وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا)، سيكون الكتاب بحسب وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى، مرجعاً مهماً للأئمة والباحثين، ودعماً كما قال في تصريحات إعلامية "للغة والثقافة الأمازيغية في شقها الديني".
وكانت لجنة مشتركة بين وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والمحافظة السامية للأمازيغية، قد أطلقت في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، مشروعاً لإعداد كتاب تفسير معاني القرآن الكريم باللغة الأمازيغية.
والفريق الذي أشرف على إعداد المشروع ضم جامعيين ولغويين ومفسرين للقرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية، وتم وصف الخطوة بالحضارية والتاريخية، وتخدم على وجه الخصوص اللغة والثقافة الأمازيغية والهوية الوطنية الجزائرية.
ترحيب بالقرار
ولقي قرار فرض تعليم اللغة الأمازيغية على الأئمة وطلبة الزوايا والمدارس القرآنية، ترحيباً واسعاً في الجزائر، فنشرت النقابة الوطنية للزوايا الأشراف بالجزائر منشوراً فيسبوكياً يرحب بقرار تعليم اللغة، وترجمة القرآن إلى الأمازيغية.
وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وعلى لسان رئيسها عبدالرزاق قسوم، فيعتبر قرار الوزير صائباً، ومن حق الجميع فهم الإسلام وقيمه من خلال لسان الأئمة والدعاة، فكم من فتوى لم يفهم فحواها بسبب اللغة أو اللهجة، وتعلم الأمازيغية سيزيل كل ذلك الغموض.
ونقابة الأئمة في الجزائر بدورها رحّبت بفكرة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وقال جلول حجيمي رئيس النقابة: "أئمة المساجد، سيتلقون دروساً تكوينية في الأمازيغية، وهذا سيعزز الدور المسجدي، خاصة في المناطق التي لا يتكلم فيها المواطنون العربية بشكل واسع".
أمازيغية إسلامية
ورئيس "المحافظة السامية للأمازيغية" الهاشمي عصاد، أشاد بهذه الخطوة التي اعتبرها دعماً للهوية الوطنية، وفرصة لإعطاء قيمة أكثر للغة الأجداد والأصل.
وقال عصاد: "القرار الذي اتخذته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، له أبعاد إيجابية، فهو يثبت جذر المنطقة الأمازيغي، والهوية الإسلامية لها، بعيداً عن كل التأويلات، ويأتي امتداداً لقرارات الرئيس بترسيم الأمازيغية، وعيد رأس السنة الأمازيغية".
محمد حدادو، الأمين الولائي للكشافة الإسلامية الجزائرية بتيزي وزو - معقل أمازيغ الجزائر- بدوره يصف قرار فرض اللغة الأمازيغية في المؤسسة الدينية بالقرار الجريء والشجاع.
ولمس المتحدث "راحة كبيرة في أوساط المواطنين للقرار المتخذ، خاصة أن كبار السن والقرويين في المناطق الجبلية قل ما يفهمون العربية، ومخاطبتهم بالأمازيغية سيعزز الدين واللغة معاً".
وكان سكان ولاية تيزي وزو 150 كلم، شرقي العاصمة الجزائر سنة 2013، قد خرجوا بالمئات في مسيرات التأكيد بهويتهم الإسلامية، عكس ما روّج له البعض حينها بالأكل والشرب علناً نهار شهر رمضان.
المصدر:huffpostarabi.com