ایکنا

IQNA

إمام الجالیة اللبنانیة في السنغال:

العالم الإسلامي بحاجة إلی وعي جدید ودعاة أکفاء لبثّ هذا الوعي

8:39 - May 18, 2020
رمز الخبر: 3476631
بیروت ـ إکنا: أكد إمام الجالیة اللبنانیة في السنغال، الشیخ "عبدالمنعم الزین" أن العالم الإسلامي بحاجة إلی وعي جدید وتربية دعاة أکفاء یخاطبون المجتمع العصری باللغة التی یفهمها یملکون بضاعة سلیمة لعرضها علی المجتمع.

وقال ذلك، إمام الجالیة اللبنانیة في السنغال ورئیس المؤسسة الإجتماعیة الإسلامیة الشیخ "عبدالمنعم الزین" في المحاصرة التي ألقاها يوم الجمعة الماضي 15 مايو الجاري تحت عنوان "التقوى وأثرها على الفعل الإنساني"، في الندوة الإلکترونیة الخامسة من سلسلة ندوات "جدلیات کورونية" في بيروت التي أقيمت تحت عنوان ندوة "كورونا؛ جدليات الهوية الإنسانية".
 
وإلیکم نصّ المحاضرة:

"في مثل هذه المحاضرات سواء في ندوات أو مؤتمرات یکون مصب الحدیث علی بیان المشکلة وقلیل ما نتطرق للعلاج. الطبیب الذي یشرح للمریض مرضه بالدقة الکاملة ولا یعطیه علاجه لا یفیده بشئ.

وهنا لدینا مشکلة أو إشکالیة وللمشکلة عدة شعب إحدی هذه الشعب هو "کورونا" والشعبة الأخری هم "الناس" أي فهم الناس للمشکلة والشعبة الثالثة هو "موقف الدین" هل للدین موقف من هذه المشکلة أم لا.
 
وهذه الأمور یمکن البحث فیها عندما یکون هناك أناس متخصصون ولکن نحن نتحدث عن العلاج.

وحدیثي عن العلاج أبدأه بآیة حیث یتحدث القرآن الکریم عن الجهاد "وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ".

وهذا یعني الذهاب الی الحرب بـ عُدة یعنی سیف ورمح وغیره لیس الهدف منه أن أقتل شخصاً أو أکون شهیداً بل الهدف النهائی أن أکون واعیاً لما أخترت ما یکون دیني وهذا الوعي في ذلك الزمان کان علی ید النبی (ص) والنبی (ص) عندما کان یسافر من المدینة کان الوعي یقف.
 
وإذن من کل مجموعة یذهب شخص مع النبي (ص) لیلتقف منه الآداب حتی اذا رجع الی قومه الذین خسروا الوجود النبوي لشهر أو شهرین یقوم بتعزیز الوعي.

إذن الهدف هو التعلیم وأن نستوعب الدین إستیعاباً کاملاً حتی نستطیع أن نعالج به أمراضنا من جهة وأن نعرضه علی الآخرین من جهة ثانیة.

وتساءل کیف یمکن أن نستعید شخصیتنا ووجودنا ودیننا ومجتمعنا وتراثنا إذا کنا نبکي علی ما نحن علیه؟ بمعنی أن مجالس العزاء علی ما نحن فیه لا تکفینا نحن بحاجة الی عملیة إنقاذ تنقذ مجتمعنا مما نحن فیه.

وهذه العملیة لها درجات، الدرجة الأولی تربية الدعاة الأکفاء الذین یخاطبون المجتمع العصری باللغة التی یفهمها ولاأقصد أن یستخدموا اللغة الإنجلیزیة أو الفرنسیة إنما أقصد بأسلوب التفکیر الذی یفکر به الإنسان. العالم الإسلامی بحاجة الی تربية دعاة أکفاء یخاطبون المجتمع العصری باللغة التی یفهمها یملکون بضاعة سلیمة لعرضها علی المجتمع.

 ولدینا آلاف من الدعاة الذین یذهبون الی أوروبا وإلی أمریکا؛ ما هو الهدف وکیف یعملون؟  الهدف غالباً ما یکون أن یذهب الداعیة بمهمة ویأخذ راتب علیها وإنتهی الأمر.

