ایکنا

IQNA

المشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:

العلامة العاملي (ره) حقّق المصداق الواضح لأخلاق أهل البيت(ع) في قضاء حوائج الناس

11:46 - October 19, 2020
رمز الخبر: 3478649
بیروت ـ إکنا: أكد العلماء والباحثون المشاركون في ندوة "سيرة الرسول الأعظم (ص) تدقيقاً وتحقیقاً، عند العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي" أن العلامة العاملي(ره) لم يكن عمله محصوراً بتاريخ الإسلام والشيعة، مؤكدين أن السيد كان من الذين جسّدوا وحقّقوا المصداق الواضح لأخلاق أهل البيت (ع) في قضاء حوائج الناس.
العلامة العاملي (ره) حقّق المصداق الواضح لأخلاق أهل البيت(ع) في قضاء حوائج الناس
وبمناسبة الذكرى السنوية الاولى لرحيل العلامة المحقق آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي (ره) وفي أجواء ذكرى شهادة النبي الأكرم (ص)، أقامت المستشارية الثقافية الإسلامية الإيرانية في لبنان بالتعاون مع حوزة الامام على(ع) في لبنان، ندوةً علميةً بعنوان "سيرة الرسول الأعظم (ص) تدقيقاً وتحقیقاً، عند العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي", وذلك في "عيتا الجبل" مسقط المحقق السيد جعفر مرتضى, وعبر الفضاء الافتراضي بحضور ثلة كبيرة من العلماء الاجلاء واساتذة الحوزات العلمية في لبنان والعراق وايران وفاعليات سياسية وعلمائية وثقافية واجتماعية وفكرية وبلدية وإختيارية, فضلاً عن تلامذة السيد مرتضى ومحبيه وأبنائها مع مراعاة البروتوكولات الصحية في زمن كورونا كوفيد-19.

وبعد آيات بينات من القرآن الحكيم للمقرئ الدولي السيد عباس مرتضى, ُعرض فيلم وثائقي يؤرخ لمسيرة الراحل الكبير بعنوان  "منارة المحققين", ثم تحدث مدير الندوة فضيلة الشيخ نزار سعيد مدير عام مراكز الامام الخميني(رض) الثقافية في لبنان, مشيداً  بمزايا الراحل وانجازاته العلمية على صعيد إثراء المكتبة الاسلامية وعلوم أهل البيت عليهم السلام.
 
المستشار الثقافي الايراني لدى لبنان الدكتور عباس خامه يار

وبعد ذلك تحدث سعادة المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار, فقال: "شاءت الأقدارُ أن نلتقيَ اليوم بمناسبةِ وفاة الرسول (ص) لنرثيَ محقِّقاً عالِماً جليلاً وباحثاً معاصراً تركَ أثراً كبيراً في تاريخ الإسلام وتركَ مدرسةً من الفكر الديني العلمي، تنتهجُ الأجيالُ نهجَها. نرثيه اليوم ونكرّمُ ذكراه الطيبة التي تركت فجوةً كبيرةً برحيلِه، فهو الذي ألّفَ الكثير من الكتب في ردّ الشبهات فكانت مؤلفاتُه تحقيقاً وتنقيباً في تاريخ الإسلام بهدفِ الحفاظ على الإرث المحمّدي، وهذا ما يستدعينا اليوم أن نذكرَ له وفي هذه المناسبة، وفاة الرسول (ص)، مؤلفه العظيم "الصحيح من سيرة النبي الأعظم" الذي استغرقَ عشرين عاماً في تأليفه بمجلداته الخمسة والثلاثين، فصنّفوه من كتب السيرة النبوية وحاز على جائزة الكتاب الأول في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. هذا الكتاب الذي عرضَ سيرة حياة الرسول بطريقةٍ تحليليةٍ وباعتماد أكثر من 1600 مصدر ومرجع تاريخي إسلامي من الفريقين السنّي والشيعي. فلقد كان نقدياً بالدرجة الأولى في مشاهداته وقراءاته، مما أكسبَ فكرَه صفةَ الموضوعية العلمية والتحليلية الشمولية. وبلغت أهمية الكتاب مبلغاً واسعاً حتى صار موضعَ دراسةٍ وتحليلٍ لمنهجِ الكتابِ نفسه. هذا بالإضافة إلى تفاسيره لسورٍ من القرآن الكريم وكتبه الاخرى.
العلامة العاملي (ره) حقّق المصداق الواضح لأخلاق أهل البيت(ع) في قضاء حوائج الناس
واضاف الدكتور عباس خامه يار أن الحديث عن شمائل السيد مرتضى كثيرة، لكن الوقوف عند درجته العلمية وأهمية مؤلفاته العلمية التاريخية أمرٌ مهم قبل أيّ شيء. واليوم ما يعزينا في غيابه هو هذه الآثار والمؤلفات والفكر الساطع النيّر الذي لا ينطفئ وإنما يلهمُ الأجيال لاستكمال المسيرة. هذا الأب الروحي لطلبة العلم والفقيه الموسوعي، رحلَ في مثلِ هذا اليوم وتركَ ثُلمةً عميقة، إلا أنّ سيرتَه العظيمة وذكراه الطيبة وتواضعه وكرمه وطيبته التي بقيت لنا درساً  كبيراً، ستخلّدُ في التاريخ، تاريخ هؤلاء العظماء الذين خدموا الإسلامَ في حياتهم وبعد رحيلهم.
 
