ایکنا

IQNA

"منصب المفتي".. حلم الطفل الفلسطيني "علاء عوض" بعد حفظه القرآن

16:52 - November 11, 2019
رمز الخبر: 3474334
غزة ـ إکنا: كلما همّ والده باصطحاب أخيه الأكبر إلى المسجد وإلحاقه بحلقات تحفيظ القرآن خلال العطلة الصيفية، كان الطفل علاء عوض يركض نحو والدته ليتجهز ويرتدي "الجلابية" والطاقية، ويرافقهما.

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، هناك كان الطفل الذي يبلغ ثمانية أعوام من عمره، يجلس بجوار أخيه علي ويستمع له في أثناء تسميعه الآيات التي أتم حفظها، ثم يعود إلى أمه ويطلب منها أن تحفظه القرآن كأخيه، لتجد منه استجابة لم تكن تتوقعها، ومن هنا بدأ مشواره في حفظ القرآن.

 


ويعد علاء، الذي يقطن في جباليا شمال قطاع غزة، من أصغر حافظي كتاب الله سنًّا، وقد أتم حفظه خلال ثمانية أشهر.

 

"لم أكن أعلم أن علاء لديه ملكة عالية في القدرة على الحفظ، فحظي باهتمامي ووالدته بصورة غير متوقعة، إلى جانب اهتمام محفظه به، ليتوج اهتمامهم ورعايتهم له بإتمام حفظ القرآن بمدة قصيرة، ويصبح محط أنظار من الجميع كونه سبق من هم أكبر من عمره"؛ والحديث هنا لوالده زاهر.

 

وبوجهٍ طفولي بريء، جلس علاء منصتًا لحديث والده مع صحيفة "فلسطين"، قبل أن يقول: "كنتُ في البداية أنتظر والدتي لتقرأ السور القرآنية التي حددها لي شيخي لتسميعها لكي أتمكن من حفظها دون أخطاء، وبعد أن أتممت حفظ أول أجزاء أصبحت أعتمد على ذاتي، حتى وصلت لتسميع 20 صفحة في اليوم".

 

وفي فترات الإجازة المدرسية كان يمضي ساعات طويلة في أرجاء المسجد وهو يردد الآيات ويتنقل من زاوية لأخرى، ويسمع لشيخه الذي لاقى منه اهتماما وتشجيعا، وفي بعض الأحيان كان يجلس من بعد صلاة الفجر حتى العشاء برفقة المحفظ، والمصحف الكريم لا يفارق يديه الصغيرتين.

 

وكان هذا الوقت الطويل تتخلله زيارة لوالده في المسجد القريب من بيتهم ليمده ببعض الطاقة المعنوية، لا سيما عندما يرى انهماكه الطويل في الحفظ، وفي الليل في أثناء نومه كان يدخل غرفته ليطمئن عليه بعد الجهد الكبير الذي بذله.

 

ولم يقتصر تميزه فقط على حفظ القرآن الكريم، بل أيضًا في مدرسته، فهو من أوائل الطلبة، وأصبح محل تقدير واهتمام من مدرسيه، فغالبًا ما يُطلب منه الصعود لمنصة المدرسة لتلاوة القرآن، والمشاركة في الإذاعة المدرسية.


ويضيف والده: "أنا فرح جدًا بالجو التنافسي بين أبنائي بحفظ القرآن، ففرحة إتمام الحفظ لا تساويها أي فرحة سواء كانت نجاحا أو زواجا أو غيرهما، ورغم أن علي قد سبقه وأتم حفظه فإن فرحة علاء كانت أكبر لصغر سنه، شعرت نفسي طائرًا، وخرجت من عملي وتوجهت للبيت لأخبر والدته فبكينا من السعادة".


وخلال هذه الجلسة، تلا علاء بعض الآيات القرآنية بصوته الطفولي العذب، متقنًا القراءة بأحكام التلاوة والتجويد، كونه لم يقصر جهده فقط على الحفظ، بل تلقى دورات لتعلم تلك الأحكام، واجتاز الدورة المبتدئة، والعليا، ويطلب من والده أن يحصل على السند.


"سعيد لكوني حققت حلم حياتي بحفظ القرآن، والآن أعمل على تثبيته، وقد اجتزت اختبارات الجودة، وتمكنت من تسميع ثمانية أجزاء في جلسة واحدة، وسأكمل مشواري في تثبيت الحفظ والحصول على السند والقراءات العشر، وتعلم فقه الأحاديث"، يقول علاء.


وفي كثير من الجمعات العائلية لأعمامه وجدته، يقف على طاولة خشبية عادا نفسه خطيب الجمعة ويبدأ بدعوتهم إلى تقوى الله، وحثهم على الصلاة والعبادة، فلدى علاء موهبة في الإلقاء والخطابة، وأحيانًا يعطي دورسًا قصيرة في المسجد، ويكون جالسًا في غرفته فيسمعه والداه وكأنه يلقي خطبة أمام حشد كبير من الناس، أو يقرأ آيات من القرآن.


ويختم علاء حديثه: "ما وصلت له بفضل الله أولًا، ثم والدي وشيخي، وأحلم أن أشارك في مسابقات عالمية لأمثل فلسطين في محافل دولية بعد أن ألبست والدي تاج الوقار، وأطمح عندما أكبر أن أصبح مفتي فلسطين".

المصدر: فلسطين أون لاين

captcha