ایکنا

IQNA

بيان منسق عام حوار الأديان في لبنان محذراً رجال الدين من خطاب الطائفية

13:52 - September 23, 2021
۱
رمز الخبر: 3482635
بيروت ـ إکنا: أصدر منسق عام حوار الأديان والثقافات في لبنان السيد الدكتور علي السيد قاسم بياناً محذراً فيه رجال الدين من كل الطوائف والمذاهب من خطاب الطائفية المقيتة ولغة التقسيم داعياً إلى الحوار الهادىء واحترام المُختلف.

وأصدر منسق عام حوار الأديان والثقافات في لبنان، وعضو الأكاديمية الحَبرية المريمية العالمية سماحة السيد علي السيد قاسم بياناً محذراً فيه رجال الدين من كل الطوائف والمذاهب من خطاب الطائفية المقيتة ولغة التقسيم داعياً إلى الحوار الهادىء واحترام المُختلف.

وجاء في البيان:
 
" بسم الله الرحمن الرحيم 
  
 خَلق الله سُبحانه وتعالى النّاس مُختلفين في ألوانهم وأجناسهم وكذلك في تفكيرهم واعتقاداتهم، وبِسبب هذه الاختلافات كان لا بُدّ من وجود الحِوار بينهم.

 القرآن الكريم والانجيل المقدس قائِمان على الحِوار؛ فقد علّمنا الله سُبحانه وتعالى الحِوار، وذلك بِحواره مع الملائِكة في خَلق الإنسان، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).
 
حاور الله المُتعال الملائكة لِيُعلّمنا أساس الحِوار، ولم يَقتصِر بِحواره مع الملائِكة وإنّما شَمِل ذلك إبليس أيضاً، فقد حَاور إبليس عندما أمَره بالسّجود لِآدم فأبى واستكبر.

ونجد أن الحوار هو لغة السيد المسيح "عليه السلام" كان يستخدمها مع الأفراد: مثل السامرية، ونيقوديموس، ونثنائيل، ومريم ومرثا.. ومع جماعة التلاميذ.. ومع جموع اليهود، حين تحدث معهم عن الجسد والدم وعن الحرية.

والحوار هو لغة الحكماء.. فقد قيل عن سقراط أنه حينما رأى أحد التلاميذ لا يحاوره ولا يتحدث إطلاقاً، قال له: "تكلم يا ابني حتى أراك".. فالحوار يكشف مكامن النفس واحتياجات وتساؤلات ومشكلات الإنسان، كما أنه يصل بالإنسان إلى معرفة الرد والحلول، والاقتناع بذلك، والتنفيذ فى حياته. 

والحوار أيضاً هو لغة العصر.. إذ تتجمع المعلومات، وتطرح الأفكار للحوار على مستوى جماعات العمل الصغيرة لنصل إلى الرأى السديد... بل أحيانًا تطرح القضايا الهامة على الشعب كله من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ليدور حولها حوار، بغية الوصول إلى رؤيا أوضح للمستقبل، وحلول أفضل لمشاكل الوطن. 

وعليه نقول الحوار هو لغة التواصل.. فالحديث من جانب واحد هو "إملاء والحِكمة من ذلك أنْ يُعلّمنا الله كيف نُحاوِر وكيف تجلى الحِوار في حياة الأنبياء والرُسل في مُحاورتِهم لِأقوامهم خِلال ممارستهم الدّعوة بِأسلوبٍ سَلِس وليّن،وبِتحلّيهم بالصبر على ذلك.

 إنّ النّفس البشريّة تَميل بِفطرتها إلى الحِوار، أو الجِدال في حياتِها وبعد موتِها إلى يوم الحِساب، قال تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا) وقال أيضاً: (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) كما أنّ المؤمن في الرسالات السماوية يُحاور خالِقَه في صلاتِه المسجدية أو الكَنسية حيث تُعدّ الصّلاة من أرقى الحِوارات الخاضِعة لِلأدب، ويُحاوِره في دعائِه أيضاً، قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).

وقد أكدت مدارس فن الحوار على أصول الحِوار التي ينبغي السّير على خُطاها وهي:

١_  الالتزام بِالطّرق العلميّة وتَقديم الأدِلّة المُثبتة ونَقلها نَقلاً صَحيحاً.

٢_ عدم وجود التّناقض بين كلام المُحاوِر والدّليل.