عضو مجلس خبراء القيادة  في إيران آية الله السيد هاشم الحسيني البوشهري

من جهته، أشاد عضو مجلس خبراء القيادة وعضو شورى الحوزات الدينية ونائب رئيس جامعة المدرسين في إيران سماحة آية الله السيد هاشم الحسيني البوشهري  بأهمية الاجتماع بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل عالمٍ عامليٍّ وشخصيةٍ علميةٍ ومحقّقٍ بارزٍ خادمٍ لمدرسة أهل البيت(ع)، أسوةٍ في الأخلاق والفضيلة المرحوم آية الله العلّامة السيد جعفر مرتضى العاملي، حيث يصادفُ رحيله مع ذكرى وفاة النبي الأكرم خاتم النبيين (ص) واستشهاد الإمام المجتبى عليه السلام.

وتابع السيد هاشم الحسيني البوشهري إن الكلام في مراسم كهذه أمرٌ شاقٌّ وصعب. لأنّ بيان فضائل هذه الشخصية العلمية والتاريخية ومكارمها الأخلاقية يستغرقُ وقتاً أطول وإلماماً ومعرفةً أعمقَ بكافة أبعاد حياة هؤلاء الأفراد الذين أفنوا كل عمرهم في طريق خدمة الدين ومدرسة أهل البيت عليهم السلام مما يصعب الأمرَ على المتحدث.
العلامة العاملي (ره) حقّق المصداق الواضح لأخلاق أهل البيت(ع) في قضاء حوائج الناس
وأضاف أنه في القرآن هناك أكثر من 80 سورة تتحدث عن العلم والعلماء بتعظيم وتمجيد. وفي المواضع المختلفة سواءً في القرآن أم في روايات أهل البيت هناك مديحٌ في حق العالِم. ففي آيةٍ وردَ "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلمَ درجات". وفي آيةٍ أخرى "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون". ويقول النبي الأكرم (ص) "إن أكرم العباد إلى الله بعد الأنبياء العلماء". كما ورد عن الإمام علي بن موسى الرضا (ع) "إن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده شرح صدره لذلك وأودع قلبه ينابيع الحكمة وألهمه العلم إلهاما ".

وأشار الى أن العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي يعتبر أحد أبرز المؤرخين الشيعة وتتميز آثاره التاريخية بخصوصياتٍ مثل المقاربة الاجتهادية، والإفادة من التاريخ في التحقيقات التاريخية، من أجل الدفاع عن المباني الكلامية لدى الشيعة ونقد المباني الكلامية لدى الآخرين.