من نرسل؟ هل نرسل الشخص الذي تعلم لسنة أو سنتین أو ثلاث وحتی وإن تکلم الإنجلیزیة أو غیرها، علينا أن نجيب أنه لا یصلح إذا لم یملك بضاعة سلیمة یعرضها علی المجتمع.

ونحن بحاجة الی معاهد تکون هؤلاء الدعاة کما أن هناك معاهد تکون حکام العالم فی بریطانیا وسویسرا وروسیا وغیرها تعمل لتکوین القیادیین فی العالم.

واذا کان لدی الغرب معاهد تکون حکام للدول الإسلامیة فـ نحن المسلمون أي معاهد لدینا لإنتاج دعاة نوفدها الی الغرب؟

وبکل أسف هذه النقطة أي تعلیم الدعاة لیس موجوداً عندنا ونحن بحاجة الی دعاة أکفاء.

وقبل یومین کان عندي شاب یقول لي عنده مجموعة من الزملاء یتحدثون عن وجود الله سبحانه وتعالی وهو عجز أمامهم هم یقولون له أن هناك کانت قطعة واحدة فـ إنفجرت وتکون منها الکون وهو نقل هذا عنهم فسألته ماذا بعد؟ قال إن کان کذلك فـ لاداعی لوجود الله. سألته ومن أین أتت القطعة الأولی التی تکون منها الکون؟ من صنعها؟ من وضع فیها قابلیة الإنتشار؟ أو کما عبر أمیرالمؤمنین(ع) فی أول خطبة له فی نهج البلاغة "وغرز غرائزها وألزمها أشباحها" جعل کل شئ حیاً أو جامداً لیقوم بدوره وجعل فیه الغریزة.

فقلت له أنا مستعد أن أقول أن أساس الکون هی تلك القطعة التی تحولت الی کتلة ضخمة والکتلة إنفجرت وتکون منها هذا الکون ولکن هل هناك غیرالله من حرك هذه الکتلة حتی تنفجر وثم وضع فیها هذه الخصائص.

وفي معرض الحديث عن معنی التدین فی المجتمع علينا أن نقول إن مشکلتنا أن الکثیر من خطباءنا ودعاتنا یرکزون خاصة فی شهر رمضان یرکزون علی أن التدین هو الإکثار من الصلاة ومن قراءة القرآن ومن الصدقات وغیر ذلك وأنا أیضا أرکز علی هذا ولکن لاأکتفی به.

ونحن بحاجة الی الوعی الدینی السلیم قبل الطقوس. ألا یوجد عندنا أحادیث کثیرة وموارد هائلة من العلماء الذین کانوا متنورین یقولون أن "تطعم جائعا خیر من أن تبني ألف جامع" وأنا أقول الیوم أن تعلم جاهلا أفضل من أن تبنی ملیون جامع والتعلیم کما یکون فی البیت یکون في المدرسة والبیت والساحة لکن بناء المساجد بلامصلین بلاواعین لأناس جهلة ماذا ینتج؟ لذلك أقول أن ینبغی أن نشرح الدین کـ علم وکـ قانون.

والعالم کله یفتش عن القانون العادل وأین القانون العادل في هذه الدنیا؟ الإشتراکیة فشلت والشیوعیة فشلت والرأسمالیة فشلت وکل النظم الهائلة في العالم فشلت وأنا أطالب مرجعیاتنا وعلماءنا ومجتهدینا ومثقفینا بإعادة النظر في القانون الإسلامی بالأسلوب الذی یتناسب مع العصر الحدیث لا بمعنی التنازل عن مبادئنا أبداً. إنما بمعنی إستنباط الحدیث لیس کـ أننی أعیش قبل مئة سنة. أن نعیش فی العصر الحاضر وأستنبط من القرآن ومن السنة الشریفة ما یدیر هذا العصر دون تنازل عن قانون واحد من قوانین الإسلام. أی أن حرام محمد{ص} حرام الی یوم القیامة وأن حلال محمد{ص} حلال الی یوم القیامة ولکن المشکلة فی التطبیق وإنشاء وعی جدید وبحاجة الی دعاة أکفاء الذین یعرفون کیف یخاطبون البشر".
captcha