للمواضيع والأسلوب» والصادر عام 2001، الترجمات الإنجليزية للقرآن عام 2004، وأخيراً أحدث ترجمة للقرآن عام 2004، وإصدار معجم مصطلحات القرآن في عام 2005 بالاشتراك مع الدكتور السعيد بدوي، كما أصدر كتاباً آخر عن الصلاة: أبعادها الدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية في نفس العام.

التجربة قبل الترجمة

وعن أسلوب الترجمة الذي اتبعه الدكتور محمد عبدالحليم يقول: «لما رأيت هجوماً على القرآن قلت في نفسي: عيب عليك أن تكون قروياً حافظاً للقرآن ولا تقدم شيئاً، فترجمت صفحة من القرآن وعرضتها على طلبة الدراسات العليا، فلم تعجبهم ثم حاولت مرتين أخريين حتى أعجبهم أسلوب الترجمة؛ فاتخذت ذلك الأسلوب منهجاً وعكفت على ترجمة القرآن لمدة سبعة أعوام».

وبعد هذه الرحلة القرآنية التي استمرت سبعة أعوام كاملة بدأ التحول من دراسة الأدب إلى الدراسات الإسلامية حتى صار رئيساً لقسم الدراسات الإسلامية بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية، ومن هذا الموقع استطاع أن يكون مؤثراً في بيان سماحة الإسلام.

التأثير في الرأي العام البريطاني

واستطاع الدكتور محمد عبدالحليم أن يخرج طلاباً من جنسيات مختلفة يؤثرون في الرأي العام البريطاني، وبات المجتمع يسمع لهم، بل باتت كليات اللاهوت تعين أولئك المسلمين لتدريس الدين الإسلامي فيها، وهذا لم يكن مسموحاً به من قبل؛ إذ كان يدرس الإسلام مستشرقون غير مسلمين.

المسلمون بين الاندماج والانعزال

وللدكتور محمد عبدالحليم رؤية يريد أن يوصلها للمسلمين الذين يهاجرون إلى بلاد غير المسلمين، فيرى أن الاندماج في المجتمع بشرط الحفاظ على الهوية يعد الوسيلة المثلى لنشر الدعوة الإسلامية.

نعم الولاء الأول للإسلام، هذا ما يراه الدكتور محمد عبدالحليم الذي رفض دعوة بعض المسلمين للانعزال في مجال التعليم؛ ليتعلم أبناؤهم في مدارس إسلامية خالصة دون مراعاة لخصائص المجتمع الذي يعيشون فيه.

هذا عن المهاجرين المسلمين إلى بريطانيا، أما المسلمون البريطانيون فإنهم ـ في نظر الدكتور محمد عبدالحليم ـ متمسكون بإسلامهم، يحافظون على أورادهم باللسان العربي، فيحفظون الأدعية باللغة العربية ويمارسونها في حياتهم اليومية.

تلك كانت تجربة دعوية صاحبها عربي، ولكنه أجاد اللسان الأجنبي فكان له جميل التأثير وحسن التعبير.

المصدر: جريدة العرب

captcha