وختم السيد هاشم الحسيني البوشهري كلامه بالقول  لم يكن عمله محصوراً بتاريخ الإسلام والشيعة. بل كان يشارك في الدروس الفقهية والسياسية والبرامج الاجتماعية. كان له اهتمام خاص بفقه الحديث، كان إلى جانب جبهة المقاومة. وكان موضع اهتمام شخصيات الحوزات العلمية في قم والمراجع الكبار. وصفه قائد الثورة الإسلامية في رسالة التعزية التي أصدرها بمناسبة وفاته، بأنه العالم المجاهد والخادم للإسلام، وفي بيانٍ آخر: هذا العالم الجليل، بتأليفاته القيّمة والكبيرة والبحثية في تاريخ صدر الإسلام، والتي تتمتع بالأسلوب الجميل والقلم المقتدر، أسدى خدمةً عظمى إلى العالم الإسلامي وملأ حاجةً ثقافيةً مهمةً.

رئيس المحاكم الجعفرية في لبنان سماحة الشيخ القاضي محمد كنعان

وأيضاً كانت كلمة لرئيس المحاكم الجعفرية في لبنان سماحة الشيخ القاضي محمد كنعان حيث اعتبر أن الذكرى تبقى صارخة في اعظم مصاب اصاب الخلائق اجمعين حين عرجت نفس رسول الله(ص) الى بارئها حيث اصلها ونقطة انبثاقها وبقيت الاحزان والالام تضرب صفحة الوجود كله في هذه الارض التي افتقدت نور ربها ودخلت الامة في الامتحان الاصعب والاقسى والذي ما زالت مفاعيله تترى كل يوم في حياة البشرية. صلوات الله وسلامه على رسوله الامجد محمد واله الطيبين الطاهرين ما طلعت شمس وغابت ما هب هواء وركد وليس افضل من الصلوات عليه واله تزكيةً لنفوسنا وتطهيرا للقلوب.
العلامة العاملي (ره) حقّق المصداق الواضح لأخلاق أهل البيت(ع) في قضاء حوائج الناس
واضاف الشيخ محمد كنعان: فلقد انتصر المرحوم السيد جعفر مرتضى في نسبه اولاً حين عمل على تراث النبي وآله(ص) في كل ما يستبطنه قول الرسول " كل نسبٍ مقطوعٌ يوم القيامة الا نسبي" ذلك النسب الذي يحمل منتسبوه عبئاً اضافياً في بقاء الالق ظاهرا لكل الناس علماً وادباً وهدايةً ونموذجيةً حقة. فلا يبقى النسب مجرد انتماء بيولوجي بل يغدو عنصراً سيالاً يمثل فيه المنجح المخفق قنبلة عطر يفوح اريجها فرصةً تداولية تخلق الانجذاب الدائم نحو بيتٍ يطمس الجهالات بنور القدس ويبقي الراية مرفوعة تدل على من كانت وستبقى بيوتهم وقبورهم للسائلين عن الكرام دليلا.
 
ولقد انتصر رحمه الله ايضاً وايضاً للسيرة النبوية والعلوية والحسنية والحسينية فضلاً عن غير ذلك من ابواب السيرة في ان يسير في تحقيقاته الى حيث تتسيل الحقيقة شفافة واضحة لكل مجتني ثمرها فأوضح المشهد ووسع فضاءه واستفقنا على امرٍ قلّما تنبّهنا اليه من الناحية العملية وهو أن محمد وأهل بيته هم الحقيقة والحق هم فحين نسير في اثر الحق فإننا هناك في الصحيح من سيرتهم ع فيرتفع ذكرهم رامزاً الى الحق بيل يرتفع الحق لتلك الملفوظات الحرة التي لا يخضع القلم فيها الا لإخلاص صاحبه ومودته لأهل الحق، تلك المودة التي هي الاجر الوحيد للرسالة. لقد استنزل رحمه الله في هذه التحقيقات العقل الجمعي العام للامة من خلال الصدمة تارة وازالة الغشاوات احياناً أخرى.
 
مستشار وزير الثقافة الايراني الشيخ محمد علي مهدوي راد

وتحدث مستشار وزير الثقافة والارشاد الاسلامي في ايران والاستاذ في الحوزات العلمية سماحة الشيخ محمد علي مهدوي راد من إيران، فقال:  حضرت لدى العلامة جعفر مرتضى عشر سنوات، العلامة الاديب والمحقق، واستطعت ومن دون مبالغة ان اقرأ جميع مؤلفاته بدقة وامعان، الموضوع الذي اريد ان اطرحه هو حول اثر الوضع والجعل فيما كتب في التاريخ.
العلامة العاملي (ره) حقّق المصداق الواضح لأخلاق أهل البيت(ع) في قضاء حوائج الناس
ان موضوع الجعل كان قائماً في زمن النبي محمد "ص" ، وكان يستدعي للرسول "ص" ان يتحدث على رؤوس الاشهاد ليبين كذب هؤلاء الوضّاعين.

