معرفة معنی "الصدق" في القرآن؛ مفتاح النجاح
والصدق مفهوم محوری في القرآن الکریم حیث أوصی به القرآن الکریم وفیما یلی نشیر الی معناه وأهمیته وما جاء حوله.
ویقول الأديب والعالم "الراغب الإصفهانی" (توفي 502 هـ / 1108 م) في کتابه "المفاهیم القرآنیة" إن الصدق کل ما هو لیس کذباً والصدیق هو من یصدق والصدّیق هو من لم یکذب قط وقیل أیضاً إن الصدّیق هو من صدق في فکره وعمله.
وأشاد الله سبحانه وتعالی بالصدق والصادقین وجاء الصدق کـ صفة إلهیة إذ قال البارئ عز وجل في القرآن الکریم " وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قیلا" وقال أیضاً "وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدیثا".
ومن صفات أولیاء الله الصالحین وأنبیاء الله (ص) هو الصدق الذي به سعدوا وأسعدوا أتباعهم في الدنیا والآخرة.
ومن سبل السعادة في المجتمع الإسلامی من منظور القرآن الکریم مواکبة الصادقین وإتباعهم أي أولئك الصادقین الذین إتبعوا القرآن وآمنوا بصدق کما جاء في القرآن الکریم "یا أَیهَا الَّذِینَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ کُونُوا مَعَ الصادِقِینَ".
ومن منظور القرآن الکریم إن الصادقین هم من یؤدون الفرائض ومن یؤمنون بالله دون ریب ولن یتراجعوا عن إیمانهم مهما إبتلیهم الله فی الدنیا.
وللصدق مراتب هناك من یبلغ أعلاها کـ الأئمة الأطهار (ع) وهناك من یکسب المراتب الأدنی من الناس.
ویقال إن "الصادقین" في القرآن هو لقب لأهل البیت(ع) للروایة الشهیرة التي سئل فیها سلمان الفارسی رسول الله (ص) هل الصادقین في الآیة الکریمة "یا أَیهَا الَّذِینَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ کُونُوا مَعَ الصادِقِینَ" هی صفة عامة أم أنها تشیر إلی أحد؟
حیث قال رسول الله (ص) إن العمل بالصدق هو فرض علی الجمیع ولکن الآیة تشیر إلی أخي "علی بن أبی طالب) (ع) ووالأوصیاء من بعده.
ومن كل آيات القرآن الكريم يمكن الاستدلال على أن "الصادقين" هم أولئك الذين يوفون بالتزاماتهم في الإيمان بالله جيداً، لا يترددون، ولا يتراجعون، ولا يخافون من مشاكل كثيرة، بل إنهم يثبتون صدقهم وإيمانهم بكل أنواع التضحيات، بالطبع لا شك أن هذه السمات لها مستويات، قد يكون البعض في القمة ، وهو ما نسميه المعصومين (ص) ، وبعضهم في المستويات الأدنى."
