ایکنا

IQNA

رسائل القرآن عبر الأنامل العشر.. مترجمو الإشارة وسطاء الرحمة بين الأئمة والصم

13:09 - August 25, 2017
رمز الخبر: 3465682
القاهرة ـ إکنا: مترجمو الإشارة هم وسطاء الرحمة بين الأئمة والصم ويترجمون رسائل القرآن الكريم ومعانيه لفئة الصم عبر الأنامل العشر.
رسائل القرآن عبر الأنامل العشر.. مترجمو الإشارة هم وسطاء الرحمة بين الأئمة والصم
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، قبل سنوات ليست بعيدة، كانت شعائر صلاة الجمعة، سواء الخطبة أو سنن الصلاة، بمثابة الطقوس المحجوبة، التى لم يكشف عنها لفئة الصم، وفى عام ٢٠٠٩ حلّ ضيفًا جديدًا على مسجد السيدة زينب في القاهرة، يُنصت إلى الإمام، ثم يترجم ما سمعه إلى إشارات بأنامله العشر؛ ما أدى إلى توافد الكثيرين عليه، جلسوا حوله يراقبون تلك اللغة التى لا يعرفون غيرها، وهى «الإشارة».

ومحمد عبدالله، خريج المعهد الفني، بدأ ارتباط الصم به منذ ٢٢ عامًا، حتى أصبح وجهه مألوفًا لقطاع كبير منهم، فهم الذين جلسوا قديمًا أمام نشرات الأخبار المذاعة على التليفزيون المصري، يتأملون حركات أصابع مترجم النشرة، الذى يطل عليهم من خلال مربع صغير، على يسار الشاشة، وهو أول من ترجم خطبة الجمعة عام ٢٠٠٩، بعدما عرض الفكرة على الدكتور أحمد يونس، رئيس المنظمة المصرية لمتحدى الإعاقة وقتها، فوافق عليها هو والدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر حينها.

يقول: «حصلنا على موافقة من الأزهر على ترجمة بعض معانى القرآن، إلى لغة الإشارة على اسطوانات، إلا أن هذا الأمر لم يُنَفَذ بسبب ضعف الميزانية، واليوم تفوقت علينا الدول العربية فى هذا المجال، وترجموا الأحاديث النبوية أيضًا وبعض التفاسير».

وعن المرة الأولى التى وقف فيها «عبدالله» يترجم خطبة الجمعة، يحكي: «البداية كانت من مسجد السيدة زينب، حين عرضنا الأمر على إمام المسجد، فأبدى انزعاجه ورفضه للفكرة؛ بزعم أن وجود مترجم إشارة من الممكن أن يشوش على باقى المصلين، ويشتت انتباههم، وبعد محاولات لإقناعه وافق على مضض، إلا أن النتيجة كانت صادمة، بعدما لمس بنفسه تأثير ترجمة الخطبة على الصم، الذين حضروا للمسجد، فقرر تخصيص مكان لنا بالمسجد، حتى توسعنا فى مبادرتنا، وشملت الجمعية الشرعية والجامع الأزهر فيما بعد».

يتذكر «عبدالله» إحدى الصعوبات التى واجهته فى تطوعه كمترجم لخطب الجمعة، حينما حدثت فتنة طائفية بمحافظة المنيا، فقرر الأمن توفير مترجم إشارة للمسلمين، وتم تخصيص مسجد، والاستعانة بمترجمى إشارة من القاهرة، للسفر أسبوعيًا إلى المنيا. 
 
وأردف: «طالبت أنا وزملائى ببدل انتقال، لعدم قدرتنا على تحمل نفقات السفر من القاهرة إلى المنيا، وهو ما رد عليه الأزهر بأن الميزانية لا تسمح، وبعدها كنا نسافر جمعة واحدة فى الشهر، ويتم حجز تذاكر القطار ذهابًا وإيابًا، دون معرفة الجهة المنوطة بذلك، وبعدما ظهرت مشكلة أخرى تتمثل فى عدم وجود أماكن لمبيت المترجم، الذى يضطر إلى قضاء ليلة فى المنيا، عرضت علينا إحدى السيدات المسيحيات استضافتنا بمنزلها، ثم علمنا أن الكنيسة كانت تتحمل حجز تذاكر القطار؛ ولذلك رفضنا السفر إلى المنيا، لوعظ المسلمين على نفقة الكنيسة».

وبينما يقف الشاب عمرو جمال، أمام جمع من الصم، بمسجد «الجمعية الشرعية» فى منطقة رمسيس، موليًا ظهره لإمام المسجد، معتمدًا على سماع الخطبة، وترجمتها فى الحال إلى إشارات باليد، يدركها المصلون من ضعاف السمع وفاقديه.

ويقول «جمال»، لـ«البوابة»: «عددهم يتراوح بين ٢٠ و٥٠ مصليا، يختارون هذا المسجد لقربه من محطة المترو، حيث يستقلون المترو مجانًا، أو بأسعار مخفضة، لأن هذا المسجد يوفر خدمة الترجمة للصم، منذ ثمانى سنوات تقريبًا». يضيف، أنه فى كل خطبة جمعة يوجد مترجم إشارة، إذ يتناوب مجموعة من المترجمين، يتطوعون لترجمة الخطبة، وفى بعض الأوقات كانت تتم ترجمة الدروس الدينية بعد صلاة العشاء.

ويتابع قائلًا: «ولأن بعض الصم كانوا يعتكفون فى المسجد خلال شهر رمضان، فكرنا فى التواجد معهم، إلا أن الأمر كان بالغ الصعوبة؛ نظرًا لانشغال المترجمين، واستحالة التواجد بالمسجد كل الأيام، خاصة أنهم متطوعون ولا يتقاضون أى مقابل نظير قيامهم بالترجمة للصم».

المصدر: البوابة نيوز
captcha