ایکنا

IQNA

أكاديمي عراقي لـ"إکنا":

ثورة الإمام الحسین(ع) قامت من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر

13:59 - August 21, 2021
رمز الخبر: 3482208
البصرة ـ إکنا: أكد الأكاديمي العراقي، ومدير مجمع القرآن للتحفيظ والدراسات الإسلامية في البصرة "الدكتور السيد بدر عبد الجيلي طاهر الموسوي" أن ثورة الإمام الحسین(ع) قامت من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر ومن أجل الإصلاح ورفض الخمر والفساد والزنا وکثیر من الإجراءات مثل القتل.

أكاديمي عراقي لـ

وبمناسبة حلول شهر محرم الحرام وذكرى استشهاد الامام الحسين(ع)، أجرت وكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية حواراً مع الأكاديمي العراقي، والأستاذ في كلية التربية للبنات التابعة لجامعة البصرة، ومدير مجمع القرآن الكريم للتحفيظ والدراسات الإسلامية في البصرة "الدكتور السيد بدر عبد الجيلي طاهر الموسوي".

وفيما يلي النص الكامل للحوار: 

 لماذا قام الامام الحسین(ع) بمکافحة إنحراف المجتمع والنهوض ضده؟

في الحقیقه، كان الإمام الحسین(ع) الممثل والوریث الشرعي والإمتداد للقیم والمبادئ التي جاء بها النبي(ص) بإعتبار أن النبي(ص) نصّب أمیرالمومنین إماماً وأکد بشکل عام وخاص علی إمامة الحسن و الحسین(عليهما السلام) و قال: "الْحَسَنُ وَالْحُسَیْنُ اِمامانِ قاما اَوْ قَعَدا".

أعطى الرسول الاکرم(ص) الشرعیة والمهمة لحفيده الإمام الحسین(ع) للإنتفاضة؛ حینما رأی الإمام الحسین(ع) أن المجتمع في النظام الاموي یعیش الانحراف علی مستوی الاخلاق، ثار کما ذکر في کلماته حینما جاء الإمام(ع) بکلمات وقال: "قال رسول الله مَنْ رَأى سُلْطاناً جائِراً مُسْتَحِلاًّ لِحُرُمِ اللهِ، ناکِثاً لِعَهْدِ اللهِ، مُخالِفاً لِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ، یَعْمَلُ فِی عِبادِاللهِ بِالاِثْمِ وَ الْعُدْوانِ فَلَمْ یُغَیِّرْ عَلَیْهِ بِفِعْل، وَ لاَ قَوْل، کانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أَنْ یُدْخِلَهُ مَدْخَلَهُ".

فهذا هو کلام النبي(ص) وهذا ما تجسّد في شخص الطاغیة يزید، أمّا، لماذا لم یکن الحال مع معاویة؟ کان معاویة بسبب حیلته مقیداً من خلال عملیة الصلح.

ومواجهة الإنحراف بالطرق الدبلوماسیة أو القتال حصل من بعد النبي(ص) مباشراً من قبل الإمام علي (ع) وحینما انتقلت المهمة إلی الإمام الحسین(ع)، هو عرف أن المجتمع لایمکن أن یقاتل أو یواجه الظلم والعمل بالطرق الدبلوماسیه فقط؛ لأن الإمام الحسین(ع) شاهد ما حصل من یزید الطاغیة حینما بدأ یفرق بین المسلمین ویفسد في أوضاع الاموال وجعل یواجه الحرکة الإسلامیة وطبیعة الحاکم الإسلامي؛ فلهذا كان الإمام الحسین(ع) لابد أن یواجه هذه التشویه لأن آثارها خطیرة. كما قال الامام الحسين(ع): «وَ عَلَى الاِسْلامِ، ألسَّلامُ إِذْ قَدْ بُلِیَتِ الاُمَّةُ بِراع مِثْلَ یَزِیدَ».

بالنتیجه کل هذه الأسباب وجهت الحسین(ع) بأن یواجه لأنه الممثل الشرعي والأمر الآخر هذه الإنحرافات علی مستوی الحاکم والراعي وعلی مستوی الاخلاق والفکر والأمر الآخر أنه کان المأمور من قبل النبي(ص) کما قال الامام حسین(ع): "إن رسول الله قد أمرني بأمر وأنا ماض فيه" وطبعاً الإمام الحسین کان الإمتداد کما قال النبی(ص): "حسین مني وأنا من حسین"؛ يعني أن الرسالة و البقاء والإسلام المحمدی یمتدّ بوجود الإمام حسین(ع).

كيف تقيمون اعتماد الإمام الحسين(ع) على الحوار والمنطق والحجّة والنصيحة، كأداة سلمية لعلاقته مع الآخر؟

في ما یرتبط بأسالیب الحوار والمنطق، نجد هنالك مواقف کثیرة سواء أیام معاویة، کان الإمام حسین(ع) ملتزماً بطریق الإمام حسن(ع) والصلح رغم ما حصل من حرکات ومن کتب لإستنهاض المسلمین؛ ولکن الإمام حسین(ع) کان لدیه الرؤیة التي أسسها الإمام الحسن(ع) فهو أن یبقی هذا النهج لکي یفتضح أمر بني أمیه، فکان الإمام(ع) في الحقیقة ممثل الحوار والإلتزام السلمي.أما بعد رحیل معاویة حینما جاء یزید أیضاً الإمام الحسین(ع) اتخذ في کثیر من الموارد الطرق الحواریة والسلوك المحاجّة التي یعتمد علی إقناع الخصم بما فيها حادثه مسلم بن عقیل لأن مسلم بن عقيل حینما دخل الطاغیة عبید الله بن زیاد لم یقتله لأنه کان یعتمد الأسلوب السلمي وهذا في الحقیقة کان یمثل الحجّة للإمام الحسین(ع) في ما بعد أنه لم یرسل المسلم للقتل و الفتك.