واضاف الشيخ محمد علي مهدوي راد أن أعظم عمل قام به العلامة السيد جعفر مرضى هو انه استطاع ان يكشف هؤلاء الكذّابة من خلال مؤلفاته.
 
عضو المجلس الاعلى الاسلامي في العراق سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

وتناول عضو المجلس الاعلى الاسلامي في العراق سماحة الشيخ جلال الدين الصغير،  في كلمته الميزات التي تميز بها العلامة الفقيد, وقال: لاشك اني لم استطع ان استوعب الحديث عن كل نتاجات الراحل الفقيد، ولذلك سأكتفي بمرور سريع على ابحاثه المسماة بالتاريخية، وسنجد ان الحديث عن تاريخية عدة ابحاث يحتاج الى اعادة نظر لانه  يمكن القول بأنه ابتدع منهجا كان مفقودا في دراسات المعصومين"ع" وفي دراسة تاريخهم، مما تسبب بعطب كبير بالثقافة التي تلّقتها اجيال واجيال، عن طبيعة سيرة المعصومين "ع" لإن تلك السيرة التي كان المؤرخون يصفونها بعنوانها، سيرة الاشخاص الذين عارضوا النظم السياسية والنظم المذهبية والفكرية التي كانت سائدة في ازمانهم ، وهو ما ادّى الى محاصرة المعلومة المتعلقة بهذه السيرة ووضعها في اطر من شأنها ان لاتُتيح المجال للتعرّف على هذه السيرة بما يناسب مع شخص المعصوم "ع" ، وقد اعانت الظروف الاجتماعية السيئة والصراع السياسي والعنت الطائفي ، اعانت هؤلاء على زيادة حجم المعلومة ومحاصرة المعلومة ، هذا اذا لم ننظر الى حجم التزوير في هذه المعلومة التي اجتهدت سياسات الامويين ومن بعدهم العباسيين ومن لحق بهم من العاملين باثارهم ، اجتهدوا على الكثير من الكذب والتشويه لهذه السيرة، حتى وضّح المقصود.
العلامة العاملي (ره) حقّق المصداق الواضح لأخلاق أهل البيت(ع) في قضاء حوائج الناس
تساءل الشيخ جلال الدين الصغير كيف يمكن لامرأة وصفها القرآن الكريم بعنوانها واقعة عقائدية ولكنها في البعد الاخر واقعة تاريخية . حادثة المباهلة نص تاريخي ، هذا النص يتضّمن الطبيعة الوحيانية التي كُللّت على الخمسة المباركين ، صرّحت بعدم امكان كذبهم ، ولو جئت بهذا النص بعنوانه احد مرتكزات شخصية الزهراء"ع" ورأيتها تقسم في قضية فدك ، عندئذ كيف يمكن لك ان توازن مابين التي كانت فدكا في يدها ، وبين الذي ادّعى بحديث عن رسول الله "ص" ومن تكذيب لصفة يصرّح بها القرأن الكريم.
 
وعبر الشيخ جلال الدين الصغير عن اعتقادع بان جهده المبارك في حقيقة الدمج بين الابعاد العقائدية مع التأكيد على هذه الابعاد كان لها نصابها وشخصيتها التاريخية مع طبيعة التاريخ الذي حصل، عندئذ لم يكن يبقى الامام الحسين"ع" مجرد رجل خرج عن حاكم زمانه ولم يكن يزيد لعنة الله عليه مجرد حاكم اعتدى على فرد من افراد هذه الامة ، وانما الحسين"ع" بكل ابعاده العقائدية .
 
الاستاذ الحوزوي والجامعي سماحة الشيخ علي جابر
 
وكانت كلمة الاستاذ الحوزوي والجامعي سماحة الشيخ علي جابر سأل  فيها  عن  الجديد في كتابات العلامة السيد مرتضى فقال: في الدراسات التاريخية لقد عمل العلامة في هذا الميدان على المزاوجة بين العقل والنص لاجل تأصيل مايكتب.