٣_ أنْ لا يكون الدّليل إعادةُ صياغة للدّعوى بألفاظٍ أخرى.
 
٤_الاتّفاق على أمور ثابِتة ومُسلّم بها، وغير قابلة للنّقاش مثل ذم الكذب، ووجوب عِقاب المُذنِب، وحُسن الصّدق، وغيرها.

٥_ الالتزام بِآداب الحِوار والابتعاد عن التعصُّب. 

٦_أهليّة الأطراف المُتحاورة، والمَقصود بِذلك التأهيل العِلمي المُتخصّص بِمَوضوع الحِوار. 

٧_إدراك نِسبيّة الرّأي لِلأطرافِ المُتحاورة؛ فقد يَكون الرّأي صائباً أو خاطئاً، كما أنّ النتائج ليست قطعيّة فقد يقتنع الطّرف الأوّل برأي الطّرف الآخر وقد لا يَقتنع؛ فالحوار ناجح طالما أنّه لم ينتهِ بالمُكايدة والنّزاع حتى لو لم يَقبل أحد الطّرفين رأي الآخر.

٨_ قُبول النّتائج الّتي تَوصَّل إليها المُتحاورون والالتِزام بها.

لهذا نخاطب أهل القلم والفكر ورجالات الدين من كل الطوائف والمذاهب خاصة في ظل ما نقرأه على بعض صفحات التواصل أو نسمعه في المواعظ والذي يدل على افلاس فاضح من خلال  الخطابات الغرائزية وفيها تكريس لمنطق الطائفية المقيتة وعدم احترام المُختلف.

لهذا نتوجه بالقول إلى الجميع:
 
اعلموا أن الحوار أداة عظيمة لاتغفلوها حتى مع الله الخالق البارئ المصور.

 واعلموا ان اختلاف زوايا النظر في مختلف القضايا يخلق إدراكًا مختلفًا لدى كلٍ منا، مما يجعلنا نبني آراءنا وتصوراتنا بطريقة تختلف عن الباقين، ويجعلنا مختلفين عنهم، وهذه طبيعة بشرية. وليس المطلوب إلغاء تصورات الآخر، بل لا بد من فهم موقعه وزاوية نظره للموضوع، والتعرف على المدركات التي أوصلت به إلى هذه النقطة.

إن عالم الأفكار مرتبط بشكل مباشر مع عالم المشاعر، ويؤثر أحدهما بالآخر، فالفكرة الجديدة تتلقفها مشاعر تولدت سابقاً، والمشاعر الجديدة تسحب معها أفكارًا جديدة لا تلبث أن تتحول إلى قناعات راسخة، وهذا ما يزيد صعوبة تغييرها مستقبلًا، إذ نحتاج إلى لعب بالمشاعر وتغيير لها مرة أخرى للوصول إلى القناعات الدفينة أسفل منها.

وعليه نقول وقبل الطلب من الآخرين أن يفهمونا يجب أن نفهمهم، ونوصي أنفسنا بالإصغاء الجيد لهم بدل إشغال الذهن بالتفكير برد يقصم رقبة أفكارهم أو القضاء عليها. 

ولذا نحذر رجال الدين من كل الطوائف من حوار الطُرشان الذي لا مكان للعقل والمنطق معه، بل اتباع هوى القلب والرغبة في الانتصار هي ما تحركنا أمام الآخر، للرد عليه والانتصار بآرائنا، فنسد كل مداخل العقل من حواس سمعية وبصرية، ونبقي منافذًا تغذي رغبة نفوسنا بالانتصار عليه، إذ لا مكان للآخر فيه، ولا نبقي له باقية.
منشور: 1
تحت المراجعة: 0
غیر قابل للنشر: 0
جنان الحولي
0
0
كلام في غاية الدقةلوكل رجال الدين تتكلم بالحوار كما تفضلت لما وصلنا الى مانحن عليه اليوم ولكن نرى اليوم دور الاكثرية من رجال الدين مسيسة ودورها زرع الفتنة بين الطوائف لتصل الى منصب مهم وهنا للاسف اصبح الدين مسيسة لا صلة له بما انزل من السماء في الكتب السماوية نتمنى على كل عالم دين ان يعود لما امرنا الله به ويكون عدونا واحد هو اسرائيل فقط ادامك الله مولانا واكثر من امثالكم لنتعايش بسلام ومحبة بين الطوائف ونعلم ابنائنا على حب الوطن لا على الكراهية والحقد
captcha