الإمام الحسین(ع) کان یتکلم معهم في معركة كربلاء بالأسالیب الحواریة التي مثلت قیم السماء ولکن هذا القوم واجهوه بهذه الجریمة البشعة.

کما تعلمون أن الإمام الحسين(ع) ثار من أجل أن يعلّم النّاس درساً هو أنّ الإنسان المسلم عندما يشاهد الظّلم في مجتمعه، ينبغي عليه أن يثور لكي يصلح الأوضاع، كيف تفسرون امتلاك شخصية الامام الحسين(ع) لهذه القيمة الاخلاقية؟

في الواقع، الثورة الحسینیة هي الثورة التي أیقظت الثائرین والجماهیر وهي التي قضت مضاجع الظلمة في کل عصر هنالك یزید وهنالك ثائر. فالإمام الحسین(ع) حینما أطلق بعض الکلمات أطلقها للمستضعفین في کل موقع وفي کل مکان حینما قال "هیهات من الذلّة" و في مثال آخر یقول الإمام الحسین(ع): "مثلي لایبایع مثله".

یعني الذي یلتزم بالخط الإلهي وخط السماء وإمتداد النبوّة والرویة الدینیة ولابد أن یواجه بالطرق السلمیة والمنظمة لكي لا تکون القضیة قضیة الفوضی والتهوّر و إنما یکون هناك التحرك من خلال الأسالیب والمراحل التي انتهجها الإمام الحسین(ع).

ثار الإمام خمیني(ره) ضد الشاه حینما استنهض الشباب والعلماء والمثقفون یعنی نجده وقف کالإمام حسین(ع) وأیضاً الشهید الصدر حینما قال إن الأمة تحتاج إلی دماء في قبال ما قدّمه الإمام الحسین(ع) من دمه ونحن أمام مجموعة استشهدوا في هذا الطریق.

 ما هي أهمّ المعارف الأخلاقيّة في نهضة عاشوراء؟

مدرسة کربلاء لها وجه یعبر أمره وعن قیمه الأخلاقیة. تلك القیم التي سطّرها الإمام الحسین(ع) وأهل البیت(ع) في کربلاء وسطّرها الأصحاب. هناك دروس وهنالك کثیر من الوقفات الأخلاقیة الرائعة، منها درس الصبر. الحسین(ع) لم یصمت ولم یقدم ولم یستشهد إلا من خلال الصبر، الصبر درس کبیر من دروس کربلاء وما قامت به السيدة زینب(س) وما تحملته بسبب صبرها وقوة صبرها والصبر کما ورد من الإمام السجّاد(ع) بمنزلة الرأس من الجسد فالإیمان هو الجسد والصبر هو الرأس إذا ذهب الرأس ذهب الجسد وإذا ذهب الرأس ذهب الإیمان والدرس الآخر هو الرحمة. الإمام الحسین (ع) کان یمثل قمة الرحمة حینما یعطف علی الأسود ویقف في حالة الموت والشهادة  یقف عند الأبیض والأسود عند الشیعة وعند الآخر وعند الحرّ وعند العبد.

الإمام الحسین(ع) کان یمثل الرحمة أیضاً مع الأعداء حینما یبکی تسأله الحوراء زینب (س) لماذا تبکي أخي أباعبدالله؟.قال: أبکی لهَؤُلاءِ لأنّهم سوف یدخلون النار بسببي وکذلك کما نقلت الأخبار بلغ من الرحمة أنّه حینما توجّه إلی نهر الفرات فأراد أن یشرب الماء وکان الجواد(الفرس) معه ونظر الیها وقال أنت عطشان و أنا عطشان فاشرب الماء.ما هذه الشقفة، هذا العطف، و هذه الرحمة.

ما هي أهم القيم الملموسة للنهضة الحسينية في حياتنا المعاصرة اليوم وخاصة لجيل الشباب؟

إن المدرسة الکربلائیة وثورة الإمام الحسین(ع) هي المشعل الذي یمتدّ کما یقول العلماء من ذاك الزمن إلی الأزمان الأخرى وإلی الحال وإلی المستقبل. حینما نشاهد کربلاء وحینما تمرّ علینا أیام عاشوراء وإننا نستذکر الهمّة والقیم والمبادئ التي لابد أن یثبت الإنسان من أجلها.

وفي الحقیقة المجتمع حینما یراد أن یکون مجتمعاً قائماً على القيم الأخلاقية لابدّ أن یعود إلی الإمام حسین(ع) وأن یعرف أن ثورة الإمام الحسین(ع) قامت من أجل الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر و من أجل الإصلاح ومن أجل رفض الخمر و الفساد و الزنا وکثیر من الإجراءات مثل القتل و ...

والثورة الحسینیة في الحقیقة هي النور الذي نستضیئ به، لأنها مثلت بالقرآن ومثلت بالسماء وبذلك نجد في کل جیل وفي کل مجتمع أحراراً ومفکرین یغیرون ومن واقع الأمّة ومن ضمیر الأمة نحن في هذا الیوم نحتاج إلی أن نعیش مع کربلاء ومع کل رجال کربلاء وکل نساء کربلاء الذین واللاتي قدمن أروع الدروس من أجل الثبات ومن أجل أن یبقی الإنسان ومن أجل الحیاة الهنیئة التي تقدم القیم والمعارف السمائیة الخالدة.
أخبار ذات صلة
captcha