صحيح أننا نراه ملتصقا اكثر بالنص وان دور العقل يتراجع قليلا لصالح النص،لكننا نجد التدقيق في الزمان والمكان والظروف والدلالة  فلا يأسره النص بل يخصصه للتحقيق ، وقد وضع امامه الموسوعة التراثية الاسلامية في الحديت والفقه والتاريخ والتفسير من كل المذاهب واستفاد منها في بناء رؤيته للقضايا التي عالجها؛ وهي اعادة تطهير الصورة التاريخية الواقعة بخلفياتها وابعادها وآثارها ، وكشف الزيف الذي احاط بها، وهو في ذلك يحشد مصادر ومراجع من كتب السنة والشيعة والزيدية وغيرهم. مضاغا الى ذلك نجده حاضرا امام كل موضوع يطرح ليرشد الى مصادره ومراجعه، ويقدّم لنا مكتبة بحيثية تلك الظاهرة في عقله الموسوعي . ولذل لا انتقائية في رأيه بل يصدر عن تصورات ومبادئ محدودة بالدليل ، هو لايتشابه في منظومة اراءه مع الاخرين من الباحثين.
العلامة العاملي (ره) حقّق المصداق الواضح لأخلاق أهل البيت(ع) في قضاء حوائج الناس
واضاف  الشيخ علي جابر لقد قدم لنا العلامة السيد رحمه الله موسوعة فريدة تضمنت السيرة النبوية بتحقيق لانظير له في كتابات علماء الاسلام  بعنوان " الصحيح في سيرة الرسول الاعظم(ص) " ثم حياة امير المؤمنين الامام علي "ع" ثم الامام الحسن "ع" ، ثم حياة الامام الحسين "ع" ، مضافا للحياة السياسية للامام الرضا "ع" والحياة السياسية للامام الجواد"ع"، ودراسة في علامات الظهور التي سأفردها بالتعليق ، وقضايا تاريخية اخرى.

وختم الشيخ علي جابر كلمته قائلاً:  وللسيد مرتضى حداقة عقلية تتجلى في موارد عديدة ، منها مناقشته الوجدان الفطري الذي ذكره السيد المقدس آية الله السيد عبد الاعلى السبزواري في مسألة أنه يجب على كل مكلف ان يكون اما مجتهدا او مقلدا  او محتاطا ، حيث قايس بينه وبين الوجوب في المسألة  ليصل الى الفارق بين الوجوب الفطري والوجوب العقلي ، وان وجوب دفع الضرر من مدركات العقل وليس بأمر فطري على النحو الذي صوّره بعض الاعلام.
 
مدير حوزة الامام علي بن ابي طالب (ع) في لبنان سماحة السيد علي حجازي
 
كذلك تحدث مدير حوزة الامام علي بن ابي طالب(ع) في لبنان والتي أسسها العلامة الراحل السيد جعفر مرتضى, سماحة السيد علي حجازي، من لبنان فقال: برحيل العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي. سأتحدث عما هو غير مدرك بشكل واضح في شخصية السيد وبما له علاقة بتحقيقه التاريخي لحياة رسول الله. كيف أثر سماحته بتصحيح التاريخ أثر تاريخ النبي وآل البيت في شخصية السيد. أتحدث عن الشخصية العلمية- السلوكية- العصرية الحوزوية.  

واضاف السيد علي حجازي: السيد العالم المفكر المتكلم المؤرخ المفسر الفقيه الأديب، قد يقال إنه ليس مؤرخاً وانما هو متكلم في التاريخ. لا بد للتاريخ ولكي لا يشوه أو تشوه رجالاته وخاصة شخصية النبي الأعظم، أن يخضع للمتلكم والعقيدة الحقة. السيد المتكلم صحح التاريخ لأن الشخصية النبوية والولوية لا يصدر منها ما يخالف حقيقتها المعصومة وإلا فالتاريخ المكتوب يصور النبي كما صورته آيات شيطانية فالسيد المتكلم صوب التاريخ – والسيد المؤرخ سدد للمتكلم قضاياه- كم من قضيةٍ كلامية مبدؤها التاريخ وكم من عقيدة فاسدة مصدرها التاريخ المدوّن. لا بدّ لهذا التاريخ أن يصوّب كي تصوّب العقيدة. كان التاريخ طوع قلمه مسلطاً علمه بينما من كتب التاريخ كان التاريخ مسلطاً عليه.
العلامة العاملي (ره) حقّق المصداق الواضح لأخلاق أهل البيت(ع) في قضاء حوائج الناس
إن السيد من الذين جسدوا وحققوا المصداق الواضح لأخلاق أهل البيت (ع) في قضاء حوائج الناس ومساعدتهم والاحساس بهم يعيش همومهم ويسعى كي يفرج عنهم كرباتهم. في تواضعه في رحمته ومحبته وسعة صدره كان لا يشعر جليسه بالفارق لا بالفوقية بل ولا بالمساواة كان يحسس الآخر مهما كان مقامه أنه ذو مقام.
 
وشدد السيد علي حجازي على ان العلامة المحقق مرتضى اختار طريق التحقيق التاريخي بمنهج الفقيه الاصولي وكان يدرك ان هذا الخيار لا يجعله في المراتب العليا والتي لم تخطر على باله قط. نعم ضحى بمقاماتٍ عليامن أجل إثبات الحق التاريخي. هنا أُثر التاريخ في السيد.
 
المدير السابق  لديوان الوقف الشيعي  في العراق السيد علاء الموسوي

أما المدير السابق  لديوان الوقف الشيعي  في العراق السيد علاء الموسوي, فقال: عرفت العلّامة السيد جعفر مرتضى العاملي في قم المقدسة استاذاً ومحققاً ومدرّساً وكاتباً، وكانت لنا معه لقاءات عديدة حتى انتقل الى لبنان، وايضا التقيت به في لبنان مرّات عديدة .
 
وأردف السيد علي الموسوي قائلا هناك تفاصيل تدلّ على أن الرجل كان مقيّداً بالقضايا الشرعية وبالورع، بحيث يتجنب موارد الشبهة ويبتعد عنها.
العلامة العاملي (ره) حقّق المصداق الواضح لأخلاق أهل البيت(ع) في قضاء حوائج الناس
كان يتحلّى ايضا بهدوء وسكينة وأخلاق عالية جدا ، إتّزن في التعامل مع الاخرين ، وكان ساكن الريح كما هو الموصوف في الروايات ، المؤمن يتحلّى بسكزن الريح.
 
وأضاف أنه من الصفات المشهودة للسيد جعفر مرتضى العاملي رحمه الله ، إنّه كن يَتحلّى بغيرة شديدة على المذهب والدين والاسلام، وهذه صفة لعلّنا نجدها نادرة في اهل هذا الزمان ، الانسان قد يغار على نفسه وأهله وعائلته وعلى اسرته وعشيرته فينتفض اذا أُصيب بهم أذى وانتقاص، أما الغيرة على الدين في هذا الزمن تكاد تكون نادرة ، نجد ان الغيرة حاضرة في هذا السيد الجليل ، نجده ينتفض لقضايا الدين ن ويسهر لقضايا الدين، ويسهر لمّا يمس الاسلام بسوء، الاسلام واهل البيت عليهم السلام ، من أفكار ومقولات وغير ذلك.
 
سماحة السيد مرتضى مرتضى، شقيق السيد جعفر مرتضى
 
 بدوره، قال سماحة السيد مرتضى مرتضى، شقيق السيد جعفر مرتضى: اما بما يخص حديثي عن سماحة العلامة جعفر مرتضى، استطيع ان اقول أنه كان اوسع من ايران واوسع من لبنان واوسع من كل الامكنة التي نعرفها، كان له دور في افريقيا  من خلال زيارته  لمدة شهر واحد، ترك فيها آثارا" تبقى الى الاجيال والعصور القادمة، له من المحبين من الشباب المثقف من ابناء افريقيا، ولايزالون يذكرونه ويتذكرون الانقلاب الثقافي والعقائدي الذي اوجده بينهم وقلب حياتهم رأسا على عقب.

العلامة العاملي (ره) حقّق المصداق الواضح لأخلاق أهل البيت(ع) في قضاء حوائج الناس
captcha